جنود مصر في معركة التنمية

هل من قبيل المصادفة وحسن الطالع أن تسجل هيئة قناة السويس أعلى معدل عبور يومى للسفن يوم ٢٨ سبتمبر  حيث عبرت ٨٧ سفينة  دون إنتظار فى اتجاه القناة  فى نفس اليوم الذي التقى فيه أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية بكتيبة القناة بقيادة الفريق اسامة ربيع.. وهل من المفارقة أن يحدث أعلى معدل لعبور السفن فى يوم ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر صاحب قرار تأميم قناة السويس.  لم يشهد ممر ملاحى عبر التاريخ الحديث كم من الحروب والمؤامرات والأزمات السياسية و الاقتصادية مثلما شهدت قناة السويس لكن أرواح الشهداء ودماءهم الزكية  سواء الذين قاموا بحفرها " ١٢٠ الف عامل " أو الذين دافعوا عن البوابة الشرقية لأرض مصر هى الحارسة و المباركة لرقعة القناة .  

منذ حفر القناة و حتى حرب أكتوبر المجيدة التي نحتفل بها خلال أيام لم تخل أسرة مصرية من شهيد أو محارب لذلك ليس هناك مصري إلا و له فى القناة جزء يملكه.  تتساوى تحديات السلم مع تحديات الحرب بل إن تحقيق التنمية الاقتصادية و تقديم أفضل الخدمات البحرية كان هدف كل من يعمل بهيئة قناة السويس من اصغر عامل حتى اكبر مهندس .. لقاء الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس بالوفد الصحفى لجمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الكاتب الصحفى خالد مبارك كان أكثر من ممتع وأكثر مدعاة للفخر والانتماء، حيث ألقى الفريق ربيع الضوء على نجاح الهيئة في مواجهة الأزمات بمختلف أنواعها مثل جائحة كورونا التي أثرت على حركة الملاحة والنقل البحري وأزمة جنوح سفينة إيفرجيڤن، حيث أثار نجاح أطقم هيئة قناة السويس في تخطي الصعاب دهشة وإعجاب المؤسسات والهيئات المعنية بالتجارة الدولية والملاحة البحرية.. زد على ذلك تطوير الخط الملاحي لتعبر القناة سفن بحمولات تقترب من ٦ آلاف طن، وإيرادات تعدت ٤ مليارات دولار هذا العام.  

مشاهدة الإنجاز الكبير بافتتاح قناة السويس الجديدة في وسائل الإعلام شيء وزيارة القناة الجديدة شيء آخر.. ينشرح القلب وتسر العين برؤية السفن العملاقة تحمل آلاف الحاويات، ويزداد الانبهار بعبور القناة إلى شمال سيناء عبر أنفاق جديدة، هي معجزة بكل المقاييس، لتضم القناة ٥ أنفاق.. اثنان في الإسماعيلية، وآخران في بورسعيد، والخامس نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس؛ حيث العبور إلى سيناء الحبيبة بالوصول إليها في ١٥ دقيقة فقط لتعزيز حركة النقل والتجارة والتنمية.  

أكثر ما أثار إعجاب الوفد الصحفي، أن كل من يعمل بهذا المرفق العظيم، وكل من قابلناه هو جندي يعلي اسم مصر في معركة التنمية.    

كل الشكر للزميل خالد مبارك، رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية، الذي أشاد في كلمته بملحمة قناة السويس عبر تاريخها، وعبّر عن مشاعر الوفد الصحفي للاستقبال الحافل، الذي توجه الفريق أسامة ربيع، بإهداء الجمعية درع قناة السويس.