الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

زيت الزيتون.. صفاقس تجربة تونسية

أثناء انعقاد المهرجان
أثناء انعقاد المهرجان

تحت شعار "تونس هبة الزيتون" عقدت الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للزيتونة “سياحة -ثقافة – تسوق -منتدى علمى” بصفاقس خلال الفترة من 12 إلى 17 مارس الجاري، حيث تشير ا.د/ امانى محمد بسيون، رئيس الشبكة النسائية المصرية لزيت الزيتون، استاذ الكيمياء الحيوية ووكيل كلية الزراعة للدراسات العليا والبحوث جامعة بنى سويف، نظم هذا المهرجان جمعية تونس الزيتونة بمدينة صفاقس وذلك بمشاركة نحو 40 عارضا من كافة انحاء الجمهورية التونسية بالإضافة إلى وفود من 12 دولة “عربية وأوربية” من الدول المنتجة للزيتون.  

 

قال المشاركون في المهرجان: قضينا أجمل الأوقات بضيافة تونس الخضراء وشعبها العظيم موجهين الشكر إلى جمعية تونس الزيتونة الرائعة بمجلس إدارتها وأعضائها على حسن والاستقبال وكرم الضيافة والشكر موصول إلى جميع الداعمين من أهل صفاقس الكرام.

 

كما وجه المشاركون الشكر للشبكة النسائية التونسية لزيت الزيتون على دعم الاجتماع التحضيري للشبكة النسائية العربية لزيت الزيتون بالتعاون مع المجلس الدولي للزيتون وجامعة الدول العربية على هامش الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للزيتونة بصفاقس ومشاركه الشبكات النسائية العربية لزيت الزيتون خلال تواجدهم بصفاقس مما يجعل العالم العربي قوة اقتصادية تنافس القوى الأجنبية الأخرى في إنتاج وتوزيع زيت الزيتون. 

 

وتميزت تونس في أسلوب الترويج لزيت الزيتون حيث شاهدنا زيارة عدد من سفراء الدول الافريقية لسوق الزيتون ممثلين عن مجلس الأعمال التونسي الإفريقي. 

 

وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان الزيتون بصفاقس يقام كل عامين وخلال هذا المهرجان يتم تنظيم عدة مسابقات لتحفيز المنتجين والمصنعين على الاهتمام بالتوجه إلى زيادة جودة زيت الزيتون وكذلك أفضل عبوة وأفضل بطاقة بيانات،حيث يتم تشكيل لجان متخصصة لإجراء التقييم الحسي وفحص الزيت والعبوات وبطاقة البيانات. 

 

في حين، تميزت الدورة الرابعة للمهرجان عن الدورات السابقة بدعم السياحة المستدامة، حيث تم تنظيم المسلك السياحي الوطني للزيتون البيولوجي والمسلك السياحي خرجة الفرسان والمسلك السياحي وادي الرقة "براروس" الأثرية بمعتمدية الحنشة، وذلك لتمكين الضيوف والمشاركين في المهرجان من التعرف على الزيت البيولوجي التونسي والتراث السياحي الفلاحي والمعالم التاريخية والحفريات التي تزخر بها صفاقس كعاصة لزيت الزيتون، بها اكبر غابة زيتون في العالم في منطقة "الشعال"، مما يجعلها تتصدر المشهد السياحي والفلاحي والثقافي، أيضًا زيارة المنطقة الأثرية الرومانية " واد الرقة باراروس" بمعتمدية الحنشة حيث أن هناك إمكانيات حقيقية للتنمية في مجال السياحة الإيكولوجية.

 

وشهد اختتام الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للزيتونة بصفاقس توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين جمعية تونس الزيتونة ممثلة في رئيسها فوزي الزياني وحضور النائبة ا.د/ نزيهة كمون والشبكة النسائية الأردنية لزيت الزيتون ممثلة في رئيستها نهاية المحيسن. وذلك في مجال زيت الزيتون: تحسيس، توعية، تثقيف وتبادل الأفكار والتجارب. 

