
"علي العسال" يكشف لـ"بوابة روزاليوسف" فبركة رامز جلال وتفاصيل برنامجه الجديد

محمد إسماعيل
"اديني عقلك"، وحده يكفي لتعرف أنك أمام إحدى الأيقونات، فأحيانا يكون المخرج هو البطل، والمخرج علي العسال هو الحدث والجاذب الأكبر للجمهور لمشاهدة برنامج المقالب، ويكشف لنا عن عودته بإرادة قوية للتجديد والابتكار للاستمرار في العطاء الفني بعد سلسلة برنامج "اديني عقلك" و"الحقونا"، ليس فقط مخرجا وإنما يقف خلف المكتب ممسكا بالقلم لينافس ويقدم مواقف مضحكة مميزة من تأليفه.
"بوابة روزاليوسف"، حاورت المخرج علي العسال ليكشف لأول مرة كواليس برنامج "اديني عقلك"، وما رأيه في برامج رامز جلال وإبراهيم نصر وغيرهما، والكثير من الأسرار الأخرى التي كشفت عنها من خلال الحوار التالي.
- في البداية، علمنا أنك تخطط للعودة ببرنامج مقالب جديد.. ماذا لو تخبرنا أكثر عنه؟
نعم بالفعل، انتهيت قبل بدء شهر رمضان بأيام من تصوير برنامج بعنوان "آخر شقاوة" وهو برنامج على غرار برنامجي "اديني عقلك"، شبيه له ولكن بمواضيع مختلفة، وأبطال البرنامج هم الفنانة هالة فاخر والفنانة عبير مكاوي والفنانة فتحي سعد ومجموعة أخرى من الفنانين الشباب، وفي البرنامج أربط السلوكيات بالكوميديا وهذا يتطلب مجهود كبير للغاية، ولكي تقدم كوميديا من خلال سلوكيات هذا أمر صعب جدا، ولكني أصريت على أن أقدم برنامج له قيمة، لا يقتصر فقط على الضحك ولكن أيضا أعالج مشاكل.
- ماذا لو تخبرنا عن بعض أفكار البرنامج؟
أفكار الحلقات منها مشاكل زوجية وعلى سبيل المثال زوج وزوجته يتشاجران في الشارع ويلتف المارة حولهما، ونتسائل في البرنامج لماذا يحدث هذا في الشارع ومن الصحيح أن لا تخرج المشاكل الزوجية خارج المنزل، ونعالج المشكلة بالمواقف الكوميدية وفي النهاية نصحح تلك الأخطاء.
وحلقة أخرى عن الإنسان المتردد في حياته، والتوتر الذي يحدثه المتردد في حياته وحياة الآخرين، ونساعده من خلال المواقف الكوميدية في التأني قبل اتخاذ القرار لأن التردد سلوك مرفوض، وكذلك مواقف تتعلق بالبحث عن العمل وكذلك معالجتها من خلال مواقف كوميدية، وموقف آخر يتعلق بشخص يريد دولارات ويسأل المارة في الشارع هل معهم دولارت، وما يتسبب به للآخرين، وننصحه بالتوجه إلى الصرافة أو البنك.
ومن ضمن الأفكار التي ضمتها، فتاة تريد الانتحار، تسير في الشارع وتلتقي شخص آخر وتطلب منه المساعدة وعندما يخرج لها المال ترفض وتخرج هي له السكين وتطلب من أن يقتلها، وكل هذا بالكوميدية لمعالجة تلك الظاهرة التي انتشرت مؤخرا بكثرة.
- إذن كيف جاءت الفكرة برنامج "آخر شقاوة" التي دفعتك إلى قرار تكرار التجربة؟
أنا صاحب الفكرة وكل رمضان أجهز لنفسي أفكار ودائما ما تأتي الأفكار من عند الله، أقوم بتأليف موضوع لعرضه في ربع ساعة وأكتبه، والبرنامج تأليفي وإخراجي. والأفكار في البرنامج لها مضمون نأتي به من الواقع لنخرج بمضمون ضاحك وهادف بدلا من أن تكون دراما صريحة، لتكون في البرنامج هادفة بنوع من الكوميدية في نفس الوقت.
- ما سبب تأجيل البرنامج وعدم عرضه في رمضان الحالي؟
كنت قد اتفقت مع منتج ولكن قبل شهرين قرر عدم الإنتاج بداعي أنه كان معه منتج شريك وتخلى عنه، ولكن قبل شهر رمضان بشهر تقريبا عرض علي منتج تقديم البرنامج، فقلت له تأخر الوقت، وقال لي إنه مستعد للمجازفة، فقلت له الوقت قد أزف وكل القنوات وضعت الخريطة الدرامية والبرامجية، فقال لي إن لم يعرض البرنامج هذا العام سننتظر إلى العام المقبل، وأصر على تصوير البرنامج وصورناه وأسميته آخر شقاوة، وبالفعل صورت ثلاث حلقات "بايلوت" وعرضنا البرنامج على بعض القنوات ونال إعجابهم وقالوا البرنامج جميل جدا ولكن الوقت أزف وقمنا بوضع الخريطة البرامجية، حتى وافقت إحدى القنوات العربية على شراء البرنامج ولكن لعرضه خارج شهر رمضان.
