مشايخ سيناء يزيلون الخلافات بين المواطنين
يمثل الشيخ رأس الهرم الاجتماعي للقبائل والعشائر والعائلات في سيناء، وذلك تبعا لمنظومة الحياة الاجتماعية لأهالي سيناء، كما يعاون الشيخ القضاة العرفيون ووجهاءالقبيلة.
ويؤكد عبد العزيز الغالي عضو اتحاد الكتاب والمؤرخ السيناوي أن الظروف الطبيعية والحياتية القاسية فى سيناء هى التي حكمت أن يكون لشيوخها دور مؤثر.. فلكل قبيلة شيخها الذي تختاره من بين عواقلها ويكون ممن يتمتعون بالحكمة والعقلانية والقدرة على الحل والعقد.
وأشار الى أن تاريخ سيناء مليء بمثل هؤلاء.. فيحدثنا التاريخ عن الشيخ سالم أبو طويلة من قرية أبو طويلة بالشيخ زويد والذي فقد حياته نتيجة لنضاله وكفاحه ضد عدم بيع الأراضى للمحتل الاسرائيلى.. كما يسجل التاريخ قصه الشيخ سالم الهرش ورفاقه فى مؤتمر الحسنة الشهير، وكذلك شيخ المجاهدين حسن بن على خلف الذي حكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن لمدة ١٤٦ عاما لمقاومته الجيش الإسرائيلي، وتنفيذه العديد من العمليات الفدائية.
وفي العريش نذكر قامات مثل: الشيخ سمري مرعي أبو سمرة وهو عميد قبيلة الفواخرية بالعريش، الشيخ محمد الغول أحد أعمدة القضاء العرفى والشيخ عبد العاطى صبيح القاضي العرفي الشهير. كما كان الشيخ جاد المولى من شيوخ الأزهر يمثل المرجعية الدينية لكل أهالي سيناء خلال فترة الاحتلال، والشيخ على فخر الدين أحد أشهر مشايخ العريش وشيخ قبيلة السلايمة، والشيخ محمود مسلم عروج شيخ قبيلة آل عروج ورئيس الغرفة التجارية لعدة دورات، والشيخ علي المالح شيخ قبيلة الصقلية، والشيخ حسن محسن شيخ قبيلة المحاسنة والأغوات، والشيخ اسماعيل رشيد شيخ قبيلة الأيايبة، والشيخ حمادة أبو سنبل شيخ المغتربين.
وأشار إلى أنه أصبح لدينا الآن شيوخ مثقفون ويحملون درجات علمية وخريجو كليات قمة كالشيخ المهندس عبد القادر الشوربجي شيخ قبيلة الشرابجة، والشيخ الدكتور مجدي رفاعي شيخ قبيلة الكاشف، والشيخ عبد الكريم بدوي شيخ قبيلة آل بدوي والأغوات، والشيخ محمد الخليلي شيخ الخليلية، والشيخ إسماعيل خليل الحجاوى شيخ الحجاجوة، والشيخ يحيى حجاب شيخ آل حجاب والمغربي والشلبي ومالك والديب، والشيخ كامل العباسي شيخ السلايمة، ويقومون جميعا بإزالة أي خلافات بين المواطنين.
ويشير المهندس محمد سليمان المالح أحدث من انضم إلى المشايخ، باعتباره شيخا لعائلة المالح بأبو صقل إلى أن مهام الشيخ هى تكليف لا تشريف للاهتمام بخدمة المواطنين والإصلاح فيما بينهم وحل قضاياهم المعلقة ومشاكلهم اليومية.. إلى جانب مساعدة الأجهزة المعنية في تحقيق الأمن والاستقرار ودعم جهود الدولة في تحقيق التنمية وإقامة المشروعات الخدمية.
وأضاف أنه جاء امتداد لجده الشيخ حسين المالح الذي تولى الشياخه منذ نحو مئة عام اهتم فيها بخدمة المواطنين وإقامة المشروعات الخدمية، حيث أنشأ مسجدا في وسط مدينة العريش لايزال مستمرا، حتى الآن، ويسمى باسم مسجد المالح، وكذا إنشاء أول مدرسة في منطقة أبو صقل بالعريش كانت مبنية بالطوب اللبن حتى الثمانينيات من القرن الماضي وتم تسليمها إلى التربية والتعليم وتطويرها حديثا عن طريق الدولة، كما حفر بئر مياه جوفية في منطقه وسط سيناء ليخدم أهالي المنطقة وطريق الحج القديم ، وأقام العديد من مزارع الموالح، وشارك في حل قضايا المواطنين مع مختلف الأجهزة المعنية.. علاوة على انشاء أول مطحنة دقيق في منطقة المزرعة لتسهيل عملية الطحن على المزارعين، وحل المشاكل اليومية للمواطنين ومساعدة الأجهزة في ترسيخ الأمن والأمان وشارك في معظم المؤتمرات التي تخدم التنمية في سيناء.
ومن جانبه أكد الشيخ يحيى الغول “وهو من القلائل الذين يجمعون بين المشيخة والقضاء العرفى” على تصنيف المشايخ الى نوعين:
الأول: هم مشايخ حكوميين معينين طبقا لقرارات وخاضعين لقانون العمد والمشايخ على مستوى الجمهورية لمساعدة أجهزة الدولة فى تحقيق الأمن والاستقرار ودعم جهود الدولة فى مختلف المجالات، إلى جانب التعبير عن مواطنيهم والعمل على ضبط ايقاع العلاقة بين المواطنين وجميع سلطات الدولة .. حيث يسمون مندوبى القبائل والعائلات لدى الجهات الرسمية بالدولة.
والثاني: هم مشايخ القبائل والعائلات التي تنفرد بها سيناء وبعض المحافظات المماثلة لها، وهم مشايخ يختارهم أبناء القبائل والعائلات ليكونوا واجهة مشرفة لهم ويمتازون بالحكمة ورجاحة العقل والقدرة على توحيد الصفوف فى إطار خطة لإقرار السلام الاجتماعي بين القبائل والعائلات، وتجنب نشوء نزاعات قد تؤثر على صورتها وتسيء إلى أبنائها، حيث يتم اختيارهم وفقا لقواعد تتضمن الاستجابة لرغبات أبناء القبائل والعائلات ومن أفضل عناصرها للعمل على تحقيق الهيبة للقبيلة والعائلة ويكون متطوعا للعمل، من أجل القبيلة أو العائلة وتحقيق مصالح أبنائها ويتم استشارته فى أى أمر يخص القبيلة أو العائلة أو أحد أبنائهما ويكون دوره خدميا، ويسمى كبير العائلة أو القبيلة نظرا لدوره المهم وخبرته وحنكته والمامه بجميع الأمور، كما يمكن أن يكون هناك شيخ واحد لمجموعة من العائلات داخل القبيلة ممن تجمعهم القربة وصلة الدم.
وأشار الى دور المشايخ الفاعل فى خدمة المواطنين وإقامة المرافق والخدمات داخل المجتمع، ولاقرار الأمن والاستقرار ودعم جهود الدولة فى التنمية، منوها أنه على المستوى الشخصى فقد تبرع والده الشيخ محمد ابراهيم عطية الغول بمساحات كبيرة من الأراضى لإقامة مشروعات خدمية عليها بالعريش، ومنها مساكن حى السبيل بالمساعيد، وحاليا التبرع بقطعة أرض أخرى لإقامة مدرسة عليها، حيث تم تسليمها للتربية والتعليم لتتولى بناءها، وذلك فى إطار تقديم المشايخ الخدمات للمواطنين فى مختلف المجالات.



