بالفيديو.. التفاصيل الكاملة لإعلان مدينة الخارجة "صديقة البيئة"
واحة خضراء وسط الصحراء بالوادي الجديد حصلت على جائزة أفضل مدينة في مسابقة التميز الحكومي عام 2020، تقع جنوب غرب محافظة أسيوط وعلى بعد 232 كم وهي تشكل منخفضًا يبلغ 160 كم طول و80 كم عرض، ذات طبيعة زراعيه – صناعية، إنها واحة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد.
تابعت" بوابة روزاليوسف " إعلان "الخارجة مدينة خضراء صديقة للبيئة ورصدت أسباب ومقومات اختيار مدينة الخارجة أول مدينة مصرية صديقة للبيئة، وكذا كافة المبادرات والمشروعات التي شهدتها مدينة الخارجة مؤخرا.
الخارجة مدينة خضراء
مدينة الخارجة مدينة خضراء تتمتع بالهواء النقي خالية من أي نوع من ملوثات البيئة كما تتمتع بالشمس الساطعة والمساحات الخضراء التي تعتبر أعلى من المعدلات العالمية والتي يصل نصيب الفرد منها 1114م2 للفرد وتعتبر واحة الخارجة من قديم الأزل واحة خضراء حيث كانت يطلق عليها سلة غلال الرومان لما تتمتع به من زراعة مساحات شاسعة من محصول القمح الامر الذي جعلها تحوى كافة الحضارات "الفرعونية – اليونانية – الرومانية – القبطية – الإسلامية".
تتميز مدينة الخارجة بوجود عدد 743,149.00 نخلة مثمرة في حين أن عدد سكان المدينة 77,472.00 ألف نسمة ، وبالتالي فإن متوسط نصيب الفرد 9.59 نخلة لكل مواطن باجمالى مساحة المنزرعة 10,616.41فدان.
أكد اللواء محمد الزملّوط محافظ الوادي الجديد أن عمليات التنمية والمشروعات داخل المحافظة تقوم على الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعة وتبني مبادرات ترشيد استهلاك الموارد، حيث يؤدى ذلك إلى عدم وجود تلوث وانبعاثات في هذه المدينة
وقال "الدكتور ياسر محمود"رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجه بالمحافظه، إنه تم مضاعفة المساحات الخضراء للحدائق بالمدينة حيث تم انشاء "15" حديقة عامة موزعة على كافة احياء المدينة ، وقد روعى في إنشاء هذه الحدائق اشتراطات وزارة الإسكان والتعمير بكل حى من أحياء المدينة تستوعب أبناء الحى الواحد بالإضافة إلى عمل "7" ممشى موزع على مداخل المدينة الاربعة باجمالى طول 10 كيلو متر ومزود بمساحات خضراء واشجار ظل لتكون متنفس لأبناء المدينة بالإضافة إلى وجود ممشى خاص للدراجات بدءًا من مدخل المدينة الشمالى متجها إلى جامعة الوادى الجديد بطول 6.5 كم.
الطاقة الجديدة والمتجددة
وتابع الدكتور" ياسر محمود "حديثه، في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، قائلا، تم الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة الغير ملوثة للبيئة.
- فتم إنارة بعض المصالح الحكومية وبعض دور العبادة باستخدام الطاقة الشمسية.
- استبدال كشافات الأعمدة من كشافات صوديوم ذات استهلاك الطاقة المرتفعة إلى كشافات ليد الموفرة للطاقة والتي وفرت ما يقرب من 75% من الاستهلاك للكهرباء مع عدم التأثير على شدة الإضاءة.
- استبدال تشغيل بعض آبار الري بالطاقة الشمسية بدلًا من الكهرباء والسولار الملوث للبيئة.
- استحداث تغذية مدينة الخارجة بالغاز الطبيعي "منازل
_ وحدات خدمية" كأول مدينة ذات طبيعة صحراوية تقدم هذه الخدمة للمواطنين.