- حققت نجومية لم يحققها نجوم جيلك، كيف نجحت في ذلك وما سبب الغياب المفاجئ؟
أسباب الغياب عديدة، وبرنامج اديني عقلك كان "مكسر الدنيا" مثلما يعلم الجميع، حتى قامت ثورة 25 يناير، وحينها بدأت الأضواء تسحب من التليفزيون المصري وبدأت أطباق الدش تنتشر، واتجه الجمهور إلى القنوات الأخرى، من قبل كانت القنوات الأولى والثانية هما فقط ما يتابعهما الجمهور إلى أن بدأت القنوات الأخرى في البث، وبدأ حينها حاجة اسمها "رامز جلال" والتف الجمهور من حوله، وانصرف الجمهور من قنوات مصر، وبدأ التلفزيون المصري يضعف تدريجيا حتى انخفضت نسبة المشاهدة، وقررت هذا العام العمل خارجه.
- كثيرًا ما أثار رامز جلال الجدل ببرامج المقالب التي قدمها.. فما رأيك؟
أنا أعتبره برنامج أكشن وليس كاميرا خفية، كل الضيوف يعرفون بالمقلب، ويتم تلقين الضيوف بالحركات التي سيؤديها خلال الحلقة، والممثل يقوم بتمثيل كل ما يعرض في البرنامج، وهذا هو شغل الممثل، وهي أن تأتي به وتوجه لأداء حركات تمثيلية، فهل عادل إمام عندما يقوم بتمثيل شخصية حرامي، هل هو حرامي، لا، إنما يقوم بتمثيل ذلك، وهكذا ضيوف برنامج رامز جلال، الأخير يقول لهم سأقدم برنامج أكشن وأريد منك أن تصرخ وتضربني وتسبني، والممثل بدوره سيقدمها بشكل صحيح.
وأقول لرامز جلال أنت تقدم برنامج أكشن وهذا رزقك ورزق من معك وكذلك الممثل الذي ما يهمه هو الحصول على أموال لأن السينما تعاني الآن والممثل يكون في حاجة إلى أموال، وهي أرزاق في النهاية، ومنتجو البرنامج يصرفون ببذخ.
- وماذا عن برنامج الكاميرا الخفية "زكية زكريا" للفنان إبراهيم نصر؟
المنافس الوحيد لي كان إبراهيم نصر وبرنامجه زكية زكريا، وكنت أنا الذي يكسب في النهاية، والإمكانيات تمكنك من الخروج بعمل مميز وفي نفس الوقت تكون الإمكانيات مع شخص آخر لا يستطيع الاستفادة بها بل بالعكس. وكانت تتم محاربتي بشراسة من أجل برنامج زكية زكريا، ولا يريدونني أن أعمل ولكن بقدرة الله تمكنت من الاستمرار، وتسببوا لي في عدم العمل لمدة عامين، وكنت أقدم البرنامج بأقل إمكانيات، وإن تم توفير الإمكانيات سأقدم برنامج مميزا للغاية، وتحديت نفسي والآخرين، وتحديث المقولة التي تقول أعطني إمكانيات لتقديم عمل جيد.
وكانوا فقط يعطونني الكاميرا وأنزل إلى الشارع وأصور من الواقع، ولا يتم توفير ديكورات في شقق أو أماكن لأصور فيها مثلما كان يتم مع زكية زكريا، وعندما كنت أصور مثلا في شارع ما، كنت أقوم بتنظيفه بنفسي قبل التصوير ليظهر على الشاشة بشكل جيد، ومثلا كنت أريد أن أصور في محل موبيليا وكان يريد مبلغا ضخما، فقمت بالتصوير أمامه ليظهر في الخلفية وأنا في الشارع، وكنت أغزل برجل حصان، وكنت أتغاضى عن الكثير من العقبات لأنني أحب هذا العمل، وكنا في النهاية نكسبه، وبرنامجي ظل لعشر سنوات "مكسر مصر"، حتى عام 2010، وكل نجوم الكوميديا كانوا يشاهدون البرنامج ويأخذون منه مواقف كوميدية، مثل محمد هنيدي أخذ حلقة من برنامجي في فيلمه "يانا يا خالتي" وهو مشهد أكل الحمار وشارك في المشهد فتحي سعد، وكذلك "مقولة بيب بيب أنابيب" تم أخذها في فيلم "حاحا وتفاحة"، وتم تأليف أغنية عليها، والحمدلله أنا كنت نمرة واحد.
- يعرض حاليا أيضا برنامج كريزي تاكسي.. ما تقييمك لتلك التجربة؟
كل هذه البرامج تم سرقتها مني، وتقابلت مع مؤلف البرنامج وقال لي يا أستاذ علي أنا مستوحي الأفكار منك، وتابعت هذا العام حلقتين ولكن لم ينل إعجابي.
