تعرف على "اللحن" الذي سافر عبد الحليم وراءه لبنان وسر غضب وردة من بليغ والعندليب
حكاية " لحن " أغنية، تنتمي إلي زمن الفن الجميل، الذي يعبر عن مدي حب الفنانين والمبدعين لفنهم، واستشعارهم بقيمة ما يقدمون من فن وإبداع، والذي جعلهم حتي الآن بما قدموه من فن راقي نشعر وكأنهم بيننا، نتغني ونستمتع بأغانيهم، المحفورة في القلب والوجدان، وتعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا اتجاه كل شئ نمر به في حياتنا اليومية.
روي الإعلامي وجدي الحكيم، في احدي اللقاءات التلفزيونية القديمة له في برنامج ساعة صفا مع الفنانة صفاء ابو السعود ، حكاية الأغنية المشهورة "أي دمعة حزن لا"، للفنان الراحل العندليب عبدالحليم حافظ، والذي جعلته يبحث عن الموسيقار بليغ حمدي ويسافر له خارج مصر ليحصل عليها.

الاعلامي وجدي الحكيم
حيث أشار الى انه كان يستعد عبدالحليم حافظ لحفلة غنائية كبيرة له سيقوم بالغناء فيها لحن من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ومن عادته أنه يستدعي عدد كبير من الملحنين والمؤلفين، ليحضروا البروفات ليقولوا ملاحظاتهم له ، وبعد إنتهاء البروفات، قام الملحن بليغ حمدي بالعزف علي العود جملة لحنية رائعة، جعلت عبدالحليم حافظ يسأله عنها فأجابه بليغ : بأنها طرأت عليه وهي كلمات أغنية للمؤلف محمد حمزة.
أضاف، وجدي الحكيم، أعحب عبدالحليم حافظ إعجاباً شديداً بالجملة اللحنية التي عزفها بليغ حمدي، والذي تركهم وذهب عائدا إلي منزله، ولكن سرعان ما طلب عبدالحليم منه في نفس اليوم، أن يقوما بالذهاب الي منزل بليغ حمدي لاستكمال سماع لحن الاغنية، ولكنهم يجدوه، حتي وصلوا في رحلة بحثهم عنه الي مطار القاهرة، ليعلموا أنه سافر إلي لبنان للقاء الفنانة وردة الجزائرية.

الفنانة وردة الجزائرية
علي الفور، قمنا بالسفر الي لبنان، ونزلنا في الفندق الذي يقيمان به بليغ حمدي ووردة الجزائرية، وتقابلنا جميعا في جو يسوده السعادة والمرح، وطلب عبدالحليم وبليغ مني ومن وردة الذهاب الي احدي المطاعم ، ثم سيقومون باللحاق بنا، وبالفعل ذهبنا وانتظرنا لساعات دون جدوى، ورجعنا للفندق فوجدناهم سافرا الي القاهرة، وهنا استشاطت وردة الجزائرية غضبا وأنا معها من هذا الموقف ، وقررنا اللحاق بهما الي القاهرة، وبمجرد وصولنا قاما عبدالحليم وبليغ باسترضاءنا.
أكد: وجدي الحكيم، أن أغنية "أي دمعة حزن لا"، كان يهدف من ورائها بليغ حمدي، من خلال جملته اللحنية، التعبير بداخله مخاطبة الشعب المصري، بعد إنتصار السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، أنه حان وقت الفرح والسعادة والعمل ونسيان الحزن فقد حققنا الإنتصار، وكانت كلمات الأغنية الأصلية التي كتبها المؤلف محمد حمزة هي: أي دمعة حزن لا .. أي غيرة كتير لا، وتم بعد ذلك تغيير كلماتها إلي : أي دمعة حزن لا لا لا لا .. أي جرح في قلب لا لا لا لا..أي لحظة حيرة لا لا لا لا .. حتى نار الغيرة لا لا لا لا..عايشين سنين أحلام .. دايبين في أحلى كلام.. لا عرفنا لحظة ندم .. ولا خوف من الأيام.

عبدالحليم حافظ وبليغ حمدي ومحمد حمزة
وفي عام ١٩٧٤م، قام الفنان عبدالحليم حافظ، بغناء هذه الأغنية لأول مرة للمستمعين، وحققت نجاحاً كبيراً بسبب لحنها المختلف والمميز، وأصبح يغنيها عبدالحليم حافظ في حفلاته لمدة تزيد عن ٧٠ دقيقة متواصلة.



