السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

التونسية فاطمة بن سعيدان: الفن "ينور" فكر المجتمع

بوابة روز اليوسف

تعتبر الفنانة التونسية القديرة فاطمة بن سعيدان، من أبرز الوجوه التي تميز السينما والمسرح التونسي والفرنسي على حد سواء، فهي بدأت مشوارها الفني منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، وحتى الآن لاتزال تسيطر على كل العمل حتى لو ظهرت بمشهد واحد.

 

وقد تلقت الفنانة القديرة تكريمها من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، لكونها من أكثر الفنانات اللواتي تميزن بالمشاركة في أفلام روائية قصيرة أثرت بالسينما العربية والعالمية.

وقد تحدثت عن تكريمها في تصريحاتها "بوابة روزاليوسف" قائلة: إنها تلقت الخبر بتكريمها خاصة وأن هذا المهرجان قائم عليه شباب وجمهوره من الشباب.

مؤكدة أنها تلقت الكثير من التكريمات من مصر وخاصة بالإسكندرية، ولكن لهذا المهرجان مكانة خاصة حيث أنها تسعد بالعمل مع الشباب لأنهم يزيدون السينما روحًا وحماسًا وانطلاقة.

وعن استمرارها بتقديم الأفلام القصيرة رغم مكانتها كفنانة قديرة بالسينما والمسرح، قالت سعيدان: "بعض الفنانين يعتبرون العمل بالأفلام القصيرة مجرد مرحلة للتدريب أو لكي يصلوا للروائي الطويل، بينما فن الفيلم القصير مختص بذاته وصعب كثير لأننا يجب أن نقدم الفكرة فيما لا يزيد على 30 دقيقة فقط، وأنا بشكل عام لا أنظر للعمل الذي يعرض عليّ إذا كان روائيًا طويلًا أو قصيرًا، ولكني أختار الدور الذي يضيف لي ويكون مختلفًا عما قدمته والذي يخرج مني طاقات مختلفة، بالإضافة إلى أهمية الموضوع الذي يتناوله العمل."

كما قالت السيدة فاطمة: إنها طوال مشوارها الفني، استطاعت أن تكسر الحاجز التصنيفي الذي وضعه البعض للأفلام، حيث إنها تقدم أفلام للمهرجانات وللعرض الجماهيري على حد سواء.

حيث قالت: إنها لا تقيم العمل بهذا الشكل ولا تؤمن بهذا التصنيف، فهي تختار العمل الذي يمس المجتمع ويعبر عنه و"ينور" فكر الناس، مؤكدة أنها ليست لديها عقدة "النجومية" وأنها لا تهتم بمساحة الدور، حيث إنها تجد أن الممثل له دور في مجتمعه مثل الطبيب والمهندس والموظف والفلاح.

وعن مساندتها الشباب بأعمالها، قالت بن سعيدان: "دوري كفنانة أني أساعد الأجيال الجديدة، واهتم بالعمل واقترح عليهم بعض الإضافات التي لا تخل بالفكرة، ولكني لا أتدخل بشكل سيئ، فمثلا أذكر أنني كنت أقوم بتصوير مشاهد خارجية لفيلم لأحد الطلاب السينمائيين، وفوجئنا يومها بهطول أمطار غزيرة، فقمت أنا وزميلي الممثل بالاتفاق على التصوير تحت الأمطار حتى لا يضيع مجهود هذا الشاب والذي شعر بالانهيار لأن يوم التصوير الخارجي كان أن يُفسد."

وعن تطور الحريات والرقابة الفنية بتونس، قالت الفنانة القديرة: إنها طوال سنوات عملها أصبحت للفنانين رقابة ذاتية على أعمالهم، مؤكدة أنهم قديما كانوا يناضلون ضد الرقابة الفنية والتي كانت تراقب على النص المسرحي وتشاهد العرض قبل ظهوره أمام الجمهور، ولكن بعد الثورة تم إلغاء الرقابة من أساسها وأصبح الجمهور هو الرقيب الذي يقبل أو يرفض الموضوعات.

فبعدما كانوا يناضلون ضد فكر الرقابة أصبحوا يناضلون ضد فكر مجتمع، مؤكدة أن الأعمال التونسية لا تزال جريئة بموضوعاتها وطرحتها عن باقي مختلف الوطن العربي، مؤكدة أن هناك دولًا عربية لا تزال لا تنظر للعمل الفني من قيمته أو هدفه بل لديها مشكلات مع الجرأة والحرية والجسد.

وبعد تاريخها الفني الذي يمتد لأكثر من 40 عاما قالت بن سعيدان: إنها تحب المسرح أكثر من أي وسيلة فنية أخرى، واصفة نفسها بممثلة مسرح مبدعة، أي أنها تستطيع الارتجال ولديها كامل الحرية في رسم خطوط الشخصية والإضافة عليها، بجانب استقبالها لردود فعل الجماهير في نفس الوقت، بينما في السينما والتلفزيون تعتبر نفسها "مؤدية" لأنها تحفظ الدور وتقوم بتصوير المشهد كما هو دون حرية.

وعن أعمالها الجديدة قالت أنها انتهت من تصوير فيلم  "ماشية لجهنم" وقد تم عرضه بأيام قرطاج السينمائي،وهناك فيلم بمرحلة المونتاج بعنوان "نوار عاشية"، أما فيلم "بين بين" لايزال يتم تصويره حاليا، كما تستعد لتصوير الجزء الثاني من مسلسل الأطفال "كان يمكانش" للمخرج عبد الحميد بوشناق.

تم نسخ الرابط