تفاصيل مناقشة كتاب «الحارس» للدكتور زاهي حواس في معرض الكتاب
قدمت المكتبة الادبيه مناقشة كتاب «الحارس» للدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الاسبق، الصادر عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهره الدولي للكتاب فى دورته ال53 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
د. زاهي حواس: أهم مرحلة في حياتي كانت ما بعد ما تركت منصبي بالآثار
حضر المناقشة الكاتب الصحفي وليد طوغان، رئيس تحرير مجلة صباح الخير، وإدارتها الكاتبة نشوى الحوفى، مدير مشروعات النشر بدار نهضة مصر للنشر والتوزيع، وحضور جماهيري من زوار المعرض.
وفي بداية المناقشة وجهت الكاتبة نشوى الحوفي، تساؤل للدكتور زاهى حواس عن نشأته فى محافظة دمياط ومدى تاثرة بهذه النشئه، قائلا: أن دمياط انجبت عظماء كثيرين في أغلب المجالات، وكنت موجود بين المنصورة ودمياط، وكان الفلاحين بها مثقفين، ولديهم مكتبات بها كتب كثيرة وكنت اهوى القراءة، وأهوى لعب الكورة جيدا، وكنت دائما مرافق لابي وتوفي وانا لدى 13 سنه.
وقال الدكتور حواس أن رحلتى تحمل نصيحة للشباب، واحكى لهم أننى كنت طالب انجح بالقوة وكنت طالب فاشل، وعملت بالحكومة وسنى 20 سنه، وكنا فى ندوة 3 شهور بنقابة الصحفيين، وبعدما توجهنا للجامعة وجدنا هناك تعديل فى العديد من الجوانب، ولا ادخل معارك مع أحد ، ومن يدخل معى فى معركة لابد أن اهزمه، وعندما توجهت للآثار وجت هناك من يقوم من الموظفين يوقعون لبعضهم البعض فى دفاتر الحضور والانصراف، فتركتها، وتوجهت للخارجية وفشلت وعملت بهيئة المسرح وبعدها توجهت الى وزارة الآثار، ولم أكن احب الآثار، ولكن بعد ما عملت احببتها، لدرجة أن عشقي جعلنى اعد نفسي الى أن اتولى رئاسة مصلحه الآثار، وتوليتها فى 2002 وعملت وفق استراتيجية وانجزنا 22 متحف كبير ومتحف الحضارة، وكل الآثار التي افتتحت فى عهد الدكتور زاهي حواس بدائناها، بما فيها المعبد اليهودي، ولدى حكايات أثرية مهمة، وكنت اعمل بقوة تجاه سرقة اي اثار سواء مصري أو اجنبي،
وسافرت وقدمت محاضرات بالخارج لبلاد لا علاقة لها بالآثار.
قال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصرية إن أول مرة ذهبت فيها إلى الأهرامات لعبت كرة قدم، فحينها لم أكن أفهم ما أنا أمامه، ولم أجد من يفهمني أهمية تلك المنطقة التي أنا فيها، ولهذا فأقول دائمًا إنه علينا توعية الأبناء بحضارتنا.
وأضاف، أن دمياط مسقط رأسه أخرجت رموزًا لا تنسى، مثل بنت الشاطئ، مشيرًا إلى أنه في طفولته كان والده يرسله إلى حفاظ القرآن الكريم، ليتعلم كتاب الله، والحكائين، حتى توفاه الله وهو في عمره الـ13 سنة، وخرج من قريته وهو في سن الـ15 إلى الإسكندرية، لافتًا إلى أنه لم يكن طالبًا نجيبًا بل بالعكس كان طالبًا فاشلاً يصعد إلى السنة التالية في الجامعة ومعه مادتين، حتى خرج من الجامعة بتقدير مقبول.
وقال الدكتور حواس، أنه حينما عشق الآثار اكتشف أنه جاهل بها، ومن هنا سعى للتعليم عبر المنح الأجنبية، وكان الفاصل في الحصول على المنح هو كيفية كتابة عرض توضيحي لسبب يجعلك أهلا للمنحة، فحصل على منحة أمريكية لمدة سبع سنوات غيرت حياته، مضيفًا: حينما أتحدث عن الآثار فأنا أتحدث كمن يتحدث عن حبيبته للجماهير، فهذه الحالة من العشق بينى وبين الآثار هى السبب وراء دفاعي عنها، ومعاركى الأجنبية مع من يقولون أي مغالطات عنها.