- تحويل بعض السيارات من التشغيل بالوقود التقليدي "بنزين وسولار" إلى العمل بالغاز الطبيعي.
- إدخال استخدام سيارات صديقة للبيئة تدار بالطاقة الكهربائية.
- أنشاء مصنع تدوير المخلفات البلدية لفرز وتجنيب المخلفات القابلة للتدوير "معدنية – ورقية – بلاستيك" وتحويل المخلفات العضوية إلى سماد عضوي لتسميد الأرض الزراعية ونقل المرفوضات إلى المقلب العمومي لمدينة الخارجة والذي يبعد عن اقرب كتلة سكنية مسافة 10 كم.
- تنفيذ مدفن صحي لمرفوضات المخلفات على مساحة 30 فدان ويبعد عن اقرب كتلة سكنية 25 كم أنشاء مصنع تدوير المخلفات الزراعية والاستفادة من مخلفات النخيل في إنتاج السماد العضوي وكذا الفحم الحيوي طبقًا للمواصفات البيئة.
كما تم الاستفادة من وجود محطة معالجة مياه الصرف الصحي واستغلالها في ري غابة الأشجار الخشبية بمدينة الخارجة.
- التخلص من مياه الصرف الزراعي واستغلالها في ري الأشجار الزيتية التي تتحمل ملوحة مياه الصرف الزراعي - استخدام وسائل الري الحديث للحد من تكوين البرك ومنع ملوحة وتطبيل التربة - نظرا لما تتمتع به المحافظة من مساحات خضراء والتي تبلغ نصيب الفرد منها 1114 م2 وهو ما يتجاوز المعدل العالمي والقومي بالإضافة إلى عدم وجود مصانع ومنشآت ملوثة للبيئة حيث أن جميع المنشآت الصناعية غير ملوثة للبيئة ونخضع للرقابة الدقيقة من الإدارات البيئية المعنية بالمدينة
مقومات سياحية
من أهم المقومات أيضا لإعلان مدينة الخارجة أول مدينه صديقه للبيئة المقومات الإرشادية لا استهلاك المياه والمقومات السياحية والأثرية بالمحافظة، حيث قالت "المهندسة مها حسام الدين" مدير عام جهاز شؤون البيئة بالمحافظة
- وتم تفعيل مبادرة "نقطة مياه = حياه" لترشيد استهلاك المياه وتم تركيب عدد 1185 قطعة موفرة للمياه في المصالح الحكومية ودور العبادة وبعض الأحياء السكنية وجارى تركيب عدد 2000 قطعة موفرة مياه أخرى
- ومبادرة "زراعة الكثبان الرملية" لوقف زحف الرمال المتحركة ومحاربة التصحر. تعتبر مدينة الخارجة نموذجا مثاليا للسياحة البيئية حيث تتمتع بمقومات طبيعية خلابة مثل الكثبان الرملية والهدوء والاسترخاء بالإضافة إلى الفنادق والمنشآت السياحية المبنية بمواد بناء مميزة، كما تتبنى المدينة مشروع الأسر المنتجة لزراعة الأسطح. تقع مدينة الخارجة على بعد 232كم جنوب غرب أسيوط وهي عاصمة محافظة الوادي الجديد وكانت تعرف قديما بالواحة العظمي حيث كانت تشغل منخفضًا كبيرًا في الصحراء وتتميز المدينة بالعديد من المقومات السياحية والأثرية.
و تضم مدينة الخارجة عددا من المواقع الأثرية من مختلف العصور منها ستة مواقع مفتوحة للزيارة ومتحف وهي: -معبد هيبس: شيد من الحجر الرملي ويعتقد أنه أسس في عهد الملكين بسماتيك الثاني وواح إيب رع "إبريس" واستكمل البناء والنقوش الملكين داريوس الأول وأخوريس. كرس المعبد لعبادة الثالوث الطيبي "آمون وموت وخونسو " والثالوث العام " أوزير وحورس وإيزيس "، ويتكون المعبد من مرسى، بوابه رومانية، طريق الكباش، بوابة بطلمية، بوابة فارسية، البرتيكو، صالة الأعمدة، الصالة المستعرضة، صالة قدس الأقداس، قدس الأقداس، والماميزى. تم افتتاح المعبد في عام 2015 بعد الإنتهاء من مشروع ترميمه.
