عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

هل تنهار الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد التصريح البريطاني؟.. باحث سياسي يرد

رئيس وزراء البريطاني
رئيس وزراء البريطاني

تصريح بريطاني لافت يحمل بين طياته الكثير من الزلازل والبركان وربما يقود إلى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، فحواه أن بريطانيا منفتحة على فكرة إسقاط عضوية روسيا من مجلس الأمن.



 

 

 

تظل الأمم المتحدة ومجلس الأمن قائمين بلا روسيا الاتحادية.

هذا التصريح، يطرح تساؤلات كثيرة، هل من الممكن تنفيذه على أرض الواقع، وما مصير العالم، لو أسقطت عضوية روسيا من مجلس الأمن، وهل تقبل الدول الأخرى، بهذا التصرف وتظل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، قائمين بلا روسيا الاتحادية، أم يؤدي ذلك إلى انهيار أكبر مؤسستين دوليتين؟

 

مثلما حدث قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، على خلفية الكساد الاقتصادي الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، خاصة أن الجنرال نيك كارتر، رئيس أركان الجيش البريطاني، قد أطلق تحذيرًا يوم 8 نوفمبر2020 من اندلاع حرب عالمية ثالثة على خلفية التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.

 

خطر حقيقي

 

وأكد الجنرال نيك كارتر، أن الأجواء الحالية مشابهة للكساد الاقتصادي في ثلاثينيات القرن الماضي، ما أدى إلى انهيار عصبة الأمم واندلاع الحرب العالمية الثانية، مشددًا على أن احتمال اندلاع الحرب العالمية الثالثة “خطر حقيقي”.

وفي ذات السياق، كان الخبير الاقتصادي طلال أبو غزالة قد حذر في الذكرى الـ75 على انتهاء الحرب العالمية الثانية، من خطر وقوع حرب عالمية ثالثة تكون لها تداعيات كارثية على العالم.

 

وقال أبو غزالة، في حلقة جديدة من برنامج "العالم إلى أين؟" الذي يبث أسبوعيا على شاشة RT، إن "كل حرب جاءت لتحل مشاكل في العالم نتج عنها عالم أسوأ من الذي كان، ونتج عنها ظلم أكثر مما كان".

وأشار إلى وجود دلائل على احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين الصين والولايات المتحدة.

 

تصاعد الأحداث الدولية الملتهبة

 

وعلى خلفية تصاعد الأحداث الدولية الملتهبة، طرحنا على الباحث السياسي "محمود أبو حوش"، سؤالا حول مدى قدرة بريطانيا على تنفيذ تهديدها بإسقاط عضوية روسيا من مجلس الأمن، فقال "أبو حوش" إن التصريحات الغربية إثر الأزمة الروسية الأوكرانية فيها شيء من التعالي والمبالغة، أيضًا العقوبات شاملة ومبالغ فيها، وإنه من الطبيعي أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني بأن يدلي مثل هذا التصريح في هذا الوقت بالأخص.

 

وأضاف "أبو حوش" أنا هناك خمس دول لهم عضوية دائمة في مجلس الأمن ولهم "حق الفيتو"، بريطانيا هي إحدى هذه الدول الخمس، وأيضا روسيا والدول ذوو العضوية الدائمة لهم نفس الحقوق وهم متساوون، ولا يحق لأي دولة أن تقوم بعزل دولة أخرى لأن موازين القوى بينهم متساوية.

 

وتابع "أبو حوش" أن نظام الأمم المتحدة لم ينص على استطاعة أي دولة فصل الأخرى من العضوية الدائمة، ولا توجد أي آلية موجودة في ميثاق "الأمم المتحدة" تنص على إمكانية طرد روسيا من عضوية مجلس الأمن.

 

واستكمل "أبو حوش" أنه مؤخرًا في التسعينيات ظهرت بعض الآراء والدعوات الدولية حول إعادة هيكلة "الأمم المتحدة" ومجلس الأمن من أهم تلك المناشدات إضافة دولة سادسة من الدول الـ15 ذوي العضوية المؤقتة، للدول من لهم "حق الفيتو"، لكن حتى الآن لم يتم بلورة تلك الآراء.

 

 

وأضاف "أبو حوش" إنه بالفعل تم تنفيذ بعض من العقوبات التي أقرتها الدول الأوروبية، وذلك بهدف إنهاكها اقتصاديا لأن الجيش الروسي يستمد قوته من قوة اقتصاد روسيا، وطالما أنه تم فرض عقوبات على الاقتصاد الروسي سوف يؤدي ذلك إلى إنهاك الاقتصاد الروسي بالدرجة الذي ينهك بها الجيش على المدى المنظور.

 

 

وتابع أن بوتين كان يعي المخاطر التي ستقابله، جراء ما قام به في أوكرانيا، لكنه كان يظن أن العملية العسكرية ستكون محدودة النطاق، ولن تكون مواجهة أوكرانية بقدر الإمكان، وسيستطيع حسم الموقف بشكل سريع، والدليل على ذلك ترحيب "بوتين" بالتفاوض بشكل مبكر ورغبته في إنهاء الصراع بأقل خسائر لأنه يعلم جدوى العقوبات الغربية.

 

 

وأضاف "أبو حوش" أن انسحاب "بوتين" في أوكرانيا لن يتم إلا بشروط، وهي نفسها تلك الشروط التي دفعت "بوتين" للهجوم عسكريًا على أوكرانيا، منها الهاجس الأمني وعدم السماح بوجود ونزع أي سلاح نووي من أوكرانيا وجعلها منطقة حياد في الصراع الغربي الروسي، فإذا لم تكن مناصرة له فيكتفي أن تكون محايدة.

 

وعند سؤال "أبو حوش" هل في ظل تلك الأزمة الدولية والتناحر بين الدول الكبرى من الممكن أن تواجه منظمة "الأمم المتحدة" مصير "عصبة الأمم"؟ كان رده: صعب جدا، وذلك بسبب اختلاف السياق الدولي التي نشأت من خلاله عصبة الأمم عن السياق الدولي الذي نشأت فيه الأمم المتحدة.

 

 

واستكمل "أبو حوش" أن التجربة السياسية التاريخية لـ"عصبة الأمم" لم تتعد الـ20 عامًا ويعد هذا وقتًا قليلًا، وهذا عكس الفترة الزمنية التي ما زالت "الأمم المتحدة" استمرت فيها منذ نشأتها حتى الآن.

 

واختتم "أبو حوش" أنه لم تكن هناك دول بشكلها المعروف آنذاك، بل كانت مستعمرات تتحكم فيها بعض الدول الكبرى كقوة عظمة، وأن "الأمم المتحدة" قد مرت بفترات دولية عصيبة واستطاعت أن تظل موجودة وقائمة ولم تنهر على الرغم من قدرتها أحيانا على حل الأزمات وأوقات أخرى لم تكن موفقة.

 

 

والجدير بالذكر أن "عصبة الأمم" هي منظمة تم تأسيسها عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1920 كنتيجة لمعاهدة "فيرساي"، وكان الهدف الأول الأساسي لـ"عصبة الأمم" هو حل النزاعات وخلافات الدول مع بعضها بالطريقة السلمية دون الحاجة للجوء إلى الحرب والصراع العسكري، وخلق جو من الثقة والتفاهم بين الدول، وتم إنشاء المنظمة في مدينة "جنيف" بـ"سويسرا". لكن بسبب الكساد الاقتصادي الذي اجتاح العالم، الذي كان واحد من المشكلات العالمية التي أدت إلى قيام الحرب العالمية الثانية وفشل منظمة "عصبة الأمم" في دورها مما أدى إلى تفككها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز