السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

محرك البحث الأشهر يحتفي بـ"الفيتورى"

يحتفي بـالفيتورى
يحتفي بـالفيتورى

 حتفي محرك البحث الشهير جوجل بالشاعر محمد الفيتورى، الذي يعد واحدا من أبرز الشخصيات الأدبية المؤثرة في القارة الافريقية، ويرجع ذلك للأثر الأدبي والفكري الذي تركه خلفه بعد رحلة عظيمة استمر لقرابة 85 عاما.

 ولد محمد مفتاح رجب الفيتوري في مثل هذا اليوم، من عام 1936 في بلدة الجنينة، على الحدود الغربية للسودان، من أب ليبي وأم مصرية. 

انتقل في عمر الثالثة إلى مصر، وقضي فيها ما تبقى من طفولته، ثم أكمل فيها دراسته في الأدب والعلوم وتخرج في جامعة الأزهر، عمل كمحرر في الصحف المصرية والسودانية بعد التخرج.

نشر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "أغاني إفريقيا"، في عام 1956، وتناول فيها آثار الاستعمار على الهوية الإفريقية، وشجع قرائه على الاعتزاز بجذورهم الثقافية، وحسهم على الحفاظ على هويتهم الثقافية وانتمائهم لقارتهم السمراء.  

نشر بعدها العديد من المسرحيات والكتب والمجموعات الشعرية، حيث عاش وعمل كاتبا وصحفيا في معظم الدول العربية، ونشر آخر أعماله في عام 2005. تعرض لمشاكل عديدة حيث أسقطت عنه الحكومة السودانية الجنسية في عام 1974، وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته للنظام الرئيس جعفر نميري آنذاك. ابتسم له الحياة مجددا حينما استضافته ليبيا، وأصدرت له جواز سفر ليبيا، وجمعته علاقة قوية بالعقيد معمر القذافي، وبعد سنوات قليلة أتت الرياح بما لا تشتهى السفن سقط نظام القذافي وسقطت معه الجنسية الليبية عن الفيتورى، وسحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية في ضاحية سيدي العابد، جنوب العاصمة المغربية الرباط، وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.

حصل الفيتوري على "وسام الفاتح" الليبي، و"الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب" بالسودان. تميزت كتاباته الثورية ببث حياة جديدة في الأدب العربي المعاصر، واستطاع ان يمزج بين الفلسفة الصوفية والثقافة الإفريقية وأصبح من رواد الشعر الحر الحديث. 

تحررت قصائده من الأغراض القديمة للشعر، مثل الوصف والغزل، وابتعد عن الأوزان والقافية وركز في تجربته على الجوانب التأملية واستطاع أن يعكس رؤيته الخاص تجاه كل من حوله، مستخدما بلاغة أدبية وفصاحة كتابية من طراز خاص.

رحل عن عالمنا الشاعر الكبير محمد الفيتوري في يوم الجمعة 24 إبريل عام 2015 في المغرب، البلد الذي احتضنته بعد رحيله من ليبيا وعاش بها مع زوجته، وبعد صراع مع المرض رحل عن عمر يناهز ناهز 85 عاما تاركا خلفه إثرا عظيما أجبر الجميع على احترامه وتقديره.

 

تم نسخ الرابط