السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شاهد: قصة كفاح أول ملحن ومطرب كفيف بالشرقية

محمد جودة
محمد جودة

 لم يمنعه فقد البصر من إكمال صقل موهبته في العزف على العود والغناء، أحبهما منذ صغره، وكافح بعد نيله دبلوم المدارس الصناعية للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، وفى عام 2006 تخرج في المعهد بتقدير امتياز، وتم تعيينه مدرسًا للتربية الموسيقية بإحدى مدارس بلدته مدينة الزقازيق، بمحافظة الشرقية.

 

 قدوته فنانان كبيران، هما "سيد مكاوي" و"عمار التشريعي"، حيث يرى أن فقدانهما للبصر لم يمنعهما من أن يصبحا علامة وأيقونة في تاريخ الفن المصري والعربي.

"محمد جودة" صاحب الـ 39 عامًا ابن مدينة الزقازيق، يعد نموذجًا يحتذى للاجتهاد والإصرار والطموح والأمل.

يحكى أنه فقد بصره على مراحل بدأت في طفولته، موضحاً أنه فقد الرؤية ليلًا في المرحلة الإعدادية، وبعد سنوات قليلة، فقد بصره تمامًا ليصبح من ذوي الهمم، مشيرًا إلى أن ذلك لم يبعده عن حب الموسيقى والغناء، واستمر في تعلم العزف على العود على يد الشيخ صلاح، أشهر معلمي العزف بمحافظة الشرقية، ثم انضم لمعهد الموسيقى العربية بعد نيل دبلوم المدارس الصناعية، وتخرج في المعهد بتقدير امتياز.

 

يعشق "جودة" أستاذ الموسيقى كل ألحان زمان، ويبدع في عزف أغنيات مطربه المفضل العندليب عبدالحليم حافظ، الذي يعتبره الأقرب إلى قلبه، أولًا لأنه "شرقاوي" مثله، وثانيًا لأنه كافح طويلًا حتى وصل إلى عرش القلوب، كما يعزف بمهارة ألحان الفنانين الكبار، أمثال محمد فوزي، ومحمد قنديل، ووردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، ومحمد عبدالمطلب، ويعشق موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطي، وبليغ حمدي، خاصة أنه تدرب كثيراً على عزف ألحان أغنياتهم ويعلم جيداً مدى صعوبتها، ويصفها بالسهل الممتنع، ويحب من الأجيال الجديدة المطربتين "جنات" و"شيرين".

 

 يحلم "جودة" بتكوين فرقة موسيقية، تضم موهوبين من ذوي الهمم، وتكون معتمدة من وزارة الثقافة، لتكون نافذة هذه الفئة للجمهور، ويعمل على تلحين عدد من الأغنيات التي يحلم بأن تصل للملايين، ما سيساعده على إخراج الطاقات اللحنية الكبيرة التي يتمتع بها ولم تر النور بعد. 

ويؤكد "جودة"، أن للفن الجميل جمهورًا لن ينتهي، والشباب يحب كل ما هو جيد، والطرفان سواء الموهوبين أو المستمعين، يحتاجون إلى نوافذ وإطلالات ودعم مستمر من وزارة الثقافة للارتقاء بالذوق العام، خاصة بعد طغيان نغمة المهرجانات والانحدار الموسيقى والغناء، اللذان يعدان من عناصر قوة مصر الناعمةً.

تم نسخ الرابط