فى تسويق ركيك من أجهزة المخابرات العالمية يريد توصيل معنى أن إسرائيل دولة ديمقراطية، لا فرق لديها فى التعامل مع أى فصيل سياسى حتى لوكان (الإخوان والحركات المتأسلمة) الذين كل منهم يقول فى العلن أنهم أعداء والحقيقة الخافية تقول أنهم أصدقاء يقتسمون الأدوار لإثارة القلق والنزاعات فى منطقتنا العربية، نعلم أن (حماس الإخوانية) لا تتحرك إلا بإذن إسرائيل أو مخابرات أمريكا وبريطانيا عبر حلفاء لها بالمنطقة العربية أو الشرق أوسطية، وتلقى حماس صواريخها بتوقيع إسرائيلى ولذا فهى لا تصيب أيًا من الإسرائيليين اللهم إلا بعض المنشآت التي لا تمثل أهمية ما.
المراد هنا إذا كانت إسرائيل تستوعب الإخوان وهم عرب، فكيف ترفضهم مصر وباقى الأقطار العربية وتحذفهم قانونًا من الخريطة السياسية الحزبية؟ لعبة مفهومة وغير مقبولة وعندما يظهر على مسرح الأحداث السياسية فى (تل أبيب) شخص إخوانى متأسلم يدعى (منصور عباس) لا تتعجب إنها أوراق فى يد المخابرات ترمى الواحدة تلو الأخرى حتى لا يفقد مشروعها (تمكين الحركات الإسلامية) والذي بدأته بالإخوان التي صرفت عليهم وكلفتهم بالكثير منذ عشرينيات القرن الماضى حتى تصير جماعة عنف وتطرف ودم، تقلق بها المنطقة العربية بعد أن ظهرت حركات التحرر من قبضتهم الاستعمارية كان عليها أن تخلق نتوءات وذيولًا لها فى المنطقة وخاصة الدولة الكبرى أو كما يطلقون عليها (الجائزة الكبرى) مصر هؤلاء الخونة إخوان إبليس وكل من يدفع لهم.
لذا فإن ظهور (منصور عباس) ليس غريبًا ولكنه مريب لأنه بداية حلقة متواصلة من تفعيل أعمال الإخوان المشينة، الإخوانى (منصور عباس) الذي هو فى يد المخابرات العالمية من عام 1996، أخذ الأوامر بلعب هذا الدور وهو (قول: أنك تريد حصول الأقلية المسلمة على حقوقها بإعاشتها على الأراضى الإسرائيلية، وأيضا لاعب لنا نتنياهو لأنه بدأ يخرج عن الصف ويعزف منفردًا ولوحنا له بفساده ولم يرتدع فليكن التلويح بإننا من يمكنه أن يجعلك مستمرا أو تكون فى طى النسيان عن طريق هذا الإخوانى وجماعته بايعة الأوطان) هل فى هذا غريب؟ بالطبع لا.
وعندما يقول (منصور) فى لقاءاته الفضائية والإذاعية إن (قوة السياسى ألا يكون مفهوما ضمنيا فكل عرض يطرح على الطاولة سنناقشه ونفحصه لنحصل على مكان لنا) لقد سمعت هذا الكلام بالحرف الواحد من الإخوانى عصام العريان فى 2009 عندما كان مسؤول الإعلام لجماعة العار.
مسلسل لا تنقطع حلقاته فى أروقة أجهزة المخابرات فى أمريكا وأوروبا الذين أوجدوا الإخوان منذ نشأتهم ودعموهم وجعلوهم (بعبع الأرق) فى أكبر دولة عربية (مصر)، فقد كانت هذه الجماعة تناهض كل الأنظمة الحاكمة دون استثناء من الملكية إلى الجمهورية، كانت تطفو على الساحة السياسية ثم تغوص هربًا فى الدول العربية المجاورة، لقد عمل الاستعمار الغربى الذي حكم منطقتنا قرنين من الزمان كاستعمار حديث متغلغل فى الشعوب يجمع المعلومات عن كل صغيرة وكبيرة ذات تأثير على شعوبنا عبر علم (الأنثروبولوجيا) الذي أطلق عليه (العلم الاستعمارى) لإنه لصيق التفاعل مع المجتمع، الشىء الذي توصلوا إليه هو أن (الدين) فقط لا غير مدخل للسيطرة على أى شعب حتى قيل إن (الدين أفيون الشعوب) من هنا كان ضروريًا أن تلك الدول الاستعمارية التي كانت تتعرض لرفض أثناء قيامها بشد وجذب الشعوب أن تجد البديل الحتمى الذي تنفذ وتحرك كل غرائزها فى الاستحواذ على مقدراتنا دون مقاومة تذكر، وعلى الرغم من أن المخابرات البريطانية والأمريكية هى من شجعت الفكر الإخوانى العنيف فى الوقت الذي شجعت فيه (الهاجاناه) الإسرائيلى ليكون كل منهم نواة دولة دينية حتى وصل الأمر أنهم كانوا يدربون تدريبًا عسكريًا على فنون القتال فى الثلاثينيات فى مراكز واحدة بأطراف القاهرة.
هذا توضيح لما يحدث فى الساحة السياسية الداخلية الإسرائيلية الآن ولماذا؟ وربما تابعنا جميعا المدعو (منصور عباس) الإخوانى الذي ينتمى إلى عرب إسرائيل وهم الفلسطينيون داخل الدولة الإسرائيلية، هذا الإخوانى الذي ينتمى إلى الحركة المتأسلمة الجنوبية والتي تنتمى إلى الإخوان شكلًا ومضمونًا وإن كانت تذكر إنها تتبعها فكرًا فقط، فى كل الأحوال أن منصور طبيب الأسنان البالغ من العمر 47 عامًا يقوم بأعلى أدوار التكليف المخابراتى لتحريك جديد للجماعة التي أدخلها المصريون جحورها ونجحوا فى تقزيمها بثورة عظيمة فى 30 يونيو لتكون الراية التي رفعتها كل دول المنطقة فى وجه تلك الجماعة التي تحكم بالحديد والنار وتتخذ الديكتاتورية دستورًا لها، وبالقضاء على حكم المرشد ليس فى مصر فقط ولكن فى منطقتنا كلها صار لدى أجهزة المخابرات العالمية وبعض الأحزاب السياسية هناك خيبة أمل لم تبارحها وهى التي أنفقت ودربت ودعمت حكم المتأسلمين الذي لم يمكث أكثر من عام حتى أعلن إفلاسه فى ممارسة الحكم.
ولأن أجهزة المخابرات دوما لديها سيناريوهات مستمرة تتداولها الواحد تلو الآخر حتى تنجو من إعلان الفشل، فإنها جربت بعد فشل الحكم المباشر أن تناور بأن الثورة ماهى إلا انقلاب وعندما لم نأبه بتصنيفهم الكاذب أنفقوا مليارات لإعلام شائعات يضرب فى كل ما يتم إنجازه على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى، حتى صارت الإنجازات هى التي تتحدث عن نفسها، والآن يضعون شوكة ذات حدين فى المنطقة أولا فى وجه العرب ومدخل جديد لعودة الإخوان وأيضا شوكة فى حلق (نتنياهو) وأشباهه، وهكذا سيستمر اللعب بالدول ذات الخلفية الدينية، وقد قالها (الإخوان) فى حواراتهم لى نحن نتأثر بإسرائيل كدولة (دينية) تجمع أعراقا مختلفة، ولنا مع إسرائيل والإخوان قصص كتير سنرويها تباعًا.
من مجلة روزاليوسف



