أين يذهب الناس؟.. مسحة إيمانية في رمضان
نشرت مجلة “روزاليوسف”، قبل 60 عامًا تحقيقا تحت عنوان “أين يذهب الناس؟”، عن المجتمع المصري خلال شهر رمضان المبارك، حيث تجتاحه نزعة عبادة وتصوف موسمية، تبدأ مع هلال رمضان، وتنتهي يوم الوقفة.
الناس تحولت من السهرات الصاخبة، إلى سهرات هادئة صوفية بين"الفيشاوى،" و "المجاذيب”
ويتحول الناس عن السهرات الصاخبة، إلى سهرات هادئة صوفية بين"الفيشاوى،" و "المجاذيب." وتحتل مآدب الإفطار مركز الصدارة بين الحفلات، تتصدرها ألوان الحلوى والقطايف، والقمر الدين.
وأقامت صوفي ثروت حفلة إفطار كبيرة ناعمة لم تدع إليها واحدا من الجنس الخشن، بل كانت قاصرة على الوجوه الحلوة فحسب. لأجل عيون "رمضان".
وكانت هناك سعاد ثروت وليلى سعد وهدايت وفاطمة غزالى ومنى وناهد بتانونى وسامية حنا.. وقد جلسن جميعا في صمت ووقار.. في انتظار مدفع الإفطار.
وانتقل المجتمع بعد الإفطار إلى فندق سمراميس ليشهد أكبر عرض للأزياء نظمه بير كلوفاس ليفتتح به الموسم.
وبيير كلوفاس هو أول دار مصرية للأزياء أدخلت نظام العرض بالمانيكان في مصر، بعد أن كان قاصرا على دور الأزياء في العواصم الأوروبية الكبرى وبدأ العرض الساعة 9.30 لينتهي في الساعة 11.30.
وشوهد ضمن المدعوين مجموعة كبيرة من سيدات وزهرات المجتمع. كانت هناك ماجدة شديد وزوجها. وصباح واختها سعاد وليلى فوزي وحرم كمال الشناوى وإقبال نصار وبناتها الثلاث وتماضر توفيق.
وكانت هناك كذلك زوزو ماضى وشلة من الفاتنات، في مقدمتهن بدرية الباسل وأميرة راغب وسامية حسن ونوال شعيب وألفت الجداوى.
وشهد المدعوون في هذا العرض أكثر من 60 فستاناً متنوعاً. كلها من الأقطان المصرية ذات الألوان الزاهية. ولوحظ أن الموديلات كلها مبتكرة.
وجميلة، ومعقدة. حتى إن الفستان منها لا يمكن لبسه إلا مرة واحدة فقط.
وأقام الدكتور زكى سويدان وحرمه، حفلة أنيقة بمنزلهما. تكريماً للدكتور زوتير زام أستاذ أمراض الأطفال بالسويد. الذي يزور القاهرة الآن.
وضم الحفل أكبر عدد من كبار الأطباء يمكن أن يوجد في مكان ما. بعيدا عن حجرات المصحات والمستشفيات. وكان هناك الدكاترة محمد إبراهيم عميد طب القاهرة. وعبد الحي الشرقاوي. وعثمان يوسف. وحسن صبري. ورفاعى كامل. وقريناتهم.
وغنى في الحفل عبد الحليم حافظ. وفايزة أحمد، ورقصت ثريا سالم. وإحسان سالم. واستمرت السهرة إلى الصباح في جو من المرح والضحكات.
والمجتمع في رمضان لا يدع كبيرة أو صغيرة تمر دون أن يتناولها بالتعليق والتحقيق، والقصة التي يحاول المجتمع أن يضم حلقاتها. هي قصة زوج مصري من عائلة معروفة في الأوساط التجارية. تؤكد الشائعات أن زوجته الفرنسية الشقراء الفاتنة قد تركته فجأة. وبدأت تظهر مع شاب آخر. ترشحه الشائعات للزواج منها.
أما الزوج فيحاول أن ينسى زوجته، بين صديقاته الكثيرات، رغم أن الطلاق لم يتم بعد. ورغم أنف.
في الحين انتقل المجتمع إلى الحى اللاتينى بالحسين ليقضى فيه سهرات طويلة تمتد غالبا حتى مطلع الفجر.. ويمضى الناس ليالى رمضان متنقلين بين قهوة الفيشاوى والمجاذيب والمقاهى المجاورة.. وكلها تتنافس هذا العام في عرض ألوان من الفنون الشعبية.. والناس يخرجون ويضحكون ويرفهون عن أنفسهم.. بين شرب الشاى الأخضر وتدخين الشيشة.
وشوهد السيد عبدالقادر حاتم عضو مجلس الأمة ومستشار الرئيس بمضى السهرة في أحد أركان قهوة الفيشاوى.. مع لفيف من الأصدقاء.
وسهر يحيى حقى مدير مصلحة الفنون في أحد المقاهى البلدية، حيث استمع إلى الأغانى الشعبية.. وهى أغانى تتحدث عن الوحدة. والمطرب الذي يؤدى هذه الأغنيات على الأوغول هو أحد أفراد فرقة مصلحة الفنون لأحياء الفولكور الشعبى.
