السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

 "صباح” والبلاء العظيم على مدار 23 عامًا بالشرقية

محمد وهدي أشقاء مصابان
محمد وهدي أشقاء مصابان بأنيما البحر المتوسط

تصارع سيدة خمسينية الحياة بكل ما فيها من قوة، كي تستطيع مواصلة رحلة كفاحها وتأدية رسالتها مع مرض أبنائها الخمسة الذي تحملته بمفردها لأكثر من ثلاثة وعشرين عامًا، تلك الأم المثابرة التي تلاحق الزمن لعبور طريق المرض الذي اجتاح فلذات كبدها.

 

أنيميا البحر المتوسط يداهم أسرة على مدار 23 عامًا

سردت صباح السيد أحمد، في العقد الخامس، من مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، لـ"بوابة روزاليوسف": توفيت نجلتي الأولى بعد ولادتها بعام ونصف بمرض السرطان، وأصيبت الرضيعة الثانية بمرض الطحال ولم يتمكنوا آنذاك من الحصول على جرعة الدم التي تستطيع من خلالها استكمال الحياة، علاوة على عدم وفرة الدواء، ولم تعش كثيرًا وفاضت روحها هي الأخرى إلى بارئها، أما بعد إنجابها الطفل الثالث منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عامًا حينما كان يبلغ 6 أشهر، بدأت تلاحظ ورما وانتفاخا في جسده وتغيرات أثارت شكوكها نحوه.

 

وتابعت: توجهت به إلى الطبيب لتفسير حالته وعمل التحاليل والفحوصات اللازمة، ونصحها بالذهاب به إلى مستشفى الزقازيق العام الذي حجزه لمدة شهر وخلال هذه الفترة علمت أنه مريض بـ"الثلاسيميا" أنميا البحر المتوسط ، وهو نوع من أمراض فقر الدم، والذي يحتاج نقل الكثير من أكياس الدم إلي الجسم بصفة مستمرة وإستمر الحال كما هو عليه حتي أتم الثالثة والنصف من عمره، أمر الطبيب بسرعة إجراء عملية جراحية بالطحال.

 

وأشارت صباح السيد أحمد، إلى أن نجلها الثالث، يحدث له مضاعفات متكررة، وفي بعض الاحيان تزيد جرعات الدم لأكثر من مرتين بالشهر، بسبب كثرة حالات الهبوط التي يتعرض لها عندحدوث تعب مفاجئ او إجهاد نتيجة العمل.

لم تفق تلك الأم التي تحملت الكثير من المعاناة في التنقل بين الأطباء والمستشفيات وتكبدت نفقات طائلة من الأموال لرؤية أبنائها بخير دون آلام، لتكتشف نفس المرض في طفلها الرابع بعد 8 شهور من ولادته، لتعيش نفس المعاناة، مؤمنة وراضية بقضاء الله، فما كان عليها إلا أن قامت بعمل الفحوصات والإجراءات السابقه، لتخفف آلام طفلها.

 

وأشار صباح السيد إلى أنها كان لديها مزيد من الأمل في شفائه تماما بعد إجراء عملية الطحال دون الاحتياج إلى تناول جرعات الدم المستمره شهرياً كما حال شقيقه.

 

وتتوالى الصدمات واحدة تلو الأخري، لتكتشف الأم إصابة طفلتها الخامسة بنفس مرض أشقائها، والتي تبلغ 10 سنوات من عمرها، لتستمر في تكرار رحلة العلاج ، برغم عدم إستطاعتها علي التنقل بين الأطباء و المستشفيات، فمرض أبنائها الخمسة أخذ الكثير من صحتها، وفقدت القدرة في الذهاب بصغيرتها لاستخراج أوراق للتقديم علي إجراء عملية ابنتها التي تتناول جرعتين من الدم شهرياً. وتستكمل ، حتي الان لم يخبرني الأطباء عن أسباب هذا المرض، لافته أنه لم يصيب من قبل لأي من أفراد العائلة سواء من جهة الأب او الأم.

 

ولفتت إلى أنها كانت تقطع مسافات طويلة في الذهاب إلي مدينة الزقازيق و يكلفها اليوم الواحد 300 جنيهًا مصاريف للحصول علي جرعة الدم، قبل أن تناشد فتاة تدعي"ريهام" من أبناء المركز المسؤولين بضرورة توفير بنك دم بمستشفي الحسينية تيسيرًا علي المرضي للتخفيف من آلامهم، بحسب روايتها.

 

وقالت، صباح السيد أحمد، إن أمنتيها الوحيدة في سنوات عمرها المتبقيه، هي أن يمُن عليها المولي عزوجل بالشفاء لكي تستطيع إستكمال مسيرة علاج أبنائها الذين أصيبو بمرض مزمن يلازمهم مدي الحياة ، علاوة عن إحتياجها لعمل عملية الحصوة التي تؤلمها من حين لآخر، ولكن قدرتها المادية قد نفذت على مدار سنوات: "نفسي ربنا يشفيني عشان أقدر أكون جنب أولادي .. واروح لدكتور كويس يحدد حالتي بالضبط.. عشان معرفش عندي ايه..مستنية ربنا يبعتلي قرش عشان اروح للدكتور " وعايزة أعمل عملية الحصوة علي المرارة" بهذه الكلمات وصفت السيدة الخمسينية حالتها.

 

وأضافت صباح السيد أحمد، خلال حديثها، أنها تحصل علي مبلغ شهري، بجانب عمل نجلها المريض الذي يصارع الحياة ، ولم يكن كافيًا للإنفاق علي الأدوية الشهرية ومتطلبات الحياة اليومية، فضلاً عن إحتياجها لإجراء عملية الطحال لنجلتها. وتابعت : بعد ثواني لتلتقط أنفاسها و بصوت خافت و الدموع تجري في عينيها، تشتكي من وهن صحتها وعدم إستطاعتها الذهاب إلي المستشفيات لإستخراج أوراق إجراء عملية صغيرتها، بجانب الظروف المادية التي لم تساعدها علي ذلك، " صحتي مبقتش زي الأول كبرت ومبقتش قادرة أجري واطلع اوراق من مكان لمكان لانها بتاخد وقت كبير في الإجراءات".

 

وسألت "بوابة روزاليوسف" الطفلة الصغيرة صاحبة العشرة أعوام عن أمنيتها، لتذرف عيونها بالدموع وكأنها حاضرة دومًا قائلة :" نفسي أخف" كل ما تريده فقط أن يمُن المولي عزوجل عليها بالشفاء العاجل لتعيش طفولتها كمن بمثل عمرها تلهو وتلعب مع أقرانها دون أن تشتكي ألمًا. وتناشد الأم الخمسينية، قلب مسؤول رحيم ، يساعدها في علاج صغيرتها وعلاجها كي تستكمل مسيرة كفاحها نحو فلذات كبدها.

تم نسخ الرابط