الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شقيق بطل الهروب من "جلبوع"  يتحدث لـ"بوابة روزاليوسف" عن حياة زكريا وتفاصيل التحقيقات معه

بوابة روز اليوسف

إنها معطيات تؤدي إلى نتائج، وبذور طيبة تنبت أشجارًا مثمرة، وأصول عشقت الحرية، فأنجبت زكريا الزبيدي ورفاقه الخمسة، فمن أرضعته أم شهيدة، لن يقبل بقيود الأسر، أو العيش تحت سماء واحدة مع المحتل.

 

عملية هروب الأحرار الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع، وقف أمامها العالم مندهشًا، والمحتل مرتعدًا،  فكيف لهؤلاء الرجال أن يحطموا قيودهم وينتزعوا حريتهم من براثن الاحتلال.

 

كنت واحدًا من الملايين الذين وقفوا أمام تلك العملية، بالرغم من القبض على ٤ من الأحرار، بعقل عاجز عن تصورها، أو التوصل إلى العقيدة التي يؤمن بها هؤلاء الأحرار، التي جعلتهم يحولون المستحيل إلى أمر يسير.

 

فكيف لستة معتقلين في سجن يوصف بالأعلى تأمينًا وتحصينًا، أن يحفروا نفقًا لعشرات الأمتار؟ وحصلوا على حريتهم، مخلفين لسجانهم، الخزي والخوف ووصمات العار وتهكم العالم.

 

 

تمكنت من الحديث إلى شقيق أحد هؤلاء الأبطال، ومنذ الكلمات الأولى معه، تلاشى كل ما كان لدي من تساؤلات، وتحول المستحيل إلى ممكن، وأن الأحرار الستة قاموا بعمل أقل مما عانوه ويعانيه الشعب الفلسطيني على يد المحتل.

 
 

 

"بوابة روزاليوسف" تتواصل مع شقيق الزبيدي

تحدثت "بوابة روزاليوسف" إلى يحيى شقيق البطل الحر، زكريا الزبيدي، الذي أفهمنا جزءًا يسيرًا من حياة "زكريا" كان كافيًا، ليعلم العالم أن الشعب الفلسطيني ستلين له الأرض ليحفرها وتتحطم الأسوار ليعبرها، إلى حريته التي لن يرضى عنها بديلًا.

يحيى الزبيدي
يحيى الزبيدي

 

يحيى الزبيدي يقول: "لم أشاهد زكريا مؤخرًا وآخر مرة شاهدته في المعتقل قبل جائحة كورونا، قمت بزيارته أنا وزوجته في سجن جلبوع،  والمحتل منع الزيارات عنا مع انتشار الجائحة". 

 

الوضع الصحي للزبيدي

وعن الوضع الصحي لزكريا الزبيدي قال شقيقه "يحيى": "وضعه الصحي صعب فهو تعرض للتنكيل، وأصيب بكسور في القدم والضلوع، وعلمت من المحامين أنه يحتاج لراحة كاملة لمدة شهرين، لكن الاحتلال يخضع زكريا لتحقيق صعب".

 

 

استشهاد والدة الزبيدي

وأوضح يحيى أن زكريا له ٥ إخوة، وهو الأخ الثاني في الترتيب، والدته استشهدت في شهر مارس من عام ٢٠٠٢، وبعد استشهاد والدته بشهر استشهد شقيقه طه، وتوفي والده وهو داخل المعتقل، ويعيش زكريا وأسرته في مخيم جنين، وعيشته في مخيم للاجئين جعلته يحلم كأي لاجئ بالحرية واستقلال فلسطين.

 

 

قمع وبطش المحتل 

وأضاف يحيى: "زكريا عانى منذ طفولته من قمع وبطش المحتل، ففي عام ١٩٨٨ هدم المحتل منزلنا، وعندما كان عمرة ١٣ عامًا تعرض زكريا للإصابة برصاص المحتل في قدمه، مما تسبب بعجز في الساق، وفي عمر ١٦ عامًا تم اعتقاله، وتحرر بعدها في اتفاقية أوسلو، وفي انتفاضة ٢٠٠٠ تعرض للإصابة في عينه، ويحتاج لعلاج قرنية ولكن للأسف الاحتلال رفض العلاج وممنوع من السفر خارج فلسطين حتى لتلقي العلاج".

