غادة طلعت لـ"بوابة روزاليوسف": تفاجأت بمحمد رمضان ودخلت "المشوار" قبل معرفة الدور
لا بد من أن تعشق حضورها الآسر والإيجابي في دراما رمضان، احتلت مساحة خاصة بين الفنانات بموهبة وصفت بـ"غول التمثيل"، فمن منا ينسى "أم إبراهيم" في مسلسل "الاختيار 2"، وتعود هذا العام متألقة بما يشبع غريزتها الفنية في مسلسل "المشوار"، وتألقت من قبلهما في "الفتوة"، فهي انتقائية جدا في أدوارها التي آمنت بها أولا، ثم جسدتها لاحقا، قادرة على كل شيء.
"بوابة روزاليوسف" حاورت النجمة الشابة غادة طلعت، لتكشف كواليس تجربتها في مسلسل "المشوار"، إضافة إلى الحديث عن مشاركتها في الاختيار التي حققت بصمة خاصة.
- تحققين حضورا بارزا من خلال المشاركة في بطولة مسلسل "المشوار" مع “محمد رمضان ودينا الشربيني/ إخراج محمد ياسين” المعروض حاليا، أخبرينا عن قراءتك الخاصة لشخصية "سميرة" التي تؤدينها فيه وكيف استقبلت إشادات الجمهور؟
لم أبدأ بتوقع النجاح، ولكن أكبر همي هو أنني كنت أحرص على العمل مع المخرج المبدع محمد ياسين، وعندما تلقيت اتصالا هاتفيا من حسام سليمان المخرج المنفذ للميايا أخبرني بأن محمد ياسين رشحني لمسلسل المشوار، وقبل أن يباشر في تقديم تفاصيل الدور الخاص بي، قلت له أنا موافقة جدا قبل أن أعرف تفاصيل الدور لأن محمد ياسين هو مخرج المسلسل، وحتى إذ كانت جملة واحدة مع محمد ياسين أنا موافقة وفخورة جدا، ويكفي أنني عملت مع نجم الإخراج محمد ياسين في مسلسل المشوار، لأنه اسم كبير جدا وشرف لأي ممثل العمل معه.
وعندما أرسلوا لي السيناريو علمت بأن الدور ليس كبيرا، أو بالأحرى كان كبيرا ثم أصبح مكثفا، وأنها الشخصية التي تواجه ورد (دينا الشربيني) في شركة الملح، وفي النهاية أيضا قلت لهم موافقة، لأنه شرح لي أن الشخصية منذ الظهور الأول لها ستحدث انقلابا في الأحداث لأنها شخصية ليست سهلة وليست عادية.
_20220415093720.jpg)
- ماذا لو تخبرينا أكثر عن اليوم الأول في لوكيشن محمد ياسين وكيف كان اللقاء الأول مع محمد رمضان؟
عندما دخلت إلى لوكيشن المسلسل، ألقيت التحية على المخرج محمد ياسين، فقال لي أنا اخترت للدور ممثلة ليست عادية لكي تقدم دورا عاديا، لأن الدور يتطلب ممثلة قوية ولهذا السبب أنا اخترتك، لأن الدور ليس سهلا، هو دور مكثف جدا وبه مشاعر متناقضة، ويتطلب ممثلة قوية وأنا أثق فيك، وبالطبع كلام محمد ياسين أدخل السرور على قلبي، ومنحني ثقة كبيرة جدا وبذلت قصارى جهدي لكي أقدم كل تفاصيل الشخصية حتى أكون عند حسن ظنه لأنها بالفعل شخصية ليست سهلة.