- معبد الناضورة: يقع على بعد 3كم شمال الخارجة، على ربوة عالية ترتفع حوالي75م عن سطح الأرض، وجاءت تسمية بالناضورة حيث كان يستخدم كنقطة مراقبة للقوافل المارة في العصور القديمة على درب الأربعين.
كرس المعبد لعبادة المعبود خونسو، وتم بناؤه في عهد الأباطرة هادريان وانتنيوس بيوس من العصر الرومانى، وهو يتكون من مبنى من الحجر الرملي تحيط به أسوار من الطوب اللبن.
- معبد الغويطة: عبارة عن مبنى من الحجر الرملي تحيط به أسوار من الطوب اللبن، كرس لعبادة الثالوث المقدس آمون وموت وخونسو ويتكون من ثلاث صالات تنتهي بمقصورة قدس الأقداس والتي ترجع للأسرة 27. أما باقي أجزاء المعبد فترجع إلى العصر البطلمي.
ـ معبد قصر الزيان: تم بنائه عام 138 م في العام الثالث من حكم الإمبراطور الروماني "أنتنيوس بيوس" لعبادة المعبود "آمون هبت" سيد مدينة الخارجة في العصور المصرية القديمة.
- معبد دوش: عبارة عن مبني من الحجر الرملي يحيط به سور من الطوب اللبن وقلعة كانت مشيدة من أربعة طوابق. شيد في عهد الأباطرة الرومان: دوميتان وتراجان وهادريان، وكرس لعبادة الثالوث المقدس "سرابيس وإيزيس وحربوقراط". -جبانة البجوات: ترجع لما بين القرنين 2 م و7 م، وتقع على بعد 6كم شمال مدينة الخارجة، وقد أطلق عليها اسم "البجوات" بسبب الطراز المعماري المتبع في تغطية معظم مبانيها بقباب ونظرا لنطق كلمة "القبوات" بلهجة أهل الواحات فكانت تنطق بكلمة البجوات وهو المسمى الحالي لهذه المنطقة. كانت البجوات هي الجبانة الرئيسية في الخارجة خلال العصور المصرية القديمة واستمرت حتى العصر القبطي. تتكون جبانة البجوات من 263 مزار ذات طرز معمارية مختلفة ومميزة تظهر مهارة الفنان المصري في تصوير مجموعة من الموضوعات من الكتاب المقدس على أسقفها بطريقة الفريسكو.
متحف الوادي الجديد:
تم بناءه على مساحة 3150 م2، ويتكون من مبنى من ثلاث طوابق، يضم 4087 قطعة أثرية ما بين معروض ومخزن يرجع تاريخها من بداية عصر ما قبل التاريخ حتى عصر أسرة محمد علي.
التنسيق الحضارى لمدينة الخارجة
في سياق متصل، أكدت "دارين حسين عبد الحفيظ" مدير العلاقات العامة بالوحدة المحلية وعضو فريق العمل المكلف بإعداد ملف المدينه الخضراء، إنه تم الانتهاء من تجديد طلاء واجهات العمارات والمنازل بما يتناسب مع الهوية البصرية وبما يتماشى مع البيئة الطبيعية للمدينة.
