فى الذكرى 48 لانتصارات أكتوبر : أهالى سيناء يتذكرون أمجادهم سلسلة رجال من ذهب لتسجيل بطولاتهم
مع احتفالنا بالذكرى الثامنة والأربعين لانتصارات أكتوبر 1973، يتذكر أهالي سيناء جزءا من تاريخهم الطويل الممتد عبر السنوات، مما يؤكد عمق انتمائهم إلى الوطن مصر.
كما يتذكر الجميع الجهود التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي من أرض سيناء بعد نصر أكتوبر، حيث استطاع الجندي المصري أن يبهر العالم ويحقق المستحيل بعبوره أكبر مانع في التاريخ، ويتم تحرير الأرض المحتلة.
ففي مثل هذا اليوم يتذكر الجميع دور أبناء سيناء في دعم قواتنا المسلحة والأعداد الجيد على أرض الواقع، حيث استوعبوا تعليمات ومخططات القيادة، وبدأوا في تنفيذها على أرض الواقع في تلاحم بين أبناء سيناء والقوات المسلحة التي استعانت بهم من أجل تحرير هذه الأرض، مما أدى إلى تحقيق النصر.
ويؤكد الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على أن السادس من أكتوبر يومًا عظيمًا في تاريخ مصر، وأن انتصارات 6 أكتوبر كانت وستظل علامة فارقة في تاريخ الوطن، وسطرت فيه قواتنا المسلحة ملحمة تاريخية كبيرة في تحرير أرض سيناء الحبيبة، مشيراً إلى أننا جميعا على أرض سيناء في مهمة مقدسة. وأعلن المحافظ أن أهالي سيناء كان لهم دورا كبيرا في دعم ومؤازرة القوات المسلحة، وأن شمال سيناء هي خط الدفاع الأول لمصر ومواطنيها هم حراس بوابة مصر الشرقية، حيث بذل الأجداد والآباء جهودهم ودماءهم في سبيل الوطن وللحفاظ على الأرض المقدسة.
كما أن كل بيت في مصر قدم الشهداء في مختلف الحروب التي دارت على أرض سيناء منذ عام 1948 حتى 1973، ولا يزال يقدم حتى الآن.
كما أكد على دور أهالي سيناء في حماية الأرض ومساندة قواتنا المسلحة، وأنهم كانوا بمثابة الأقمار الصناعية والرادار البشرى في رصد كافة تحركات العدو ونقلها إلى القيادة المصرية.
ومن جانبه، أشار عبد العزيز الغالي عضو اتحاد الكتاب والمؤرخ السيناوى إلى دور أبناء سيناء في حرب أكتوبر المجيدة، مؤكدا على ضرورة تذكير الأجيال الجديدة بما فعله الأجداد والآباء من أمجاد، ولإحداث حراك فكرى. وأعلن أن حرب أكتوبر كانت مجيدة لأنها حققت عبور من واقع النكسة الأليم إلى عصر الانتصار الكبير، واسترداد الحق والكرامة واستعادة الثقةبالنفس والعزة الوطنية، كما كانت مجيدة باحتضان وتلاحم قوى الشعب المصري والعربي لها، وبدور أبناء سيناء ومساعدتهم من خلال تعاونهم مع الجيش المصري في تحقيق النصر.
وأوضح دور أبناء سيناء الذي لم يكن قاصرا على المساعدة والمساهمة في حرب ونصر أكتوبر، بل امتد إلى 3 مهام رئيسية وأساسية تمثلت في: جمع المعلومات عن جيش العدو، تصوير مراكز وقواعد وارتكازات جيش العدو، والقيام بالعمليات الفدائية والاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة لجيش العدو. واستعرض نماذج من البطولات التي قام بها أبناء سيناء دعما لقواتنا المسلحة. وأمكنه تسجيل البعض منها على سبيل المثال في سلسلة باسم: " رجال من ذهب " تناول فيها بعض الأعمال البطولية التي قام بها عدد من أبناء سيناء دعما لقواتنا المسلحة.
وأعلن أنه من خلال منظمة سيناء العربية شهدت مدينة العريش ميلاد المقاومة، والتي بدأ فيها أول إضراب ضد الاحتلال في 19 أغسطس 1967، وجاء هذا الإضراب متزامنا مع وصول وسائل الإعلام العالمية لتصوير مدينة العريش.