- كيف ترين ما يقوله البعض بأن الشخصيات التي تقدمينها صادقة وتترك بصمة وتحدث فرقا حتى إن لم يكن الدور كبيرا، وما السر وراء ذلك؟
بصراحة وبدون أي تجميل، في الحقيقة هذا كرم من ربنا، لأنني أثق بأن الله يحبني ودائما ما أتحدث إلى الله وأدعوه طوال الوقت بأن يشير إلي، ثم ما فهمته فيما بعد هو أن الجمهور يصدقني لأنني بقدر المستطاع أقترب من الواقع وأشبه الناس وأحاول أن أعيش الشخصية وأصدقها بكل تفاصيلها بدون أن ألتفت إلى كيف يكون الشكل الذي سأظهر به ولا أهتم بمظهري وأنا أبكي أو أن يظهر شكلي أكبر سنا من دون استعمال الماكياج أو أن تكون الشخصية ليست جميلة، كل هذه التفاصيل لا أركز فيها، وهذه هي أكثر التعليقات التي أتلقاها، ولكن أحرص على التركيز في أن هذه السيدة أو الشخصية التي أؤديها كيف يكون شكلها الطبيعي في الحقيقة، وأنا أصدق جدا الشخصيات وأراها في الحقيقة وأنا أذاكرها، لهذا أحاول تقديمها بما يشبه الناس الحقيقيين.
وفي حقيقة الأمر أنا حياتي ليست سهلة، بمعنى أنني خضت العديد من التجارب الحياتية وتجارب عملية صعبة، لذلك أشعر بالناس جدا وأصدقهم، وهذا ما ظهر بالفعل في شخصية "أم إبراهيم" التي قدمتها العام الماضي في مسلسل "الاختيار 2" لأن بكاءها وصوتها وصراخها كان من الأشياء التي مررت بها في حياتي، وهذه هي الخبرة التي عشتها ورأيتها والتفاصيل التي جمعتها من دون قصد.

- يتبين لمن يتابع المسلسل الجهد الكبير الذي تبذلينه في شخصية "سميرة".. كيف استعددت للشخصية؟
سألت نفسي من تكون سميرة، هل هي شريرة أم طيبة، وبالفعل هي ليست شريرة ولا يجوز الحكم عليها هكذا، وإنما هي تصارع من أجل البقاء، وترفع شعار "يا جاي على قوتي يا ناوي على موتي"، لأنها تعنف وتتصارع مع "ورد" لأنها قطعت عيش شقيقتها، أو حلت محل أختها، التي تربي أيتامًا ليس لديهم مصدر رزق آخر سوى العمل في المصنع، فهي لا تتصارع معها من أجل رجل أو "قلم روج"، لكن لقمة العيش التي تضمن لها العيش هي وأولادها وأولاد شقيقتها، وهذا النموذج موجود من حولنا ولذلك هي في البداية دفعتها بعنف وكانت تتحدث بشدة وقوة لكي تظهر لها وجهًا مصطنعًا بأنها قوية وشريرة ولكنها في الحقيقة ليست كذلك، بدليل أنها عندما تم خصم نصف يوم من مرتبها انهارت وسقطت وكسرت عينيها لأنها ضعيفة في الأصل، ولذلك لجأت إلى العنف والاشتباك بالأيدي، وهي ليست شريرة أبدا.
_20220415094340.jpg)
- أبدعتِ في مشهد "الاشتباك" مع الفنانة دينا الشربيني رغم أبعاده الكثيرة.. كم أرهقك هذا المشهد وما كواليسه؟
بالفعل لم يكن المشهد سهلا أبدا أبدا، وذلك لأسباب عديدة، تمت إعادة المشهد لأكثر من مرة، حتى دينا الشربيني لم يكن المشهد سهلا عليها، لأنها سقطت أكثر من مرة، ومحمد ياسين يفضل أن يأخذ العديد من الزوايا للمشهد ولم يصور مجرد المشهد فقط، بل يحب أن يخرج المشهد صادقا وقويا وله إيقاع مشدود، وهو بالفعل مخرج عظيم حرفيا، لأن اللوكيشن الخاص به يختلف عن أي لوكيشن آخر، اهتمامه بالتفاصيل ليس عاديا، وكان حريصا على أن تكون (الخناقة) بجد، وكذلك الصراخ والعصبية، وكذلك الاهتمام بالممثلين الذين يتدخلون لفض الاشتباك لكي يكونوا على قدر المشهد، وكان يعيد المشهد كثيرا لكي يأخذ كل الزوايا، ومع كل إعادة للمشهد كنت أشعر بأنني سأصاب بهبوط في الدم لأنني كنت أصرخ من قلبي، وكذلك شرخ في الصوت وهو الإحساس الذي ينتاب من يدخل في اشتباك، وكنت أسقط دينا الشربيني بعنف، وقبل بداية المشهد ذهبت إلى دينا الشربيني للاتفاق على كيف سيسير المشهد بيننا، وكنت قلقة لأن هناك ممثلات لا يفضلن التلامس في الاشتباكات، فقلت لها هل تمانعين أن نتدافع بعنف أم ماذا، فقالت لي تصرفي على راحتك جدا وكانت تتفهم جدا، ودينا الشربيني بالفعل ممثلة قوية جدا ومن يقف أمامها يعمل لها حساب لأنها ممثلة ليست سهلة، ومحمد ياسين قال لي قبل المشهد "غادة.. عايزك تاكليها" بمعنى أن تظهري غضبا وغلا.
