أسطورة الثعبان "بايا- جيدا"
يكثر في بلاد الهوسا- تقع شمال نيجيريا وجنوب دولة النيجر حاليًا- الحديث عن مؤسسها، أو الجد القديم لشعوب هذه البلاد، ويذكر باسم بايا- جيدا، أو بايزيدا، أو أبا يزيدو.
ومن الواضح أن تلك التسمية (أي بايزيد) هي تسمية عربية في الأصل، كما هو واضح بشكل جلي بالنسبة لنا، وهذا نمط من أنماط التراث الشفاهي التقليدي الذائع في هذه البلاد.
وكذلك من أبرز نماذج التراث الشفاهي في بلاد الهوسا ما يرتبط بأحد أجداد شعوب الهوسا، وهو المدعو باسم "دنجا"، وقد تحدثت العديد من الروايات عنه، وعن كثرة زوجاته، وأنه كان يحب كثرة الأبناء، ولهذا كان دينجا رجلًا كثير الإنجاب.
ولعل من أبرز روايات التراث الشعبي أو الأساطير المحلية القديمة عند شعب الهوسا، أن الجد الأول لملوك بلاد الهوسا القدامى هو أبا يزيدو (أي، بايزيد) وكان أحد أبناء الخليفة في مدينة بغداد (عاصمة الخلافة العباسية).
ويقال إنه قدم مع أتباع له إلى منطقة داورا، وعندما اشتد عليه الظمأ طلب الماء، فقيل له إنه في بئر يقوم على حراسته ثعبان ذي بأس يقال له كي- سركي، وهو يحول دون بلوغ ماء البئر، فما كان من الأمير الشاب إلا أن قتل الثعبان، وقطع رأسه، ولهذا تزوجته الملكة اعترافا بفضله وبسالته.
ومنذ ذلك الحين لم يعد شعب دوارا (الهوسا) يتحدثون عن الملكة التي كانت تحكمهم، بل أخذوا يشيدون بذكر ماي- كاي- سركي، أي: قاتل الثعبان سركي، ومن ثم صار يقصد بكلمة سركي في لغات الهوسا الملك أو الرئيس.
متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي



