والدة شهيد الشرطة العميد أحمد حسين لـ بوابة روزاليوسف: دماء ابنى الشهيد وزملاءه أضاءت الطريق لإنجازات مصر الكبيرة
- تمنى الشهادة ونالها.. وأخر كلماته "عايز ولادى يشبعوا منى"
استعادت مصر كرامتها بعد التخلص من حكم الإخوان، وتمكنت فى غضون سنوات قليلة أن تنهض بالإصلاح الاقتصادى ومن خلال الإجازات العديدة والتنمية العمرانية الكبيرة، والمبادرات الصحية وإصلاحات البنية التحتية وإنشاء شبكة طرق وكبارى جديدة وغير مسبوقة.
هكذا بدأت والدة الشهيد العميد أحمد حسين أحمد حسن، المهندسة سلوى فهميم عبد العزيز البسيونى حديثها لـ "بوابة روزاليوسف"، وطالبت الشعب المصري بالالتفاف حول القيادة السياسية، وعدم الانجراف حول الدعاوي الباطلة والشائعات التي تروج خلايا الجماعة الإرهابية النائمة، والتي تستهدف هدم البلد وتسليمها للمجهول.

وقالت المهندسة سلوى فهيم، إن ابنها الذي راح ضحية الغدر علي يد الإرهاب الجبان، قدم حياته فداء لمصر وأنها تشعر بفخر شديد كونها أم الشهيد، مؤكدة أن مصر تستحق الكثير.
وتروي ذكرياتها مع ابنها البطل الذي ولد في ٣ مارس ١٩٨١ بمدينة المنصورة، محافظة الدقهلية، قائلة إنه كان يتسم بالطبع الهادئ والتدين، واجتماعي، وأنه تربى فى حضن جده، ووالده هو لواء الشرطة حسين سيد أحمد، الذي استشهد عام 1988، وكان عمر أحمد وقتها ٧ سنوات فقط، فكان قدوته الحسنة، ودافعه للالتحاق بكلية الشرطة منذ الصغر.
وأضافت كان تلميذاً مجتهداً يهوي لعبة التايكوندوا، ويعشق مشاهدة برامج الأطفال فى التليفزيون.

