السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"أحلام جلال".. قصة عطاء لكفيفة لا تعرف العجز في الإسماعيلية

احلام جلال
احلام جلال

من بيننا تظهر بعض القصص الإنسانية والنماذج المشرفة، تتداول مسيرتها وقصة نجاحها جموع الناس، عبر الزمان والعصور المختلفة، لتأتي احلام جلال صاحبة ٦٣ من عمرها لتسطر قصة جديدة ونموذج للتحدي والصمود يقف الجميع احتراما وتقديرا لها.

 

فتروي احلام جلال بداية قصتها قائلة: كنت في الثالثة من عمري واصبت بمرض "الحمي الشوكية" التي راح نظري معها، ومنذ هذه اللحظة وانا اكتسب واتعلم شيء جديد في منهج الحياة، لم أشعر يوما بعجزي او اختلافي عن غيري في شيء، فقد كنت اتطلع علي الحياة بتفاصيلها من خلال والدي، فكان دائما ما ياخذني في رحلة استكشافية لطبيعة الحياة، فاتذكر إنه كان يصطحبني في يوم الجمعة إلي الحديقة يضع بيدي علي "النجيلة" ويدفعني لاستشعارها وتخيل صورتها الحقيقية، ثم ياخذ بيدي علي جذوع الاشجار ويصف طبيعتها وتكوينها، وهكذا إلي أن اصبحت أعرف كل شيء لدرجة إن والدي كان كثيرا ما ينسي وكوني "فاقدة لنعمة البصر" ، فمثلا بتوفي احدي اصدقائه، وياتي ليخبرني قائلا : فاكرة عم محمد الطويل الأبيض ده مات؟! فاخبره اكيد فكراه الله يرحمه، ونتبادل الضحكات سويًا وحينما يتذكر بأني لم ار شيئا في الحياة من الاساس.

 

 وقالت أحلام: كانت امي تجيد "الحياكة"  وكنت دائما ما يراودني رغبة التجربة في الجلوس علي الماكينة ، وبالفعل وفي غفلة من والدتي اجلس علي ماكينة الخياطة واجرب الا ان الإبرة لم ترحمني واصابت اناملي الصغيرة،  وكانت هي الحادث الوحيد التي مرت عليه خلال مراحل تعليمي مختلف انواع وفنون الهند ميد.

 

وتعلمت بفضل إحدي مدرساتي في المدرسة مختلف فنون الهند ميد من "كروشية، تريكوه، خرز، وأخيرًا اتعلم فنون الاركت"، فقد ظللت طوال سنوات عمري اعمل علي تعلم "جديد* اليوم الواحد".

 

ولم تمر في حياتي فترة اصعب من فترة خروجي علي المعاش، فقد كنت اعمل وكيل مدرسة النور بالإسماعيلية وكانت متعتي الحقيقية وسعادتي بين الطلاب، وحينما خرجت علي المعاش شعرت بإحساس الوحدة القاتل لاسيما وكوني لم انجب أطفال.

 

ولم اجد من السلوي ما يعوضني ذلك إلا من خلال الاسر من المكفوفين والاصحاء اللذين اقوم بتوفير الخامات لهم ايضا وتعليمهم فنون الهاند ميد،  ثم خلق فرص لتسويق تلك المنتجات من خلال معارض او ورش او غيرها من الاسواق التي اقوم بابتياع تلك المنتجات خلالها نظير نسبة مالية بسيطه .

وتختتم احلام جلال حديثها قائلة:لم احلم بشيئا اكثر مما وصلت إليه ،وسعادة الرضا بما قسمه الله نعمة حقيقية لا يعرفها الا القليل منا، ولابد وان تكون  علي يقين دائم، بانه لا وجود للعجز مع استمرار الحياة، فطالما حييت انت قادر علي تحقيق المعجزات، اما بعد الممات فتتوقف انجازاتك وتبقي سيرتك الطيبه بين الناس تذكرهم بما فعلت في حياتك.

تم نسخ الرابط