وأشار حواس إلى أن استعادة الآثار المسروقة كلها مليئة بالحكايات والأسرار، لافتًا إلى أنه لم يسع على الإطلاق إلى أن يجرح مشاعر أي أحد في كتابه، كما أوضح أن كتابه لا يعد تسجيلا لحياته، بل لكل ما حدث خلال عمله في الآثار.
وأكد، أنه سيظل يقول دائمًا إنه لم يحقق ما وصل إليه منفردًا بل بمساعدة كل من عمل معه، وهو أمر نحتاجه دائمًا في مصر، والعمل بروح الفريق.
وقال الكاتب وليد طوغان، لقد قرأت كتاب "الحارس" باعتباري تلميذًا ومن ثم صحفيًا، وحقيقة أرى أن زاهي حواس أصبح سفيرًا للحضارة المصرية، والكتاب في مضمونه يدفع القارئ للعديد من التساؤلات حول أسرار المومياوات، وطفولته، فيكفي أنه واحد من أهم رموز العارضين للحضارة المصرية.
وأشار إلى قصته مع البحث عن تمثال الملكة نفرتيتي، قائلا أن هذه القضية قدمت مكاسب سياسية للغرب بسبب قضايا الآثار.
وأعلن إن المتاحف التي فتحها ما عدا الغردقه بدأنا فيها لتحقيق الوعى الاثري لدى الناس
وبدأ الدكتور خالد العناني في افتتاحها لكى يكون هناك وعى اثرى لدى الأطفال والشباب لكى يعلموا للحفاظ على الهوية الثقافية والمسير فى الجمهورية الجديدة
وقال إن من اهم معاركى كانت ثلاثة مع اجانب وهاجمونى هجوم قاسي، وكنت اهاجمهم فى نفس أماكنهم، وكنت ارد عليهم، وكل الناس تتضافر فى أن تبنى هرم، والعائلات الكبيرة تدفع العمال لعدم دفع الضرائب، قائلا عندما تركت الآثار حصلت على جوائز عديدة فى العالم.
وأشار إلى أن الكتاب يحتوي على 16 فصلاً يسرد خلالها حواس سيرته الذاتية، من مرحلة الطفولة ونشأته في قرية العبيدية، وحتى آخر تكريم حصل عليه من إمبراطور اليابان والدكتوراه الفخرية من جامعة روسيا التي حصل عليها قبل طباعة الكتاب بأيام، كما يسلط الضوء على الحادثة التي غيرت حياته؛ حيث لم يكن يرغب بالالتحاق بكلية الآثار إلا أن اكتشافه لتمثال أفروديت في كوم أبولو جعله شغوفًا بعلم الآثار واكتشاف المزيد.
كما يسرد الكتاب رحلته كمفتش للآثار في عدة مناطق أهمها الأهرامات، والتي يفرد لها الكتاب مساحات كبيرة مستعرضًا أهم الاكتشافات التي تمت فى تلك المنطقة بواسطته وبواسطة عدد من المفتشين السابقين، ويمتلئ الكتاب بالكثير من القصص الساحرة والمشوقة حول الآثار وحول أجانب تركوا بلادهم وفضّلوا الاستمرار في مصر منجذبين إلى سحر الأسرة القديمة.
كما يتناول عددًا من الخلافات والقضايا التي خاضها حواس عبر سنوات طويلة مع جهات مصرية وعالمية، مستعرضًا الصعاب التي يتعرض لها من يعمل بالآثار، كما يتحدث باستفاضة عن عدد ضخم من رؤساء الجمهوريات والملوك ورجال السياسة ونجوم الفن العالميين، كما أن الكتاب يضم مجموعة ضخمة من الصور النادرة، كما قام مصطفى الفقي -الذي تربطه صداقة وثيقة بزاهى حواس- بكتابة كلمة الغلاف.
ويذكر أن الدكتور زاهى حواس عالم مصريات وشخصية عامة شغل منصب وزير الآثار سابقًا، كما شغل منصب أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وتم اختياره من قبل مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمة أهم 100 شخصية فى العالم، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، منها "وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة فخر مصر فى استفتاء جمعية المراسلين الأجانب بمصر عام 1998، وجائزة الدرع الذهبية من الأكاديمية الأمريكية للإنجازات عام 2001، وجائزة العالم المصري المميز من جمعية العلماء المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية".