- وتم انشاء لاند سكيب "برجولات – ارصفة – بلدورات - مساحات خضراء" بين العمارات السكنية - وقامت الوحده تطوير ورفع كفاءة اسواق مدينة الخارجة وعمل باكيات حضارية "سوق الخميس القديم – سوق البلد القديمة – سوق المروة" وانشاء سوق التمور "بورصة التمور" كاسواق حضارية جديدة التي تعمل على توفير فرص عمل للشباب - وتم انشاء موقف للاقاليم في شرق المدينة خارج الكتلة السكنية "موقف السبط الشرقى" للحد من تلوث الناتج من عوادم السيارات والتخفيف من التكدس المرورى داخل المدينة، تم تطوير موقف للقرى داخل المدينة لتتواكب مع المظهر الحضارى للمدينة - كما تم انشاء قرى بشائر الخير النموذجية ياجمالى "200 منزل" شمال مدينة الخارجة على الطراز المعمارى البيئى الحضارى وتخصيص ارض زراعية بمساحة 5 فدان + منزل مجهز بالاثاث للسكن الفورى للمستفيدين من من البطالة وتوطين الشباب.
المبادرات البيئية
ضمن فريق العمل على ذات الملف حدثنا "محمد حسام الدين" مدير المركز التوكنوجي لخدمة المواطنين أن من بين المبادرات أيضا - مبادرة لنشر الوعى بين المواطنين لزراعة التوت "مبادرة إنتاج الحرير" والاستفادة منها في الحفاظ على البيئة الهوائية وزيادة المسطحات الخضراء - ومبادرة "ازرع نخلة" للحفاظ على المحصول الرئيسيى والاستراتيجى للمدينة والصناعات القائمة عليها - ومبادرة "الصوب الزراعية" لزراعة نباتات خالية من الأسمدة الكيماوية - ومبادرة "اتحضر للاخضر" في نشر الوعى البيئي بين التلاميذ بالمدارس. - ومبادرة "ازرع شجرة" لزيادة المسطح الأخضر داخل المدينة.
– ومبادرة "شجرة تساوى حياه" للتوعية وغرس أهمية الأشجار في الأجيال القادمة لزيادة رقعة المساحات الخضراء والحفاظ عليه.
وزيرة البيئة ومحافظ الوادي الجديد يعلنان مدينة الخارجة أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ
كان نتاجًا طبيعيًا لما رصدته "روزاليوسف"، أن تعلن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة واللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد مدينة الخارجة أول مدينة صديقة للبيئة والمناخ، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمى للبيئة 2022، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "لا نملك سوى أرض واحدة"، وذلك خلال جولة وزيرة البيئة التفقدية لعدد من المشروعات التنموية بمحافظة الوادي الجديد بحضور ممثلى مجلس النواب والشيوخ والأزهر الشريف والكنيسة وقيادات الوزارة والمحافظة والإعلاميين. أكدت وزيرة البيئة أن هذا اليوم يشهد مرحلة من التاريخ مختلفة من الجمهورية الجديدة هدف القيادة السياسية فيها البيئة والمناخ حيث تمر هذه المرحلة بوتيرة سريعة من التنمية، في ظل جانب آخر يمر فيه العالم بأزمات اقتصادية وتراجع في الطاقات الجديدة والمتجددة والعودة لاستخدام الوقود الأحفوري وهو ضد التعهدات ومصلحة كوكب الأرض.
ولكن الإرادة السياسية مستمرة في إدارة الملف البيئي بشكل جيد، مشيرة إلى إطلاق حوار وطني للمناخ منذ عدة شهور والذي ضم كافة مختلف الفئات والمحافظات بالجمهورية، مؤكدة على خصوصية هذه المحافظة عن باقي محافظات الجمهورية، حيث نعلنها اليوم أول مدينة في جمهورية مصر العربية صديقة للبيئة والمناخ.
