السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

 عندما استرددنا الوطن من قبضة العصابة

استرداد الوطن
استرداد الوطن

ستعود البهجة إلى حياتنا من جديد، نحن الشعب المصري العظيم، الذي قرر أن يسترد وطنه الذي كاد يسرق منه عبر شهور عجاف وأيام صعبة أوشكت أن توطن اليأس والغربة في النفوس، إلا أن الله سبحانه وتعالى بجلال قدرته وواسع رحمته أراد أن يرفع عنا الغمة، وأن يزيح عنا الظلمة التي حاصرت أيامنا وليالينا لسنة كاملة تحت حكم جماعة الإخوان، لم نر فيها خيرًا أو بركة أو نهضة، ولم نلمس فيها عدلًا ولم يراع فيها وعد ولم تلمح فيها أملًا أو رجاء.

   هكذا لخصت الدكتورة درية شرف الدين، وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس النواب، الهدف من كتابها "استرداد وطن"، الصادر مؤخرًا عن الهيئة العامة للكتاب.

 

وفي حوالي مئتي صفحة، وعبر أكثر من ثمانين عنوانًا، رصدت الدكتورة درية هموم وأزمات الوطن طيلة العام الذي حكم فيه الإخوان الإرهابيون مصر، وانتهت بفشلهم الذريع، بعد أن رفضهم أكثر من ٣٣ مليون مصري، بشعار "ارحل"، الذي وجهوه ضد العميل مرسي.. الذي لم يقدر قيمة مصر والمصريين.. والذي حنث بالقسم وشوه الدستور وتلاعب بالقانون.. ولم يصن أرض الوطن وأدار البلاد لصالح جماعته وحدها فدمر الاقتصاد وقوض الأمن واستدعى الإرهاب ودفع بالمواطنين إلى دائرة الجوع والعطش، وسكت عن وصم الجميع بالكفر والإلحاد وتهديدهم بالقتل إكرامًا لكرسي رئاسته.

 

كانت تلك الأسباب الحقيقية - كما ترى د. درية شرف الدين- التي جعلت المصريين يتخلصون من حكم الجماعة الإرهابية ومرشدها في ثورة يونيو ٢٠١٣ لتعود مصر إلى المصريين، كل المصريين بلا تفرقة أو استبعاد أو إقصاء بلا تمييز أو تعالٍ، فأصبحت مصر لكل المصريين بلا كذب أو خديعة أو تقية أو غاية تبرر الوسيلة.  

وتؤكد د. درية شرف الدين في كتابها لقد أصبحنا بعد أن تخلصنا من الجماعة وحكمها، مطمئنين بأن الوطن لن يتفتت ولن نواجه كابوس انفصال المسلم عن المسيحي، ولن نعود إلى الوراء، ولن نرتد إلى غياهب العصور الوسطى، ولن يفرض علينا رأي أو هيئة أو زي ولن تقهر المرأة باسم الدين وتغتال الطفولة باسم الوصاية وسيبقى الدين خالصًا لوجه الله.

 

وهكذا انتهت كوابيسنا وحلت محلها أحلامنا، تحت راية العلم والفن والثقافة ونعيش أخوة متحدين في وطن نفض عن نفسه غبار سنة كبيسة مضت بلا رجعة.

  تقول د. درية في مقدمة كتابها "استرداد وطن": كان هذا الكتاب فكرة ظلت تراودني كثيرًا، لكنني لم أجرؤ على الاقتراب منها لسنوات، ربما لأنها كانت تحمل من الألم الكثير؛ ألم استرجاع أحداث الوطن الذي كنا شهودًا على احتمال ضياعه أثناء سنوات عجاف، ذقنا فيها مرارة الغربة وشاهدنا مؤامرات محاولة انتزاع مصر من أبنائها بتسليمها إلى فصيل أعوج، جاهد بكل قوته لأربعة وثمانين عامًا حتى أوصلته مؤامرات من ناحية وغفلة الدولة من ناحية أخرى إلى أعلى مراكز الحكم في مصر. 

 

وتضيف: أحاط اليأس والغم بأرجاء مصر، وفقد الناس الأمل وتعمدت أبواق الإخوان ترديد ملامح خطتهم في حكم البلاد لمئات السنين المقبلة، حتى ولو تم القضاء على الملايين من المصريين المناوئين لوجودهم.. وكانت سنة سوداء على مصر - كما وصفتها د. درية شرف الدين في كتابها - لم تشهد شعاعًا واحدًا من أمل، ولم نكن نملك إلا البكاء سرًا، وكما عند سماعنا لأغنياتنا الوطنية، ورغم كل ذلك لم يغادرني - والكلام على لسان د. درية - أبدًا الأمل واليقين من حتمية زوال تلك الأيام وانتهاء حكم الإخوان وعودة مصر مصرية معتدلة ضاحكة ساخرة منتصرة على قوى الظلام، مهما بلغت قسوتهم واستنادهم إلى أموال وسلاح الخارج، واستكانة الشعب المؤقتة.

 

وتختم د. درية قائلة: "في أيامهم الأخيرة كثفت مقالاتي، أسجل فيها يقيني بقرب الخلاص، ورؤيتي للضوء القادم عبر الظلمة".

 

ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب، الذي جمعت فيه د. درية مقالاتها عن تلك المرحلة القصيرة والخطيرة في التاريخ المصري.. عن أيام الألم والأمل.. عن تلك الأيام التي انتهت بحمد الله باسترداد وطن يسعى نحو التقدم، ويعلي من قيمة حقوق الإنسان وبصوت الحريات، ويمنح هذا الشعب العظيم ما يستحقه من رفعة ومجد.

  "استرداد وطن"، للدكتورة درية شرف الدين كتاب مهم، كشف زيف الجماعة الإرهابية، من خلال عناوين مهمة ودالة مثل: "المخطط الكابوس.. وكأنه وطن.. حديث السلاح.. قضية لكل مواطن.. زمن الغضب.. العبث.. أوهام.. ستار من دخان.. ماذا يُحاك حولنا"، وغيرها من العناوين التي فضحت خطط الإخوان للسيطرة على البلد حتى وقعوا في شر أعمالهم، وانتصر الشعب المصري عليهم وطردهم شر طردة، وكنت أتمنى أن يكتب تاريخ كل مقال بالكتاب للتوثيق ومعرفة زمن حدوثه، وكنت أتمنى أيضًا أن تُعاد كتابة بعض المقالات مرة أخرى أو حذف بعضها؛ لأنها لم تضف الكثير للكتاب الذي اعتبره إجمالًا أحد الشهادات المهمة من وجه إعلامي وثقافي معروف ضد حكم جماعة، أرادت اختطاف مصر، ولكن الله حفظها من كل سوء.

 

تم نسخ الرابط