وكان المخرج محمد ياسين يصور كل الزوايا وحتى كارتونة الملح وأيادينا والكتف وعيني وعين دينا الشربيني، وبالنسبة لنا بالفعل كان المشهد صعبا جدا لأنه كان في الشتاء والبرد القارس ويجرى التصوير في الإسكندرية وكان المطر شديدًا جدا وملابسنا لسيت بالثقيلة، ومن ضمن عوامل الصدق في هذا المشهد أيضا أن كل من حولنا من السيدات كن يعملن بالفعل في شركة الملح ولسن ممثلات.

- ماذا يعني لكِ العمل مع محمد رمضان، علمنا أن الكواليس العمل معه كانت خاصة.. أخبرينا المزيد عنها؟
محمد رمضان بالنسبة لي كان مفاجأة ولا خلاف على أنه نجم كبير وأنه متفرد وشخص مميز، ولذلك أصبح نجما بهذا الحجم، وموهوب موهبة كبيرة ليست مكررة في هذا الجيل. وعلى المستوى الإنساني تفاجأت به لأنه قمة في الإنسانية وعندما رآني لأول مرة ظن أنني من العاملات في المصنع وجاء ليسلّم علي، وذلك بسبب الملابس والبكاء والإرهاق الذي كنت عليه عقب مشهد الاشتباك مع دينا الشربيني، وعندما جاء محمد ياسين ليقدمني له لكي نجري بروفات معا، تفاجأ رمضان وقال لي "يا بنت الإيه أنت ممثلة وعملتيهم عليّ"، فمنحني ثقة كبيرة جدا بحديثه هذا، وبيّن لي أن مظهري جيد ويصدقني جدا وكان حريصا على أن يمنحني هذا الشعور. وبعد انتهاء تصوير المشهد أثنى على أدائي وقال لي أنت ممثلة عظيمة وهائلة وتشرفت بوجودك وقال لي كلام كبير لا يخرج إلا من نجم كبير، وشخصية محمد رمضان هي عكس ما يتوقعها الجمهور، وهو شخص ذكي ويهتم بالآخر ويشعر به وكان حريصا على أن يدعمني وأحضر لي شيكولاتة، والأفضل من ذلك أنه عندما دونت منشورا عبر موقع فيسبوك فكتب لي "نورتِ مسلسل المشوار يا غادة ربنا يجعل وشنا حلو عليكِ"، كما كتب لي "أحسنتِ"، محمد رمضان حرفيا نجم كبير ويستحق أكثر من النجومية التي وصل إليها.

- تألقتِ في الجزء الثاني من "الاختيار" بدور "أم إبراهيم" وحصدت نجاحا لافتا.. فما خصوصية المسلسل في مشوارك الفني، وما الشعور الذي ينتابك وأنت تتابعين الجزء الثالث من "الاختيار"؟
منذ أن شاهدت برومو مسلسل "الاختيار 3" وأنا قلبي يتحرك حرفيا لأنني تذكرت عظمة الجزء الثاني والتفاصيل الجميلة والنجاح الكبير الذي حققته وجعلني سعيدة للغاية ورفع من ثقتي بنفسي، وبصراحة أنا كنت أتمنى المشاركة في الجزء الثالث من الاختيار وأهنئ صناع العمل لأن الجزء الثالث عظيم وشرف كبير لأي ممثل أن يشارك فيه أو في الاختيار بشكل عام، ولكن "شابوه" الجزء الثالث والفنان ياسر جلال عظيم ويستحق الأوسكار، والجزء الثالث هو عالمي، وأنا أشكر المخرج بيتر ميمي وأقدم له التحية لأنه مخرج عبقري ومخرج عالمي حرفيا، وأنا أعشق الجزء الثاني وفخورة بأن لدينا مسلسلًا مثل الاختيار لأنه مسلسل عظيم.

