أحمد عباس للشعر الغنائي ويوسف عبدالحميد للفصحى.. مواهب صاعدة بالشرقية
لا شك أن الشعر بأنواعه، هو من أقدم أنواع الفنون والآداب عند العرب، وكان للشعر والشعراء مكانة وقدر كبيراً قديما عند العرب، وكانت تفتخر القبائل العربية حينما يظهر بداخل القبيلة أحد أبنائها يمتلك موهبة الشعر، وكان يحتفلون به احتفالاً عظيماً ويقدمونه علي غيره من أبناء القبيلة ، فالشعر يرفع من شأن القبيلة ويؤرخ لها ولتاريخها ولانتصاراتها.
واستمر الشعر علي مدي قرون عديدة وحتي الآن، معبرا عن الحياة والبيئة والوطن في كل مكان، ومصر تمتلك علي مدي تاريخها العديد من الشعراء العظماء أبرزهم في التاريخ المعاصر أمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومحمود سامي البارودي وغيرهم، وتمتلك محافظة الشرقية تاريخاً كبيراً من الشعراء منهم شاعر الألف أغنية مرسي جميل عزيز، ومازالت تفرز محافظة الشرقية أجيال جديدة من المبدعين، منهم الشاعران أحمد عباس ويوسف عبدالحميد، والحاصلان مؤخرا علي المراكز الأولي في الشعر بجامعة الزقازيق.
يقول أحمد عباس، ابن مدينة الزقازيق، والطالب بكلية الآداب جامعة الزقازيق، حصلت علي عدد من الجوائز منذ اشتراكي في أنشطة الجامعة، منها المركز الثالث في الفرقة الأولى في الشعر العامي، والمركز الاول ثلاث مرات على التوالي في الشعر الغنائي، وقدوتي في الشعر الشاعر فؤاد حداد و الشاعر أحمد فؤاد نجم، وفي الشعر الغنائي الشاعر مرسي جميل عزيز، ومن شعراء بلدي الزقازيق الشاعر علي ابو المجد.

تكريم الشاعر الغنائي أحمد عباس
يضيف: إن زملاؤه في اتحاد طلاب جامعة الزقازيق قدموا الكثير من الدعم له، حينما قام بطرح مشروع أدبي صغير وهو تأسيس نادي أدب كلية الأداب بجامعة الزقازيق، وحقق نجاحاً كبيراً حيث اشترك فيه الكثير من المواهب بالكلية، وقد نالت الفكرة دعم وتشجيع كل قيادات جامعة الزقازيق وكلية الآداب، وذلك تحت رعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عثمان شعلان.

الشاعر أحمد عباس
يؤكد: إنه بصدد الانتهاء من إصدار أول كتاب له، يحمل الكثير من إنتاجه الأدبي والشعري ، ويتمني أن يجد أحد دور النشر التي تتبني موهبته وفكرة كتابه، وتقوم بنشر الكتاب ليكون باكورة إنتاجه الأدبي في طريق مشواره في كتابة الشعر العامي والغنائي.
يقول يوسف أحمد محمد عبد الحميد، طالب جامعي بالفرقة الثانية بكلية التربية عام قسم اللغة العربية، منذ نعومة أظفاري وأنا أحب اللغة العربية، ولم أجد مجالاً تفوقت فيه بقدر اللغة العربية، وخاصة التعبير الإنشائي، كنت أبتهج عندما كان يطلب منا المعلم أن نكتب في موضوع ما، كنت أتفرغ له كاملا حتى عن واجباتي، وأجلس أكتب فيه حتى أنتهي ثم أنقحه مرارا حتى يخرج بأجمل صورة.
يشير: حينما كنت في سن الخامسة عشر تقريباً، بدأت تثور فيَّ المشاعر والأحزان، حتى وجدت مهربا منها في قلمي، بدأت أكتب الخواطر، كجمل بسيطة جدا، ولم أكن أكثر، يوما بعد يوم كنت أضيف جديداً وأنمو، ظللت على حالي تلك حتى بلغت سن السابعة عشر، سحرت حينها بجمال الشعر، وبدأت اقرأ، ثم دخلت الصف الثالث الثانوي، وفيه قرأت وحفظت أكثر قصيدة تأثيرا في قلبي، والتي غيرت مساري، ووجهتني تماما للشعر الفصيح، قصيدة "المساء" لخليل مطران، والتي أدهشتني جدا بهذا الجمال الذي بين قوافي الشعر العربي، كيف شغلت عنه؟!! بدأت بعدها أكتب، واحاول أن اكتب أبياتا بسيطة جداً وأوازن وأقارب بينها سماعيا، ولم أجد من يساعدني في تلك الفترة.

شاعر الفصحي يوسف عبدالحميد
يضيف: في هذا العام ٢٠٢١ وفي شهر مايو، بحثت عن طريقة كتابة الشعر الموزون، وبدأت أقرأ وأتعلم حتى تعلمت القواعد الأساسية في مدة قصيرة، وبدأت أكتب بيتاً يتيما، ثم بيت بيتان، ثم أربعة، حتى بدأت أكتب القصائد، ولم أنس مجهود بعض الشعراء الكبار الذين ساعدوني جدا في تلك الفترة.
وتابع: تأثرت جدا بشعراء الجاهلية، خاصة أصحاب المعلقات، خصوصا عنترة، وبعض الشعراء العباسيين كالمتنبي، والذي فرحت جدا عندما اشتريت ديوانه، وأقرأ حاليا في الشعر الجاهلي الذي يعتبر الأساس الذي يقوم عليه الشعر العربي كله، وبدأت أحضر الندوة الشعرية في قصر ثقافة الزقازيق، ولم أقدم في أي مسابقات شعرية، إلا المسابقة الإبداعية التي أقامتها جامعة الزقازيق تحت إشراف رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عثمان شعلان، وقدم في تلك المسابقة ما يقارب الثلاثين متسابقاً، والحمد لله فزت بالمركز الأول.
ويري: أن الشعر الفصيح أولى بالاهتمام من الجمهور الأدبي، في هذا العصر الذي تضاءلت فيه قيمة تراث الأمة، وولى الكتاب وجوهم شطر الغرب وأفكاره، وأن الملاذ الوحيد لحماية التراث والتاريخ والثقافة هو التمسك باللغة العربية والشعر.