عوامل اختيار واحة الخارجة مدينة صديقة للبيئة
أوضحت "وزيرة البيئة" العوامل التي على أساسها تم اختيار مدينة الخارجة مدينة خضراء وصديقة للبيئة، حيث تم إيفاد لجنة من وزارة البيئة للوقوف على الحالة البيئية للمدينة ودراسة مقومات إعلانها كأول مدينة صديقة للبيئة في مصر، وتم دراسة البيانات التي أعدتها المحافظة وتنفيذ زيارات ميدانية لمختلف المواقع للتأكد من عدم وجود أي مصادر للتلوث أو ممارسات خاطئة ذات تأثير على البيئة. وتابعت الوزيرة أن عملية التقييم التي تمت لإعلان مدينة الخارجة صديقة للبيئة والمناخ تم مراعاة بها الاحتياجات الأساسية للإنسان من استخدامات مياه الشرب والصرف الصحي والطاقة وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، مشيرة أن طبيعة المكان واستخدام المواد الطبيعية في عمليات البناء ساهمت في عدم وجود تلوث بالمدينة، إضافة إلى أن عمليات التنمية والمشروعات داخل المحافظة تقوم على الحفاظ على البيئة، مضيفة أن تغير الفكر والممارسات أساسها هو الحفاظ على الموارد الطبيعة حيث يؤدى ذلك إلى عدم وجود تلوث وانبعاثات في هذه المدينة.
وأكدت الوزيرة أن الدراسة والزيارات الميدانية بينت أن هناك مجموعة من العوامل والمميزات التي أهلت المدينة لإعلانها كمدينة صديقة للبيئة والمناخ منها عدم وجود أيه مصادر للتلوث الصناعي لعدم وجود مصانع سوى تعليب التمر، وارتفاع متوسط نصيب الفرد من المساحات الخضراء 9.5 نخله/ فرد، ومن المحاصيل الحقلية 520 م2 / فرد، ومن الأشجار المنتجة 18 م2 / فرد، كما يبلغ نصيب الفرد في الأرض 500 م2 / فرد، وتعتمد المدينة على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة "الطاقة الشمسية - الغاز الطبيعي" والموفرة للطاقة في الجهات الحكومية وإنارة الشوارع ودور العبادة وفي استخراج المياه من آبار الري والمنازل، كما لا تتعدى نسب الضوضاء في المدينة على مدار اليوم الحدود المسموح بها في اللائحة التنفيذية لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994.
وتابعت وزيرة البيئة بأن مدينة الخارجة تحتوى على كافة خدمات الصرف الصحي ومعالجته، كما أن هناك تشجيع للأنشطة الزراعية المستدامة والمنتجات البيئية مثل عيش الغراب والحرير، وهناك أيضًا توجه للتخلص من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، كما يوجد محطات لرصد نوعية الهواء تابعة لمديرية الشؤون الصحية ومعامل حديثة لمراقبة نوعية المياه تابعة لوزارة الموارد المائية والري وأجهزة رصد الضوضاء تابعة لإدارة شؤون البيئة بالمحافظة تتوافق نتائجهم مع الحدود المسموح بها والمذكورة في القوانين والتشريعات البيئية.
د. ياسمين فؤاد: مدينة الخارجة قصة نجاح يمكن عرضها خلال مؤتمر المناخ COP27
وأشارت فؤاد أن محافظة الوادي الجديد تعد نموذج مثالي للسياحة البيئية وبها مقومات ذلك من حيث الفنادق والمنشآت، البنية التحتية، نوعية البيئة والموارد الطبيعية المميزة، كما يوجد حارات ومساحات متخصصة للدراجات الهوائية، بالإضافة لتشجيع وسائل النقل الجماعي، وتعد مدينة الخارجة قصة نجاح يمكن عرضها خلال مؤتمر المناخ القادم COP27، آملة تكرار هذه التجربة في مدن ومحافظات أخرى لجمهورية مصر العربية. وأعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بإعلان مدينة الخارجة أول مدينة مصرية صديقة للبيئة والمناخ سواء في الممارسات أو المشروعات التنموية التي تقام عليها وطبيعة المكان والذي أدى إلى عدم وجود أي نوع من أنواع التلوث والانبعاثات، موجهة الشكر للقائمين على عمليات التقييم وفرع جهاز شؤون البيئة بالمحافظة.