كما تلى ذلك ترويج الاحتلال لفكرة تدويل سيناء عام 1968 ، والتي تم طرحها في مؤتمر الحسنة بوسط سيناء الذي أعده الاحتلال خصيصا لذلك ودعا اليه جميع وسائل الإعلام العالمية ، وتم التجهيز لعقد المؤتمر والاتفاق مع مشايخ سيناء على نجاحه بالإعلان عن إقامة دولة في سيناء تحت رعاية إسرائيلية ومظلة أمريكية ، ولكن المشايخ فاجأوا العدو والعالم كله برفضهم لهذا المخطط جملة وتفصيلا وكانت كلمتهم التي هزت عرش هذا الكيان الصهيوني واضحه ومجلجلة وقالها الشيخ سالم الهرش "سيناء مصرية وستظل مصرية تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر وأن باطن الأرض أكرم لنا من ظهرها اذا ما وافقنا على هذه المخطط الإسرائيلي " ، وتحطمت فكرة التدويل الصهيونية على صخرة وعى البدوي بوطنيته وقوميته ، وبدأ أبناء سيناء مرحلة المقاومة الحقيقية والتي أزعجت الصهاينة طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وكان لمنظمة سيناء العربية السبق في هذه المقاومة.
كما كان لأعضاء المنظمة دورا بارزا في نقل الأخبار الدقيقة للقيادة العسكرية في القاهرة بالإضافة إلى الكفاح المسلح.
قام عدد من المجاهدين من أعضاء المنظمة بتنفيذ عدة عمليات فدائية، فتم ضرب احدى القواعد البحرية للعدو بصواريخ موقوتة، وكذا ضرب مقر الحاكم العسكري في العريش بصواريخ الكاتيوشا وعدد من المواقع العسكرية في مصفق ورمانة والقنطرة والعريش، ومن خلال أعضاء منظمة سيناء العربية أصبحت سيناء كتابا مفتوحا للقيادة المصرية بفضل خبرة أبناء سيناء.
وأشار إلى أنه مثلما كان الوضع في العريش العاصمة كان في باقي مراكز ومدن المحافظة، ففي مركز بئر العبد كانت المقاومة على أشدها، حيث تم تجنيد المئات من المجاهدين في رصد المعدات المتوجهة إلى الجبهة عبر طريق الساحل الشمالي من العريش إلى القنطرة، وكان لأبناء مركز بئر العبد الدور البارز في نقل المجاهدين من بور سعيد حتى سيناء.
كما كان للمرأة دورا كبيرا في منطقة بئر العبد، وكان للمجاهدين دورا كبيرا في قصف معسكر العدو الإسرائيلي في منطقة مصفق، وتعرض هذا المعسكر لأكثر من عملية قصف صاروخي طوال فترة الاحتلال على يد البطلين الشهيدين: مبارك أبو صلاح وعبد الكريم أبو لافي. وهكذا. كان الوضع في مختلف مناطق سيناء شمالا وجنوبا، حيث كانت محافظة واحدة عاصمتها العريش. وأعلن أنه قبل أن تبدأ حرب أكتوبر كان لدى القيادة المصرية كل المعلومات الدقيقة عن العدو وعدد المعدات العسكرية الإسرائيلية على الجبهة بفضل أعضاء منظمة سيناء العربية وكل أبناء سيناء.
وأكد أنه بالرغم من مرور أكثر من 54 عاما على احتلال سيناء عام 1967 مرورا بحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973 وعودة سيناء عام 1982 وحتى الآن. فلا يزال أبناء سيناء هم القاسم المشترك الأعظم لما لهم من دور كبير في دعم ومساندة قواتنا المسلحة حتى تحقق النصر، وكما كان لأبناء سيناء من دور كبير في تحرير سيناء، فان لهم نفس الدور في تنميتها والزود عنها ضد أية مخاطر في الوقت الحالي.
ويوضح عبد القادر مبارك رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء دور شيخ المجاهدين الشيخ حسن خلف الذي كان أحد أفراد منظمة سيناء العربية ونفذ الكثير من العمليات الفدائية حتى حكم عليه من قبل العدو الصهيوني بالسجن لمدة 149عاما، وهو حاصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدوره البطولي خلال فترة الاحتلال ضمن أكثر من 750 فردا بمنظمة سيناء العربية، وتمكن مع بعض زملائه من تدمير مقر الحاكم العسكري الصهيوني بالعريش في أول عملية فدائية بعد نقل الصواريخ على ظهور الإبل برفقة صديقه المرحوم براك جهيني. كما قام بتدمير عدد من معسكرات ومواقع العدو ومستوطناته، وتم الأفراج عنه في 4/3/ 1974 في تبادل مع الجاسوس الإسرائيلي " باروخ كوهين ".
وأشار إلى جهاد الشيخ عيد أبوجرير الذي بدأ مع عدوان 1956 هو وأتباعه من العشائر والقبائل المختلفة، واستمروا حتى عدوان 1967 فعملوا خلف خطوط العدو وكانوا رمزا للصمود الوطني والتحدي البطولي لقوات الاحتلال الإسرائيلي حتى وافته المنية يوم 9/9/1971 .
وبهذه المناسبة أيضا، وتؤكد الدكتورة سهام عز الدين جبريل "عضو مجلس الشورى السابق وعضو الأمانة العامة ورئيس لجنة المحافظات بالمجلس القومي للمرأة وابنة المجاهد عز الدين جبريل" على أهمية الانتصار العظيم وضرورة الحفاظ عليه كمعلم وقيمة هامة للأجيال القادمة.