 

وخلال هذه الدورة الجديدة تمت المراهنة على دعم السياحة المستدامة في تونس التي اشتغلت عليه جمعية تونس الزيتونة منذ 2019 وعلى تثمين المسلك السياحي الوطني للزيتون البيولوجي وذلك كبديل للسياحة عامة. ومن الجدير بالذكر ونتيجة للاهتمام المستدام بالزيتون في تونس فقد أكدت لنا نائبة رئيس جمعية تونس للزيتونة ا.د/ نزيهة كمون، على الضرورة الملحة لإنشاء متحف للزيتونة على مستوى وطني باعتبار أن تونس تمتلك 1.9 مليون هكتار من بساتين الزيتون وذلك من ضمن 5 ملايين هكتار صالحة للزراعة.

 

وتعد صفاقس التونسية من اكبر أسواق الزيتون عربيا وإفريقيا وتطمح إدارة المهرجان الدولي للزيتونة بصفاقس بالتعاون مع المهتمين ليكون هذا السوق بورصة عالمية لتحديد سعر زيت الزيتون  هذا وقد بلغ الإنتاج هذا الموسم 220 ألف طن زيت زيتون حسب  تقارير وزارة الفلاحة التونسية بالرغم من التغيرات المناخية التي أضرت إنتاج الزيتون و هذا يرجع إلى الاهتمام بالمعاملات الزراعية و اتباع أساليب الممارسات الزراعية الجيدة و التي كان لها اثر إيجابي على الحد من الأثار السلبية للتغيرات المناخية على إنتاج الزيتون في تونس و هو نموذج يجب أخذة في الاعتبار بالنسبة لجميع البلدان التي تأثرت بالتغيرات المناخية. 

 

أن صناعة الزيتون في تونس أخذت اتجاها متكاملا حيث يتم تطبيق افضل المعايير في مجال الزراعة وأيضا في مجال الصناعة فقد شهدنا معاصر الزيتون ولا زالت تعمل حتى الأن ونحن في منتصف شهر مارس نتيجة حمل أشجار الزيتون الكثيف ومعظم المعاصر التي تم زيارتها كانت من النوع ثلاثي الأوجه حيث تنخفض كمية المياه المستخدمة أثناء الاستخلاص وبالتالي تنخفض معدلات الماء الخضري الناتج من المعاصر هذا وقد شهدنا الأسلوب المثالي من تصميم أماكن ومعاصر استخلاص زيت الزيتون حيث يتم تطبيق اشتراطات سلامة الغذاء طبقا للمواصفات الدولية في منشاة المواد الغذائية كما لوحظ أن جميع تنكات التخزين ووصلاتها من الاستانل ستيل وانخفاض عدد العمال داخل المعصرة ونظافة المكان وعدم وجود أي روائح غير مرغوبه في المعصرة نتيجة تطبيق الممارسات التصنيعية الجيدة.  بالإضافة إلى ما سبق فقد شهدنا مصانع تستخدم زيت الزيتون في صناعة الحلويات باستخدام طرق التصنيع اليدوية حيث تميزت بالشكل الجذاب والتناسق المثالي والطعم المميز. 

 

وكما تم زيارة مصانع تعبئة زيت الزيتون ووجدنا أن النظام المبتع في التعبئة هو النظام التعبئة الأتوماتيكي وعبوات ذات لون داكن بتصميمات مميزة وبطاقة بيانات بإشكال جذابة وغطاء عبوات وشرنك تم تصميمة بشكل متناسق وجذاب. مما سبق يتضح لنا لماذا تميزت تونس فى صناعة الزيتون وبسؤالنا على هذا التطور كانت الإجابة انه تولى الدولة التونسية اهتمام بالغ بصناعة الزيتون فقد تم إنشاء المجلس الوطني للزيتون بمدينة تونس العاصمة وأيضا معهد الزيتونة فى مدينة صفاقس وهاتين المؤسستين تهتم بزراعة وصناعة وتسويق زيت الزيتون في الداخل والخارج لهذا أصبحت تونس الأولى عربيا في إنتاج زيت الزيتون. حقا تونس تتغنى بالزيتون.

تم نسخ الرابط