السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

درس الهندسة وعشق الفن وتتلمذ على يد العمالقة

محمد رضا
محمد رضا

تحل اليوم الاثنين، ذكرى وفاة معلم السينما، الفنان محمد رضا، الذي قدم عددًا من الأعمال الفنية في تاريخه، وترك بصمة كبيرة من خلالها، وتميز بخفة دمه وطلته على الشاشة.

اسم مركب

ولد في 21 ديسمبر من عام 1921، في قرية الحمرة محافظة أسيوط التي انتقل إليها والده بحكم عمله كموظف في السكة الحديد، وهو الابن الأوسط بين اثنين، واسمه محمد رضا، وهو اسم مركب واسم والده أحمد عباس، ولم يغير اسمه، فأصبح هذا الاسم اسمه الفني، ثم انتقل والده إلى السويس، فأقامت الأسرة هناك فترة طويلة، ليكون أحد أشهر نجوم الكوميديا في مصر وأشهر من قام بدور المعلم في السينما المصرية، ويترك تراثًا فنيًا راسخًا في وجدان الملايين الذين عشقوا فنه وحفظوا إيفيهاته وطريقته المميزة.

تخرج الفنان محمد رضا في دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938، وبعد تخرجه عمل في شركة شل للبترول، وارتبط وتزوج وأنجب ابنته الكبرى أميمة، بعدما تعرف على فتاة أثناء دراسته بالقاهرة وتزوجها واصطحبها لتقيم معه بالسويس.

وظهرت الميول الفنية للفنان محمد رضا في المرحلة الابتدائية، حيث كون فريق تمثيل بالمدرسة، ورغم أنه كان مهندسًا ومستقرًا في وظيفته، إلا أن الرغبة الفنية تمكنت منه فغير مسار حياته.

وفي أواخر الثلاثينيات نظمت مجلة "دنيا الفن" مسابقة لاختيار وجوه جديدة، وتقدم لها مع عدد كبير من المتسابقين، وكان المخرج صلاح أبوسيف أحد أعضاء لجنة التحكيم المكونة من عمالقة الفن، وبعد التصفيات حصل على المركز الثاني في المسابقة، ومن هنا ندهته نداهة الفن فترك الهندسة ووجد فرصته في التمثيل، وكان يحلم بأن يكون أحد جانات السينما، حيث كان يتمتع بوسامة ورشاقة كبيرة في شبابه.

ولكن عانده الحظ في البداية، حتى بدأ يقوم بأدوار بسيطة في بعض الأفلام والمسرحيات، إلى أن اختاره المخرج كمال ياسين ليقوم بدور المعلم كرشة في مسرحية زقاق المدق، ليتغير مسار الفنان الكبير وبدلًا من أن يصبح أحد جانات السينما أصبح أشهر معلم في السينما المصرية.

يعتبر الفنان الراحل محمد رضا واحدًا من أشهر ممثلى الزمن الجميل، لما تمتع به من خفة دم وكاريزما خاصة جدًا جعلته واحدًا من أبرز فنانى جيله الذي اشتركوا في أفلام كثيرة طوال مشواره مع أهم النجوم والنجمات، كما اشتهر بلقب المعلم لكثرة تأديته لأدوار المعلم خلال أدواره في أغلب الأعمال التي شارك فيها طوال مسيرته الفنية التي امتدت لسنوات.

وقدم شخصية المعلم "كرشة" في بداية أعماله الفنية عام 1958 بمسرحية "زقاق المدق"، التي أعلنت انطلاق فنان كبير وموهوب من خلال هذه الشخصية التي قدمها بالمسرحية.

اشتهر محمد رضا بتقديم دور ابن البلد والمعلم بشكل كوميدي جديد ومختلف أحبه الجمهور بمصر والوطن العربي في الستينيات من القرن الماضي، قبل أن يتوفى عام 1995 أثناء تصوير دوره بمسلسل "ساكن قصادي".

فالفنان محمد رضا استطاع ان يجعل الناس تحفظ مشاهده وإيفيهاته ويرددونها ويقلدون طريقته في الكلام التي ابتدعها في العديد من أدواره، وبمجرد أن يذكر اسمه تشعر وكأنك تسمعه وهو يتحدث إلى "الخوجة" في فيلم "المدير الفني" "بذمتك انت خوجة انت.. بقى الأرض اللي احنا واقفين عليها بتلف حول نفسها، يعنى افتح محل السمك بتاعي في السبتية الصبح ألاقيه في مصر عتيقة".

ومع تعدد ونجاح أدوار الفنان محمد رضا في شخصية المعلم، هذه الشخصية تعامل معها بصدق، وتعرف على مجموعة من المعلمين الكبار، ونشأت بينهم صداقة، وبدأ يستغنى عن الكرش الصناعي، ويدقق في كل تفاصيل شخصية وملابس المعلم وإكسسواراته وحتى في اختيار الشنب المناسب لكل شخصية.

تتلمذ محمد رضا على يد الفنان الكبير الراحل يوسف وهبي وزكي طليمات، وبدأ مشواره الفني بشكل لافت عام 1954 بفيلم "جعلوني مجرما" و"فتوات الحسينية" و"بنات حواء"، وبعدها شارك في العديد من الأفلام السينمائية ومن أهمها "زقاق المدق" و"سفاح النساء" و"30 يوم في السجن" و"العتبة جزاز" و"ممنوع في ليلة الدخلة" و"المذنبون الأبرياء" و"أسياد وعبيد"، وكان آخرها فيلم "الصاغة" عام 1995.

تم نسخ الرابط