وأشارت إلى أن ذكريات أكتوبر وما تحمله من المعاني العظيمة موجهة أساسا للشباب والأجيال التي لم تعش أحداث القرن الماضي، أن جيلنا الذي عاصر هذه الأحداث ومشاهدها الوطنية العظيمة وعاش هذه الذكريات لا يمكن أن ينساها أبدا، وأصبح واجبا علينا أن ننقلها للمستقبل ونورثها للأجيال القادمة ونحصن شبابنا بقيمها ومعانيها العظيمة، فحرب أكتوبر لم تكن مجرد حرب من سلسة الصراع العربي الإسرائيلي، بل هي تحمل عظيم المعاني وقيم الحفاظ على استقرار الوطن ومكتسباته الوطنية التي يجب أن تكون حاضرة في الوجدان المصري وفى عقول شبابه بناة المستقبل والذين سيحملون راية المحافظة على تراب الوطن وسلامته ومسؤولية استقراره .
وأكدت على أن المرأة السيناوية كانت أحد أدوات المقاومة الوطنية خلال فترة الاحتلال وأثناء الأعداد لحرب أكتوبر، وبدأ ذلك باندلاع المسيرات لفتيات المدارس بالعريش ورفع العلم المصري وإعلان رفض الاحتلال ورفضها لكافة إجراءات القمع التي كانت تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتؤكد سناء جلبانة رئيس فرع المجلس القومي للأمومة والطفولة بشمال سيناء أن ذكرى أكتوبر من الذكريات الغالية والعظيمة من ذكريات مصر الخالدة، فهي ذكرى العبور العظيم وشاهد على هزيمة العدو الصهيوني من أجل تحرير الأرض والعرض في سيناء المصرية.
وتقدم تحية تقدير وإعزاز وإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الذكية وأرواحهم الطاهرة من أجل تحرير وعزة وكرامة الوطن، وتقدم تحيه حب وإعزاز وتقدير لجميع رجال قواتنا المسلحة المصرية خير أجناد الأرض في كل موقع وفى كل زمان.
كما تقدم كل التحية والتقدير لقادة وطننا وزعمائه، وتحية لأجدادنا وآبائنا وأهالينا أبناء سيناء الشرفاء الذين شاركوا جيشهم العظيم في النصر والعبور في أكتوبر، وكل التحية والتقدير للشعب المصري وجميع الشعوب العربية التي شاركتنا في تحدى الاحتلال وتحقيق النصر في أكتوبر 1973.
وتشير إحسان داود الغالي مقررة المجلس القومي للمرأة بشمال سيناء إلى دعم جميع أبناء سيناء لقواتنا المسلحة من أجل تحقيق النصر، وتضامن الكبير مع الصغير والمرأة مع الرجل والشاب مع الشيخ لتقديم العون لجيش مصر، وأنه كان للمرأة والفتاة دورا فاعلا في تحقيق النصر، وكانت المجاهدات في مختلف مناطق سيناء تقمن بدورهن إلى جانب المجاهدين في توصيل المعلومات إلى القيادة المصرية التي كرمتهن ومنحتهن نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدورهن الكبير في تحقيق النصر على الأعداء.
وأشارت إلى استمرار عطاء المرأة السيناوية حتى الآن لتحقيق التنمية والتعمير على أرض سيناء، وأن المرأة لم تبخل على وطنها بالعطاء وتقديم الشهداء من أبنائها وأزواجها، علاوة على استشهاد عدد منهن من أجل الوطن. ويشير يحيى الغول القاضي العرفي إلى الدور الكبير لأبناء سيناء وتضحياتهم العظيمة من أجل الوطن، سواء كان خلال فترة الاحتلال أو أثناء الأعداد والتمهيد لحرب أكتوبر وما بعدها.
وأكد أن مشايخ سيناء كان لهم دورا كبيرا أيضا في توحيد الصفوف في مواجهة العدو وحث الشباب على المقاومة حتى أصبحت سيناء أرضا وشعبا في مقدمة الدفاع والذود عن الوطن، وذلك بفضل الآباء والأجداد الذين ربوا أبنائهم على حب الوطن وبذل الروح والدم من أجله، وأصبح حب الوطن يجرى في دم أهالي سيناء، فهو تربى وورث معنى الدفاع عن الأرض والعرض منذ الحرب العالمية الأولى في التاريخ المعاصر، فقد عاش أبناء سيناء على هذه الأرض صراعات طويله ومستمرة خاصة فيما بعد قيام الكيان الإسرائيلي وتعدياته المتكررة ، وكان أهل سيناء وبشهادة القادة العسكريين هم العين الساهرة يدا بيد مع المؤسسة العسكرية والإدارات المدنية للدولة، وكان للجميع أدوارا تعتبر غير مسبوقي سواء من شيوخها أو شبابها ونسائها، وأن ما أبرزه الإعلام حتى الآن قليل من كثير من جهد ونضال أهل سيناء الصامدين.



