السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سينمائيون من مصر وتونس والسودان يناقشون مستجدات الصورة السينمائية العربية

مصر وتونس
مصر وتونس

 نظمت مؤسسة "المورد الثقافي"، في بيروت، جلسة نقاشية حول موضوع "الصورة السينمائية في المنطقة العربية خلال عشر سنوات"، بمناسبة إطلاق أفلام تسجيلية وروائية حاصلة على دعم المؤسسة. 

وأدارت الجلسة فرح فايد من مؤسسة "بيروت دي سي"، وجرى خلالها طرح عدة أسئلة حول التأثيرات الأساسية التي كونت الصورة السينمائية الجديدة، في العالم العربي. 

وحاولت الناقدة السينمائية التونسية إنصاف ماشطة الإجابة على سؤال: هل تأثرت اللغة البصرية في المنطقة العربية بالطفرات التقنية؟ أو أن تأثير التطور اقتصر على خرق الركود القائم من نواحي التوزيع والعرض؟ 

وفي هذا الصدد، تحدثت ماشطة عن عدة تجارب سينمائية في السنوات العشر الماضية، من بينها فيلم المخرج السوري زياد كلثوم "الرقيب خالد"، حيث رأت أن هذا الفيلم يشكل تكثيفا للتناقض الذي تعيشه السينما الجديدة بين نمطين جماليين، واحد يستكين لأسلوب تقليدي من الصناعة السينمائية، وآخر يجد نفسه مجبرا على استخدام وسائط جديدة كالموبايل، لأداء الوظيفة التي تعجز الكاميرا التقليدية عن تحقيقها. 

وما يثير اهتمام ماشطة في هذا الفيلم تحديدا، أنه يظهر قدرة التقنيات الجديدة على تجريد المخرج من سلطته على المادة المرئية، وضربت مثلا بالجزء المصور بالموبايل الذي يجرد المخرج من سلطته على الصورة المرئية.  ورأى المخرج وكاتب السيناريو المصري شريف زهيري، أن التقنيات الحديثة رغم أهميتها، لم تكن قادرة على خلق لغة سينمائية جديدة، فالإبداع الإنساني دائما يمتلك اليد العليا بمواجهة التكنولوجيا، وبإمكانه تطويعها ضمن القوالب الذهنية المعروفة. 

ولاحظ زهيري أن السينما الوثائقية هي تناول إبداعي للحقيقة، وليست الحقيقة كما هي، ومن هنا يبدي اعتراضه على المنتج البصري المشوه أو متدني الجودة الذي نراه بشكل اعتباطي في الأفلام، لأن من يستخدمه يريد الإيحاء للجمهور أنه يقدم الحقيقة كما هي. 

وقال زهيري: "في السابق لم يكن يتاح لشخص مثلي أن يصنع فيلما بسبب التكلفة المرتفعة، أما اليوم، فقد تغير هذا الواقع، لكن يبقى للميزانية تأثير كبير على الجماليات، والمثال الأوضح فيلم الرحلات الذي أنتجته بدون دعم "7 سنوات في دلتا النيل"، فقد امتلك الفيلم هوية بصرية فريدة، فرضها عدم امتلاكي كاميرا شخصية". 

من جانبه، قلل الكاتب السوداني حسام هلالي من قدرة التقنيات الجديدة في التأثير على اللغة السينمائية المكرسة، قائلا: "بالرغم من فتح التكنولوجيا المجال أمام المتلقي للمشاركة بصناعة الصورة أو حتى خلق صورة بديلة، لكن هذه الصورة الجديدة أظهرت فعاليتها كبديل عن وسائل الإعلام التقليدية وليس عن السينما، فالأخيرة دائما ما تتمكن من تطويع التقنيات لصالحها". 

وأضاف هلالي: "هذا النقاش حول التقنيات يستمر من جيل إلى آخر.. بعد عام 2000 رفض الرعيل الأول من المخرجين السودانيين (درسوا السينما في الاتحاد السوفييتي أو أوروبا)، سينما الديجيتال، لأنها لم تكن سينما حقيقية بالنسبة لهم.. نظرة هؤلاء للسينما لم تكن محصورة بالصورة فقط، بل بأدوات الإنتاج من تحميض الأفلام إلى أساليب المونتاج". 

من ناحية أخرى، يرى هلالي أن أحد أهم إيجابيات التطور التكنولوجي هي الثورة التي حصلت في مجال التوزيع التي أتاحت الأفلام لفئات جديدة، بعد أن كانت محصورة سابقا بجمهور المهرجانات. 

 

تم نسخ الرابط