 

 

هدم منزل الزبيدي

وفي عام ٢٠٠٢ عاود الاحتلال هدم منزل زكريا، وفي عام ٢٠٠٤ هدموا منزله أيضًا، وكل ما يبني منزلًا له يهدمه الاحتلال.

 

وخلال فترة عام ٢٠٠٠ إلى عام ٢٠٠٨ تعرض زكريا لعدة محاولات اغتيال، وفي جميع أنحاء جسمه إصابات برصاص الاحتلال والكثير من الحروق.

 

 

إعفاء الزبيدي من الملاحقات الأمنية

في ٢٠١٢ تم إعفاء زكريا من الملاحقة، بناء على اتفاق عدم ملاحقة المطاردين، حتى تم اعتقالة عام ٢٠١٩ وفي هذه المرة تم تنفيذ عملية التحرر العظيمة، عن طريق حفر النفق داخل سجن جلبوع هو و٥ من الأسرى،  وعلمنا بالخبر، وكنا لمدة خمسة أيام نعيش حالة من الفرح، الخوف، والترقب، والانتظار، خوفًا على حياته وحياة من معه، وكنا نتمنى أن تنجح عملية الهروب للنهاية، ولا يتمكن الاحتلال من القبض عليهم.

 

 

الفلسطينيون يعيشون في سجن كبير

وأوضح يحيى أن شقيقه زكريا الزبيدي له رسالة واضحة، وكان دائمًا يحكي أن الشعب الفلسطيني في سجن كبير، وهو في سجن صغير، وتحرر زكريا من السجن الصغير "جلبوع"، أعطى بارقة أمل للشعب الفلسطيني، ووجه رسالة للعالم بحفر النفق أننا شعب يبحث عن حريته، وليس هدفنا الموت والاعتقال والتعديب، نحن هدفنا الحرية، ومن ذاق العذاب يعرف معنى الحرية، وزكريا ومن معه جسدوا كل معاني الحرية، وهذا واضح من التضامن العربي الإسلامي العالمي مع واقعة الهروب من سجن "جلبوع".

 
 

 

عملية الهروب

وعن عملية الهروب وحفر النفق قال يحيى: "تفاصيل العملية لا يعلمها إلا زكريا ورفاقه ومخابرات الاحتلال، وليس لدي أي معلومات غير التي يعرفها الجميع، بينما التفاصيل يعرفها فقط المنفذون والمحتل".

 
 

 

القبض على الأحرار

وعن سبب القبض عليهم، وهل تمت بناء على وشاية؟، قال يحيى: "لا أعتقد أن يكون أحد قد أرشد عنهم، فالمحتل كان يسخر كل إمكانياته للقبض على زكريا ورفاقه".

 
 

 

الاعتراف خيانة 

وعن طبيعة التهم وتفاصيل التحقيقات مع زكريا قال شقيقه يحيى: زكريا يتعامل مع التحقيقات بمبدأ الاعتراف خيانة، ولم يقل في التحقيقات معه إلا هذه الكلمات، أنا اسمى زكريا الزبيدي شفت جورة "نفق" خرجت منه، وينفي كل التهم الموجهة له، ونفى زكريا تهم التخطيط للقيام بعمليات، وتشكيل جماعة عسكرية، مؤكدًا أنهم طلاب حرية، لا يريدون القيام بعمليات وكل ما يريدونه حريتهم واستقلال دولتهم.

 
 

 

صور زكريا الزبيدي

وفي نهاية حديثي مع يحيى الزبيدي طلبت منه صورًا لزكريا مع أسرته وفي حياته العادية، فكانت إجابة يحيى صادمة بأنه ليس لديه أي صور لشقيقه، لأنه لم يتسن له العيش مع زكريا منذ أن كبر إلا بضعة شهور، طيلة حياته، التي قضاها ما بين الجهاد ضد الاحتلال أو في المعتقل أو مطارد من المحتل.

زكريا في سجن الاحتلال حاليًا تاركًا خلفه زوجة وثلاثة أطفال، ولدان وبنت.  

شاهد أيضًا:

 

 

تم نسخ الرابط