وعن علاقته بأسرته وإخوته أكدت أنها كانت جيدة للغاية، وحسب ما قالت، كان باراً بهم رغم أنه أصغرهم، موضحة أن شقيقته الكبري سالي، طبيبة، وسامر الشقيق الأوسط، ضابط شرطة، وكان أحمد يرحمه الله مرتبطاً بي ارتباطا كبيراً، ملازما لي فى كل تحركاتى، لدرجة أنني إذا غبت ساعات عن البيت يعرف الجميع أننى مع أحمد أقضى له طلباته خارج المنزل، فأينما وجد "مودى" – اسم الدلع- وجدت سلوى.
كان الشهيد أحمد أصغر طالب في دفعته ٢٠٠١، وتم تعينه مباشرة في مديرية أمن المنيا، ضابطاً للمباحث، ثم رئيس مباحث دكرنس، ثم رئيس مباحث شربين لمدة ٧ سنوات، ولفتت والدته إلى أنه انضم إلى فرقة محاربة الاٍرهاب فى إيطاليا وعاد قبل استشهاده بأيام.
تقول: ابني تمني الشهادة ونالها، كان يردد: "يارب أنول الشهادة واكتبهالي يارب"، خاصة بعد حادث الكنيسة الذي استشهد فيه زميله عماد، فقد تأثر باستشهاده تأثراً شديداً وقال لى "أولاده لسه صغيرين ياماما"، كان ذلك في شهر أبريل، واستشهد أحمد بعدها بشهر واحد، كأن أبواب السماء كانت مفتوحة، فهو أراد لقاء الله، فأراد الله لقاءه.
وتتذكر الأم أنها كانت تمازح إبنها أحمد فى إحدي الجلسات العائلية بقولها "انت مدلع بنوتك جودي وشقيقها أدم كده ليه"، فرد عليها: "ياماما خليهم يشبعوا مني، يا عالم مين هايربيهم، إحنا حياتنا علي كف عفريت".. ولفتت المهندسة سلوى، إلي أن زوجته ترملت وعمرها ٢٨ عاماً فقط، وتحكي عن رؤيا شاهدتها قبل استشهاد ابنها بأيام قائلة: "شاهدت ناس أخبرتني بأنه تم الحكم علي ابني بالإعدام، فقلت لهم ابني برئ ما عملشي حاجه، وظللت أركض إلي أن وصلت لـ "كشك" خشب بداخلها سلالم صاعدة لأعلى، وما أن هممت بالصعود عليها قالوا لي "خلاص اتعدم"، ساعتها انقبض قلبي، وهمت بقص الرؤيا علي شقيقتى فطلبت مني عدم تفسيرها حتي لا تتحقق. وأضافت أن ابنها الشهيد كان قبل استشهاده مدرجاً هو وأسرته علي قوائم الاغتيال التي أعدتها الجماعات الإهاربية لأنه تصدي لهم في الكثير من العمليات، ومن قبل أحبط العديد من صفقات المخدرات والسلاح.
وعن أخر لقاء جمعها بالشهيد، قالت: استشهد في ١٧ رمضان يوم الاحتفال بغزوة بدر ١٢ يونيو ٢٠١٧.. كنت أنتظر عودته فى إجازة على أحر من الجمر، حتى يشاركنا الإفطار فى شهر رمضان، واتصلت به كثيرا في ذلك الْيَوْمَ، وجاء بالفعل قبل آذان المغرب بدقائق، وفطر معانا سائقه المجند، وكان من المعتاد أن يستريح ابني لمدة ساعة بعد الأكل قبل أن يستائنف عمله، لكنه جلس معى فى ذلك الْيَوْمَ وتحدثنا إلى أن جاء موعد صلاة العشاء، فصلي وخرج من باب الغرفة مسرعاً إلى باب الشقة للخروج وعندما سألته إلى أين قال : عندى شغل مهم، وقبل أن يخرج أخذنا رأيه أنا وزوجته فى مسألة دينية كنا نناقشها، فرد علينا وهو يغلق باب الشقة : "الله ورسوله أعلم" وأغلق الباب وذهب.

وتضيف المهندسة سلوى والدة الشهيد: لَم أعلم باستشهاده إلا بعدها بساعات، بالرغم من استشهاده بعد عشر دقائق من خروجه من المنزل، حيث استهدفته جماعة الأٍرهاب الأسود الخسيسة تحت المنزل، رصده كما علمت بعد ذلك 3 ملثمين، وقاموا بإطلاق الرصاص على سيارته مستغلين الظلام الدامس، ما تسبب فى إصابته وسائقه، واستشهد فى المستشفى بعد ذلك متأثراً بإصابته، لافتة إلي أن تقرير الطبيب أكد أن تلقي ١٥ رصاصة في أنحاء متفرقة من جسده.
ودعت أم الشهيد العميد أحمد حسين في ختام حديثها، بأن يحفظ الله مصر وشعبها ورئيسها، والذي وصفته بأنه ملاك يمشي علي الأرض، وهدية السماء لمصر، موضحة أن الدولة لم تنسي أبنائها ولا أسر الشهداء، ودماء أبنائنا لم تذهب هدر، ويشهد بذلك الإنجازات فى طول البلاد وعرضها، وأوضحت أنه تم تكريمها 3 مرات، بالإضافة إلي تكريمها كأم مثالية بعد استشهاد ابنها، وكانت لفته طيبة من الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسي، لأنه كان أول من قام بتهنئتها بعيد الأم التالى لاستشهاد إبنها، وكان حريصاً علي أن يكون أول من يهنئها ويرسل لها هدية عيد الأم.
وقالت أم الشهيد: أبناء مصر هم حائط الصد المنيع لحمايتها، ودم ابنى وزملائه لم يذهب هباء، فلولا دمائهم التي قدموها فداء للوطن، لأصبحت مصر مثل سوريا والعراق.
وطالبت الشعب المصري بالصبر حتي يتم الانتهاء من جني ثمار التنمية والمشروعات العملاقة التي يجرى بنائها على أرض مصر، قائلة: "اصبروا علي الغلاء شوية" مثلما حدث فترة حرب أكتوبر، فقد تحملنا الكثير وانتهي الأمر بالنصر.