- علمنا أنك تشاركين كذلك في مسلسل "ملف سري" أمام النجم هاني سلامة.. فما حقيقة ذلك؟
نعم بالفعل، أشارك في مسلسل "ملف سري" بشخصية "سعاد" التي من المنتظر أن تظهر لتقلب أحداث المسلسل وتكشف حقيقة شخصيات كثيرة وتكشف عن مفاجآت وتغير مسار أحداث المسلسل كله.
- هل من دور أو مسلسل لفتك من المعروض في رمضان، وأحببت أن يكون لك؟
مسلسل "الكبير أوي 6" عظيم جدا وكنت أتمنى أن أشارك فيه، وأنا أعشق الأعمال الكوميدية، وسعيدة بأن الفنان أحمد مكي استطاع تقديم جزء جديد من "الكبير أوي" بهذا القدر من الحرفية في الكتابة ويظهر بالفعل الجهد المبذول في هذا الجزء من المسلسل.
- هل من دور تتمنّين تقديمه؟
أنا أحب جدا أن أقدم الشخصيات الحقيقية التي تشبه الناس، وهي التي تستهويني، وأنا كنت أتمنى أن أقدم أعمالا كوميدية وكل أصدقائي يعرفون أنني كوميدية والكل كان يتوقعون أنني سأقدم كوميديا، ولكن الحقيقة ربنا أراد أن يعرفني الجمهور أكثر في الشخصيات التراجيدي أو الدرامية أو الثقيلة مثل شخصية "أم إبراهيم" و"سميرة"، وأنا أقدم في مسرح أستاذ خالد جلال شخصيات مثل "ماري منيب" و"جمالات زايد"، وهي شخصيات كوميدية للغاية، وكذلك أتمنى تقديم أعمال فرعونية، أحب الشخصيات الفرعونية وكل ما له علاقة بالفراعنة يأسرني، ولكن في نهاية المطاف أكثر ما أبحث عنه هو الشخصيات الطبيعية البسيطة من قلب المجتمع، وهذه هي الأعمال التي يكتب لها النجاح.
- من هو الممثل الذي تودّين الوقوف أمامه؟
كنت أتمنى العمل مع أستاذ سمير غانم وأحب كل أفلامه، وأكثر ممثل أحبه في العالم هو أستاذ نجيب الريحاني، وبالطبع أحب سناء جميل وتحية كاريوكا ومحسنة توفيق ونيللي وجينيفر لوبيز وميريل ستريب.

- كسرت الصورة النمطية التي تتطلب من النجمة أن تكون بقمة جمالها من ناحية الماكياج وتسريحات الشعر خلال تجسيد الشخصية.. ورأيناك تضحين بالماكياج في سبيل إظهار الشخصية في حالتها الطبيعية؟
أنا أحب الميكاب جدا وفكرة أنني أظهر بدون ميكاب هذه ليس بالقرار الصعب بالنسبة لي، وأنا لا أفكر نهائيا في السن لأن هناك الكثيرين يقولون لي هذا خطر عليكِ، وأنه ليس من المفترض أن أقدم ذلك في هذا التوقيت في البدايات وأنه من المفترض أن أقدم نفسي كـ(فيديت)، وأنهم كانوا يتوقعون أن أقدم أدوار فيديت أو الجميلات، ولكن هذا لا يفرق معي ولكن ما يهمني هو أن أقدم شخصيات حقيقية يصدقها الجمهور ولا أمانع أن أقدم دور جدة، وأنا بالفعل في المسرح أقدم جدة ولا أتردد في ذلك، لأن هدفي هو التمثيل وأن أستمتع وأمتع الجمهور وليس جلب عريس.
ولكن في حياتي الطبيعية بعيدا عن التمثيل أنا أحب الميكاب والفاشون والموضة ومن يدخل إلى حسابي عبر إنستجرام سيتأكد من ذلك وأحرص على أن أكون "تريندي" والموضة، لكن في التمثيل أستمتع أكثر في تقديم شخصية حقيقية بغض النظر كيف يكون شكلها.