> ومن الإذاعيين جلس المذيع جمال السنهورى بين شلة صوت العرب يشرح لهم مشاهداته في زيارته الأخيرة إلى الأيمن.. كما ذهب إلى الفيشاوى من الإذاعيين آمال فهمى، وفاروق خورشيد وعلى فايق زغلول وفؤاد الشافعى ونبيل بدر وصلاح عويس ومحمد المعلم. > وذهب الفنانون السوريون الذين حضروا لإحياء حفل أضواء المدينة إلى الفيشاوى وفي مقدمتهم أنور البابا «أم كامل» وتيسير عقيل نقيب الموسيقيين السوريين، وعبدالفتاح سكر الملحن الذي لحن أغنية «أوبها تمت الوحدة، وقد غناها أنور البابا، ووضع منديلا على يديه،وطاف يجمع النقود ولكن أحدا لم يدفع، وضحك الجميع.
> ومن الفنانين المصريين الذين سهروا هذا الأسبوع في الفيشاوى حمدى غيث مع شلة من أعضاء الفرقة القومية وسيد زيادة المخرج وزوجته وحورية حسن، وحسن إسماعيل وشقيق السيد وبليغ حمدى.. وعدد من أعضاء نقابة الموسيقيين.
وفي الإسكندرية، احتفل ديدى سعد عباس عبانى بعيد ميلاده الرابع في حفل أنيق ودعا إليه والديه وجميع أصدقائه، وأطفال الجيران. وانصرف المدعون الصغار في نهاية الحفل بعد أن شاهدوا الأراجوز والسينما المنزلية.. وانشدوا أغنية عيد الميلاد.
واحتفل المجتمع مع الفنانة نادية نور، بعيد ميلادها العشرين، وفي ركن من أركان كازينو عابدين.. أطفأت نادية الشمعات العشرين.. بين التصفيق والضحكات.
وكان هناك محمود سامى والسيدة فوزية أنور وزوجها محمود المنوانى، وسهام صادق وخطيبها عباس ناجى المحامى.. وغيرهم. وكانت نجمة الحفل هى الآنسة نادية شلتوت التي اضفت على الحفل جواً من المرح وخفة الدم.
وحمل المجتمع باقات الورود والزهور.. وذهب إلى مستشفى عانوس.. لتهنئة حرم الدكتور إبراهيم عبده بمناسبة شفائها من أثر العمليات التي أجريت لها هناك.
وكان في مقدمة المهنئين حرم عماد الدكرورى وحرم إبراهيم حقى، وجيمى عبدالحميد.
> وذهبت الزميلة سعاد زهير إلى مستشفى الدكتور إبراهيم بالدقى.. وهى تحمل عدداً من الشموع، وباقية من الورد. وهناك احتفلت مع شقيقها الأستاذ جمال زهير وزوجته السيدة محاسن أبوالعز بسبوع “محمد” باكورة إنتاجهما من الصبيان والبنات. وتؤكد سعاد - عمة المولود - إنه ابتسم لها ابتسامة رقيقة وهى تنشد له أغنية “حلقاتك برجالاتك”.
> وفي حفل أنيق رشيق.. عقد المأذون قران الآنسة كريمة أحمد فريد على الزميل الأستاذ أحمد وإلى المحرر بالشعب.
> وضم الحفل المتألق عائلتى العروسين وأصدقائهم وانصرف المدعوون بعد أن وزعت عليهم أكواب الشربات والقمر الدين.
> وعاد من ألمانيا الأستاذ أحمد إبراهيم مصطفي أحد أصحاب شركة إبراهيم مصطفي وأولاده بعد أن تعاقد مع كبرى المصانع الألمانية التي ينتظر أن تغزو منتجاتها الأسواق المصرية في القريب.
> وفي برنامج حافل أنيق احتفلت مدرسة أحمد عرابي الابتدائية بالحلمية الجديدة بعيد الأم.. وأثنى الحاضرون على جهود السيد محمد كرارة ناظر المدرسة والسيد حلمى أبوالعينين سكرتيرها وسائر أسرة المدرسة.
> ومن الإقليم الشمالى للجمهورية.. عاد هذا الأسبوع السيد الحاج طاهر سباهى عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة سباهى الصناعية، بعد زيارة موفقة قام خلالها بمباحثة كثير من رجال المال والاقتصاد حول تنشيط التبادل التجاري بين الإقليمين.. ودراسة احتياجات الإقليم الشمالى من الغزل والمنسوجات.
وقد تبين أن في الاستطاعة سد حاجته من إنتاج الإقليم الجنوبى.
>وفي مطار القاهرة استقبل الأستاذ حسن إيرانى مدير الشركة العربية للطباعة والنشر والتوزيع الزميل والكاتب اللبنانى المعروف الأستاذ رياض طه صاحب ورئيس تحرير جريدة الكفاح ومجلة الأحد اللبنانين.
وقد وفد الزميل إلى القاهرة في زيارة صحفية سيقوم خلالها بإعداد وتنسيق كتابه “في طريق الكفاح” الذي تقوم بطبعه الشركة العربية للطباعة والنشر.
ويروى المؤلف في هذا الكتاب عددا من الأسرار والخفايا السياسية.. كما يتحدث عن كفاحه الطويل في سبيل القومية العربية وما اعترض طريقه من العقبات.
> وعاد إلى القاهرة الأستاذ رمضان عبدالعزيز مدير شركة القاهرة التجارية بعد أن قام بجولة في أقطار أوروبا زار فيها إيطاليا وسويسرا وألمانيا الشرقية والغربية للتعاقد على إنشاء مصنع للراديو في القاهرة ودراسة الديكور الحديث.
> وتم في الإسكندرية عقد قران الأستاذ حسن دويب رئيس مخازن شركة الملح والصودا، على كريمة المرحوم السيد يوسف منصور.. فبالرفاء والبنين.



