السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خالد حسن يكتب: سيكوباتية الشوارع

بوابة روز اليوسف

مجموعة من الشباب يحملون طفايات حريق وأسطوانات غاز للاحتفال بالعروس.. صرخات ورقصات بدون ملابس وكأنه احتفال على الشاطئ ، وفجأة تنطلق طفاية حريق من أحدهم وتصيب فتاتين وتموت إحداهما على الفور بينما تصاب الأخرى بكسر في الجمجمة وتُنقل إلى المستشفى في حالة خطرة بالعناية المركزة بين الحياة والموت.. هذا ماحدث في  قرية أتميدة التابعة لمركز طلخا محافظة الدقهلية.

 

ميادة فتاة بريئة ماتت ضحية شباب ليس لديهم أدنى إحساس بالمسؤولية يقولون عنها إنها كانت فتاة طيبةيشهد لها الجميع  بحسن الأخلاق والأدب والتفوق.

 

لم يكن هذا  الحادث هو الوحيد وقد سبقه كوارث وحوادث مشابهه له  منها ما نشر في الصحف والإعلام ومنها ما لم نعلم عنه شيئا  ، بسبب التهور في الافراح.

 

الأمر يحتاج الى وقف كل يقدم علي   تحويل الشارع أو الميدان  إلى سيرك  للاستعراضات الخطرة و الأفعال الصبيانية.

لقد أصبح الشارع أسيرا لهؤلاء الشباب الأطفال الذين لا يتحملون أدنى مسؤولية ، يغلقون الشوارع بالدراجات البخارية والسيارات وبأجسادهم ويمنعون المرور لإجبار الغير على مشاهدة استعراضاتهم الساذجة أما بطفايات الحريق أو بإشعال النيران بعلب المبيدات الحشرية ..يستمتعون بارهاب الغير بالنيران والألعاب النارية..  حالة من حالات السيكوباتية واللذة بترويع الآخرين والاجبار على الاحتفال  .. والسيكوباتية هي الشخصية المضطربة نفسيا والتي تعادي المجتمع.

لقد أصبحت التوعية التربوية لبذل المزيد من الجهد لإصلاح  الشباب المنفلت لا تجدي ولزم معها قوة تنفيذية لمنع هذا الانفلات.

 

ومهما قلنا أن الأبناء تحتاج إلى المزيد من الرقابة والصرامة فإن تلك الأمور التربوية تتفاوت من أسرة إلى أخرى، لذلك  لابد وأن يحكم الجميع القانون، والانضباط الأمني وفرض غرامات لمنع مثل تلك الاستعراضات الخطرة ووقف تعطيل الشوارع من أجل زفة عروس، ومنع تلك الكلاكسات المزعجة.

لاننكر المجهودات الأمنية المبذولة  في محافظة الجيزة تم  ملاحقة وضبط ٧ دراجات نارية و٥ أشخاص من قائديها بموكب عرس "بدون ترخيص" حال سيرهم بمنطقة إمبابة لقيامهم بتعطيل حركة المرور وتعريض حياتهم وحياة المواطنين للخطر،  وهي حالة من حالات اليقظه الأمنية والتي تحتاج إلي المزيد من  الانتشار في شتى أنحاء الجمهورية لمنع تلك الظواهر واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه مرتكبيها.

 

 لقد تسببت حالة الازعاج المنتشرة  إلى  تدشين بعض المتضررين حملة على الفيسبوك لمنع ازعاج الميكروفونات من البائعين وعمال الروبابيكيا في الإسكندرية .. وهو ما يدعونا  إلى تدشين حملات  أكثر  لمنع هوس الافراح  والاحتفالات والافتتاحات التي تتسبب في شلل  الشوارع ووقف المرور أو الازعاج الصوتي  والترويع بإطلاق الأعيرة والألعاب  النارية في الهواء.

 

وانتشرت في الآونة الأخيرة  بالأسواق  بيع سراين الفرامل والكلاكسات المرتفعة الصوت والتي انتشرت بين   السيارات و التكاتك والموتوسيكلات  كالنار في الهشيم  نسمعها ليل نهار في الشوارع بشكل مزعج وخطير ما يدعونا إلى المطالبة بمنعها و مصادرتها وعدم تداولها بعد أن حولت الشوارع بسببها إلى  حالة من حالات الجنون الضجيج.

 

نتمنى أن تنتشر حملات مصادرة  مصادر الإزعاج في  جميع محافظات مصر  ومعها أيضا حملات أمنية لفرض الهدوء ..نحتاج بالفعل إلى المزيد من السلام  بعد أن اكتظت الشوارع في كل مكان بالإزعاج  ، ننتظر منع تلك العادات الكارثية والعاب الشباب  بالدرجات البخارية التي انتشرت  بصور استعراضية شبه انتحارية في كل مكان  مع وزفاف الافراح البهلوانية.

 

لاشك أن تعديل السلوك لاياتي فقط بمجرد التوعية وانما ايضا مع قوة القانون، والافضل هو منع حدوث الكوارث قبل وقوعها.

 

مدير تحرير الوفد

 

تم نسخ الرابط