وزيرة البيئة تسلم جوائز الفائزين في مسابقة "صحتنا من صحة كوكبنا"
من ناحية أخري قامت وزيرة البيئة بتسليم جوائز للفائزين في مسابقة "صحتنا من صحة كوكبنا" من محافظة الوادي الجديد للمراحل الثانية والثالثة والرابعة والخامسة حيث تمثلت جوائز المسابقة في دراجات هوائية تم توزيعها على الفائزين، ويأتى ذلك في إطار استعداد مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف الـ27 للتغيرات المناخية، والحث على استخدام وسائل النقل المستدام وتخفيف انبعاثات الكربون، حيث تقوم الوزارة بتنفيذ المسابقة بالتعاون مع شركة سانوفى مصر المتخصصة في مجال صناعة الأدوية للمساهمة في البرامج والمبادرات التوعوية التي أطلقتها وزارة البيئة والمشاركة في المبادرة الرئاسية "إتحضر للأخضر" والتي تهدف إلى رفع الوعي البيئي لدى كافة فئات المجتمع وتنفيذ أنشطة توعوية لحماية البيئة والحفاظ عليها٠
وأعرب "اللواء محمد الزملوط" محافظ الوادي الجديد عن شكره وتقديره لجهود وزارة البيئة وتواصلها الدائم التي تُوجت بإعلان مدينة الخارجة مدينة خضراء استعدادًا لمشاركتها في مؤتمر المناخ، واستعرض مقومات النجاح، ونماذج للمجمعات السكنية صديقة البيئة التي يأمل تنفيذها بالتعاون مع المستثمرين، مؤكدًا أهمية الحفاظ على ما تم تحقيقه.
آراء ضيوف المدينة الخضراء
أشاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية "د. نظير عيّاد" بالجهود التي تقوم بها محافظة الوادي الجديد، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا مهمًا ينبغي الاقتداء به للوصول إلى بيئة نظيفة وخالية من التلوث، كما أنها تحقق استراتيجية الدولة المصرية ورؤيتها في الوصول إلى بيئة خضراء تضمن للمواطن عيشة آمنة وراقية بعيدًا عن كل ما يؤثر على صحة الإنسان، جاء ذلك خلال زيارته للوادي الجديد لإعلان مدينة الخارجة مدينة خضراء صديقة للبيئة والمناخ.
أوضح "الأمين العام" أننا إذا كنا جميعًا نعاني من التغيرات المناخية نتيجة الاستخدام الخاطئ للموارد الطبيعية، فإن الإسلام وشريعته السمحاء التي تدعونا إلى إعمار الكون، حذرنا في نصوصه أشد التحذير من الإفساد في الأرض، كما نهى أشد النهي عن الممارسات التي من شأنها الإضرار بالبيئة وبمن فيها سواء إنسان أو حيوان، مبينًا أن الأزهر قد اتخذ الكثير من الاحتياطات والتحذيرات لمواجهة أزمة تغير المناخ، فعقد لقاءات جماهيرية وندوات ومؤتمرات مهمة آخرها مؤتمر جامعة الأزهر والذي جاء تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمواجهة تحديات ومخاطر أزمة تغير المناخ.
من جانبه أشار" د. سلامة داود" رئيس قطاع المعاهد الأزهرية إلى ضرورة التوعية بمخاطر التلوث على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله، وذلك من خلال بيان تعاليم الإسلام وأخلاقياته في هذا الشأن وكيف اعتبر الإسلام أن النظافة جزء من الإيمان، وأن المؤمن لابد وأن تظهر أخلاقيات الإسلام في شخصيته وسلوكه.
وبيّن داود أن هذه المشاركات تعكس اهتمام الأزهر الشريف وقطاعاته الدعوية بمثل هذه القضايا المهمة، والتي تحتاج إلى توعية وجهود نوعية من مختلف المؤسسات سواء الدينية أو الثقافية أو التعليمية، خاصةً إذا كانت هذه القضايا ترتبط بحياة الإنسان عمومًا، فحماية هذا البنيان واجب شرعي ومجتمعي لابد للجميع أن يشارك في حمايته والحفاظ عليه من كل خطر يمكن أن ينال منه.
