الأم تحاملت على أوجاعها.. ورصدت كرامات ابنتها الراحلة "هايدي"
يظل الموت رغم أنه حقيقة وجودية إلا أنه أصعب ما يمر به الإنسان، ليس من وافته المنية هو من يتألم ولكن كل من عرفه وتعامل معه، كل من تجمعه صلة دم أو قرابة هم من يتألمون بسبب الوداع الدائم، منهم من يتسنى له توديع المتوفى والآخر لا تترك له الدنيا هذه الفرصة، وأكثر من يشعر بألم الفراق هي الأم.
أصعب ما تشعر به هو أن قطعة من روحها وفلذة كبدها يختفي من أمام عينها وهي لا تستطيع فعل أي شيء إلا الدعاء بالنجاة وإذا غلبت مشيئة الله وغلبت كل جهود الأطباء تكون في أصعب حالاتها وهي تودع روحها.
بعدما رحلت ابنتها عن العالم بشكل مفاجئ، قامت الكاتبة هبة عبد الفتاح، بإصدار رواية "هايدي" تحكي لنا قصة الراحلة ذات الـ13 عامًا بعدما احتفلت بعيد ميلادها فاجأتهم بتعب وإرهاق شديد أدى بها إلي غيبوية استمرت 70 يومًا متواصلة، وبعدما وضع الأطباء الأمل في قلوبهم قائلين إنها سيمن الله عليها بالشقاء ولكن شاءت إرادته أن ترحل.
تقول "هبة" من خلال بوابة "روزاليوسف" إن رغبتها في كتابة الراوية كانت نتيجة ما فعلته ابنتها الراحلة والكرامات التي أظهرتها "حسب كلام هبة".
لم تكن طفلة عادية
وأضافت هبة أن هايدي لم تكن طفلة عادية بل كان لها تواصل مع العالم الآخر والموتى، فعندما لاحظنا عليها بعض السلوك الغريب قمنا باستشارة الأطباء حول حالتها والكل أكد أنها سليمة لذلك قمنا باستشارة أحد المشايخ وهو الذي نصحنا بعدم التحدث حول ما تستطيع هايدي القيام به لأنه هبة من عند الله.
وتابعت هبة أن من ضمن المواقف التي لفتت انتباها حول ابنتها، عندما كانت هايدي عمرها 5 سنوات توفي المدرس الخاص بها، لكني لاحظتها تتحدث معه وكأنه متواجد في نفس المكان أكثر من مرة وهي متأكدة أنها تراه أمامها.
وأيضا تنبهنا من أشياء قبل حدوثها مثل وقوع التليفزيون لنجد أنه في آخر اليوم احترق من تلقاء نفسه، وكانت تقول هايدي أن هناك ظلا على الحائط هو من يتحدث لها باستمرار عن أمور ستحدث في وقت لاحق.
قالت الأم المكلومة إن هايدي تنبأت بمرض جدها ووفاته بمرض القلب قبل أن يصاب بأي أزمات صحية.
وأنه يوم وفاة جدها وهو نائم على السرير بعد أن وافته المنية صممت أن تدخل له وبدأت في الحديث معه وهي تنظر إلى الحائط وقامت بتوديعه وعندما سألناها عما تفعله قالت "جدو واقف وبيكلمني وبيقولي سلام".
وتابعت قبل أن تصاب بالسكتة الدماغية وتنقل إلى المستشفى كانت تجلس بمفردها داخل غرفتها وتتحدث مع شخص واقف علي الحائط، وكانت هادئة بشكل غير طبيعي.
وفي فترة غيبوبة هايدي التي استمرت 70 يومًا بدأ يظهر بعض الأمور الغريبة، منها وهي نائمة في الغيبوبة أحضرت لها شيخًا بعدما فقدت الأمل في علاج الأطباء قال لي إنها تلعب في الممر خارج الغرفة وفي الوقت نفسه اتصلت بي إحدى المدرسات في مدرستها لتقول لي إن أصدقاءها يقولون إن هايدي تلعب معهم.
واختتمت هبة أن كل ذلك وأكثر من الأحداث غير الطبيعية التي كانت تظهر لهايدي مما حمسني لتسجيل هذه الواقائع في كتاب لأحيي ذكرى هايدي.