وكذلك الممثل محمد ثروت قدم العام الماضي برنامج مقالب اسمه "محدش فاهم حاجة" وكل أفكار حلقات البرنامج هي أفكاري، وفي النهاية تم تقديمها أيضا بشكل غير جيد.
- رأينا "اديني عقلك" في عمل واحد مع عادل إمام في فيلم التجربة الدنماركية.. ماذا عن تلك التجربة مع الزعيم وعن عشقك للسينما؟
نعم بالطبع، وكانت تجربة مميزة مع الزعيم عادل إمام، وبرنامجي في البداية كان يسمى "الحقونا" وأنا على علم بأن الجمهور في السينما كان يحب الكوميديا والأكشن ومشاهد الضرب، وفكرت أن أجمع في برنامجي بين الكوميديا والأكشن خاصة الضرب الكوميدي، مثلما يحدث في أفلام إسماعيل ياسين، ونفذت ذلك في البرنامج بالإضافة إلى اسم البرنامج الذي علق مع الجمهور وكذلك الموسيقى، ثم قمت بتغيير اسم البرنامج إلى "اديني عقلك"، وكان الجمهور والجيران يقولون لي عندما نسمع موسيقى البرنامج في أي مكان بعلم بأنه البرنامج ونقوم بتغيير القناة إليه.
- ما الموقف الصعب الذي تعرضتم له في برنامج "اديني عقلك" الذي لا يمكن أن تنساه؟
في أحد المواقف ذهبنا إلى كشك وبينما كانت المذيعة تجري حديثه مع صاحبه، دخل الفنان منير مكرم وطلب منه تغيير عملة إلى الدولار لأسافر إلى الخارج، ففزع صاحب الكشك وبدأ في البكاء، وقلت "ستوب" وقال لي إذا أذيعت الحلقة سيعتقدون أنني أقوم بتغيير دولارت، فقالت له لا تقلق الكل يعرف برنامج "اديني عقلك" هذا موقف أثر فيي.
وذات مرة كان هناك موقف ووقعت "خناقة" واشتباكات حقيقية، كما تعرف البعض يريد التدخل في أي اشتباكات خاصة في حال رأوا أحد الأطراف ضعيف، وكانت الحلقة حول فتاة ترتدي ملابس جيدة ولكن فاقدة للذاكرة وتبيع المناديل أمام "عربية فول"، بالاتفاق مع صاحب العربية، وتطلب الفتاة من الناس المساعدة وحينما رفضوا المساعدة قالت لهم أنا لست شحاذة ولكني فاقدة للذاكرة ولا أعرف من أنا، وتدخل الفنان فتحي سعد طالبا وجبة من العربية، وأخذ يجر في الفتاة ويقول إنها زوجته، خاصة عندما قال فتحي سعد للفتاة إنه من ألقى بها من الطابق الثاني وكذلك قام بتوصيل أسلاك الكهرباء إلى جسدها، بقوله: "فاكرة لما اتخانقنا عند أمك ورميتك من تاني دور واتكسرتي واتجبستي"، ليعلم الجميع أنه المسؤول عن فقدانها للذاكرة، كما قال لها: "طب فاكرة لما ربطتك في رجل الكرسي وحطيت سلك الكهرباء في جسمك"، والتف من حوله الجميع وانهالوا عليه بالضرب، وتدخلا سريعا لأن الاعتداء عليه سيعطل تصوير باقي حلقات البرنامج، وهناك الكثير من المواقف المؤثرة في البرنامج.
- بما أن حضرتك سينمائي.. فما رأيك في حال السينما الآن؟
الكوميديا مطلوبة وللأسف السينما بعافية وأتمنى عودتها مجددا، ولأنني رجل سينمائي أقول ليس لدينا سينما، السينما كانت هي في المرتبة التي تأتي بعد القطن مباشرة من حيث إدخال أموال للدولة، وكانت المصدر رقم اثنان في الصناعة، ومصر من العشر دول الأوائل في العالم وكنا رقم ونحن الرواد في المنطقة، والدول العربية عرفت مصر من خلال السينما، والسينما تروج للسياحة، أين السينما الآن؟ يجب أن يأتوا بمن يفهمون في تلك الصناعة.
وكذلك نتمنى عودة التليفزيون المصري والرقابة بالإضافة إلى عودة كبار الكتاب الذي لا يعملون الآن، يجب دعم الكتاب الجدد بالكتاب الكبار حتى تعتدل الموازين، ومن صنع كل هذه القنوات الخارجية هم المصريون، التليفزيون المصري هو الأول في المنطقة، وأنا أقولها الآن "التليفزيون المصري سيعود"، ولابد من الاهتمام بتلفزيون الدولة ويجب أن نقوم بإحيائه مرة أخرى لا أن نهدمه ونتركه، وهذا ما تسبب في عزوف الجمهور عن التلفزيون، وسيأتي اليوم الذي يعود فيه التليفزيون المصري هو تلفزيون الدولة وكل القنوات الأخرى ستتوقف.