خاتمه للحفاظ على البيئة
وفي الختام، لا بُدّ من الالتزام بالمحافظة على البيئة؛ لأن الحفاظ عليها من التلوث هو صمام الأمان بالنسبة لجميع عناصرها وخاصةً الحية منها، فالحفاظ على البيئة ينبغي أن يكون نهجًا دائمًا للجميع، وأن يكون أمرًا حتميًا لا مفرّ منه مهما كانت الظروف، خاصةً أنّ بعض الملوثات يستمر تأثيرها الضار على البيئة عشرات السنين. يجب تفعيل القوانين الرادعة التي تمنع تلويث البيئة، وإلزام الأشخاص والمؤسسات والمصانع باتباع جميع الطرق التي تحافظ على البيئة نظيفة وآمنة وخالية من أيّة ملوثات، وعدم المساس بعناصرها، أو تغيير خصائصها كي لا تتأثر جودة الحياة على الأرض.
ولا بُدّ من التأكيد على أهمية البيئة النظيفة، وكيف أنّها السرّ في جمال الأرض والطبيعة، والسبب في الحفاظ على الكائنات الحية من حيوانات ونباتات لمنع انقراضها أو التأثير على بيئاتها الحيوية؛ لهذا من الأفضل أن تكون البيئة نظيفة؛ لأنّها تُعطي طاقة إيجابية للإنسان، فيشعر بأنّ الطبيعة أكثر هدوءًا وجمالًا ووداعة. إنّ البيئة النظيفة سببٌ في الحصول على ثمار ونباتات ومحاصيل نظيفة لا تحمل أيّة ملوثات، وسببٌ في الحفاظ على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وسببٌ في الحفاظ على جودة عناصر البيئة المختلفة من ماء وهواء وتربة، خاصةً أنّ البيئة النظيفة تُعطي انطباعًا بالرقي والنظافة لدى الآخرين. خاتمة عن وجوب حماية البيئة على الجميع في الختام، لا بُدّ من معرفة أنّ حماية البيئة واجبٌ على الجميع من أفراد ومؤسسات ومجتمعات وحكومات، ويبدأ الحفاظ عليها بالتزام كل فرد بالتعليمات الخاصة بالحفاظ على البيئة، وعدم السماح برمي أيّة ملوثات فيه أو المساس بعناصرها. أما دور المؤسسات الحكومية والخاصة فيتمثل بتقديم الدعم المادي للمشاريع التي تُسهم في تقليل التلوث البيئي، والتشجيع على استخدام الطاقة البديلة التي لا تُسبب أيّ تلوث، فهذا كلّه يُسهم في حفظ حق الأجيال القادمة في الحصول على بيئة نظيفة وعناصر ذات جودة عالية، أمّا الحكومات فواجبها تفعيل الرقابة على الجميع لضمان عدم رمي أيّة ملوثات في البيئة، ووضع القوانين الخاصة بذلك.
ولا بُدّ من إدراك حقيقة ثابتة؛ وهي أنّ البيئة صديقة الإنسان؛ لأنّه ينتمي إليها بصفته جزءًا من عناصرها، كما أنّ الإنسان يُؤثر في البيئة ويتأثر بها؛ ولهذا عليه أن يكون منتميًا لها وصديقًا لجميع عناصرها، ويُمكن فعل ذلك بالإكثار من زراعة الأشجار والنباتات، والتقليل من الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري واستخدام الطاقة البديلة، مثل: الطاقة الشمسية وطاقة الماء وطاقة الرياح.
يُمكن كذلك عدم استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية بشكلٍ مجحف، وتقنين انبعاث الدخان من المصانع ووسائل النقل للحفاظ على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون، والكثير من الطرق التي تجعل الإنسان صديقًا حقيقيًا للبيئة.



