السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

واشنطن بوست: نتنياهو يسعى لاستنساخ أحداث الكابيتول في إسرائيل

بوابة روز اليوسف

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في أحدث تحليل لها، إن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لاستنساخ أحداث الكابيتول "الكونجرس الأمريكي" في بلاده، بعد اقتراب خروجه من السلطة نهائيا، وتشكيل حكومة جديدة يرأسها نفتالي بينت اليميني المتطرف.

 

وعلقت الصحيفة في البداية على تحذيرات رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، السبت، من احتمال وقوع أعمال عنف خلال واحدة من أكثر الفترات المشحونة سياسيا منذ عشرات السنين مع اقتراب البلاد من الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إن "الخطاب التحريضي والعنيف للغاية" من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره، الذي يستهدف المشرعين الذين يسعون إلى إنهاء حكم نتنياهو الذي دام 12 عامًا قد يتخذ شكلاً عنيفًا وقاتلًا - فيما يشبه أحداث تمرد 6 يناير في مبنى الكابيتول الأمريكي.

 

وقال رئيس الشاباك نداف أرغمان إن التصعيد اللاذع الذي استهدف خصوم نتنياهو عبر الإنترنت وفي المظاهرات العامة، "قد يفسر من قبل مجموعات أو أفراد معينين على أنه يسمح بأنشطة عنيفة وغير قانونية قد تصبح قاتلة".

 

ودعا المسؤولين العموميين إلى كبح جماح الجماعات المتنوعة، التي تعهدت بفعل "أي شيء ممكن"، لمنع حكومة تقاسم السلطة الجديدة التي يقودها السياسي الوسطي يائير لابيد من حلف اليمين الدستورية.

 

ورغم تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه يدين أي تحريض وعنف، إلا أنه أصر على أن "التحريض ضدنا مستعر أيضًا"، في بداية اجتماع مع حزب الليكود يوم الأحد. ودعا النواب إلى التصويت ضد تشكيل الحكومة البديلة التي وصفها بـ"الاحتيالية".

 

ومن المتوقع أن يتم التصويت على الحكومة الجديدة، التي سيشغل فيها نفتالي بينيت اليميني والقومي منصب رئيس للوزراء لمدة عامين قبل تسليم المنصب إلى يائير لابيد، في الكنيست في غضون أسبوع. وهي تتألف من ثمانية أحزاب سياسية متباينة أيديولوجيًا، بما في ذلك اليساريون والوسطيون وحلفاء نتنياهو اليمينيون السابقون، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل، يتحالف معهم إسلاميين عرب.

 

وقالت واشنطن بوست، إنه مع خروج ترامب من السلطة، وصراخه حول كيفية سرقة الانتخابات منه من قبل الديمقراطيين ووسائل الإعلام، يحاول نتنياهو استنساخ نهاية ترامب. التي وصلت إلى أعمال شغب وقعت في 6 يناير في مبنى الكابيتول الأمريكي ، وخلفت خمسة قتلى وأكثر من 140 جريحًا.

ورغم أن نتنياهو أكد وقتها أنه سيترك منصبه إذا خرج من السلطة بهدوء. ووصف اقتحام آلاف المؤيدين لترامب لمبنى الكابيتول بأنه "مخز" و"مخالف تمامًا للقيم التي يؤيدها الأمريكيون والإسرائيليون، وأزال نتنياهو صورة له مع دونالد ترامب من تويتر الخاصة به تعبيرا عن رفضه لما حدث من ترامب وأنصاره إلا أنه منذ أعلن "تحالف التغيير"، الذي يتزعمه لابيد يوم الأربعاء أنه قادر على تحقيق أغلبية برلمانية، أطلق نتنياهو حملة شرسة ومتعددة الجبهات لمنع الحكومة الجديدة من تولي السلطة. وقام بتحميل عدد كبير من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مقاطع فيديو قديمة لبينيت وشركائه يتعهدون فيها بعدم السماح لـ“لابيد” أن يصبح رئيسًا للوزراء، ودعا المشرعين اليمينيين إلى "معارضة هذه الحكومة اليسارية الخطيرة".

 

في بيان متلفز الأسبوع الماضي، اتهم نتنياهو بينيت وشركائه بارتكاب "احتيال القرن". بعد التلميح إلى أن الحكومة الجديدة قدمت تنازلات قد تكون ضارة للحزب العربي الإسلامي "راعم"، وقدم محامو حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو التماسًا إلى لابيد للإفراج عن جميع تفاصيل الاتفاقات الائتلافية، متسائلين "ما الذي عليك أن تخفيه؟".

 

لم يدن نتنياهو على وجه التحديد المتظاهرين المؤيدين له خارج منازل ومكاتب بينيت ولابيد وكثيرين آخرين. وأصدر المتظاهرون تهديدات بالقتل مبطنة ورفعوا لافتات تحمل شعارات وصورًا تذكرنا بتلك التي شوهدت في الفترة التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في عام 1995. عندما قتل رابين برصاص مستوطن يهودي متطرف كان يرى أن اتفاقيات السلام التي أبرمتها الحكومة "اليسارية" مع الفلسطينيين، تصل إلى حد "الخيانة".

 

وشجعت تصريحات نتنياهو دعوات أخرى أكثر صراحة لترهيب خصومه، بما في ذلك نجله يائير، الذي تم حظره مرارًا وتكرارًا من قبل مواقع التواصل الاجتماعي لانتهاكه قواعد خطاب الكراهية. وأوقف تويتر وفيس بوك وإنستجرام، الجمعة، حساب يائير مؤقتًا بعد أن دعا إلى الخروج في مظاهرات حاشدة لمنع التصويت للحكومة الجديدة.

 

كما رصدت السلطات الإسرائيلية دعوات للتظاهر وارتكاب العنف عبر تطبيق واتساب أطلقها أنصار نتنياهو لإغراق البلاد في الفوضى في حال نجحت الحكومة الجديدة في حلف اليمين، وإبعاد نتنياهو للأبد عن رئاسة الحكومة.

 

 وقال نداف أرجمان رئيس 'شين بيت' في بيان دون ذكر أي أسماء "رصدنا في الآونة الأخيرة زيادة في الخطاب التحريضي والعنيف المتطرف بشكل متزايد خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي". وأضاف "قد يفسر هذا الخطاب بين مجموعات أو أفراد معينين على أنه خطاب يسمح بنشاط عنيف وغير قانوني قد يتسبب في ضرر جسدي".

 

 ويستمر الترقب المشوب بالحذر في إسرائيل مع اقتراب جلسة الكنيست للتصويت على الائتلاف الجديد.

 

ويواجه نتنياهو احتمال انتهاء مسيرته، التي استمرت 12 عامًا كرئيس للوزراء بعد أن أعلن زعيم المعارضة الوسطي الإسرائيلي يائير لابيد الأربعاء، أنه نجح في تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات 23 مارس، وقد يتسبب ذلك في محاكمة نتنياهو بعد خروجه من السلطة.

تم نسخ الرابط