د. إيمان ضاهر تكتب: بالكتب لا بالدواء.. القراءة شفاء
قرائي الأعزاء.. أطفالًا، وشبابًا، وشيوخًا، القراءة شفاء، تداوي جراح الروح، فهي باب سحري لتدفق الخيال، لاكتشاف أنفسنا وكوكبنا ساعة من القراءة، أليست علاجًا وحيدًا ضد اشمئزاز الحياة؟
تلك المغامرة الكبرى في محيطات الكتب وعالم الكلمات، أليست مأوى للأرواح العظيمة ما يعبر عنه أبو الخطابة "شيشرون": "غرفة بدون كتب كجسد بلا روح"
قرائي الأحباء، تعالوا نسافر مع الكتب
برفقة الكتاب نصل إلى فتح كل باب في الدنيا
اقرأ لتعيش بضوء كامل ومتكامل
القراءة إرث إنساني، بها تكبر الروح وهي الصديق المستنير.
اقرأ وتجرأ، تحتاج الكتب لتظل تظلل مكتبة الإنسانية، والأدب هو برهان قاطع أن الحياة بحد ذاتها لا تكفينا.
في القراءة تسمع العيون وتنبهر الشفاه بالكلمات، بينما اليد تقلب الصفحات بثقة ودقة، تنشد السعادة الكامنة في حب الكتاب، معرفة القصص الجميلة، والقوافي العاشقة لإيقاع الخيال
وقت القراءة، كوقت الحب، ألا يوسع من وقت الحياة؟
أليس وقت القراءة نسمة هواء نقية، للروح والعقل، نبع من الاسترخاء والضحك، البكاء والحلم، أساس التفكير، مذاق مثير علينا تجرعه دون توقف.
صدقوني، اسألوا من عاش التجربة، تولد من القراءة الحكمة، وتصقل المعرفة، وتحدد الهوية، القراءة وقود الإبداع.
أليست فاتحة الشهية ومفتاح التقدم لكل إنسان قارئ؟
أليست عالمًا من العجائب والمهارات المدركة، بعد تحصيل وخبرة في فقه الكتاب؟
إنها رؤية الكنوز السرية للتنمية البشرية المستدامة في عصر التكنولوجيا الرقمية، وقد حولناها باستخدامها السلبي والسريع إلى حاجز أمام الكتاب، بينما هي رمز لطيف ليقين تطور البشر وازدهاره.
لكن الكتاب في كل حين وأوان يذكرنا بخلوده، الكتاب المتعاطف، الصديق للإنسان، صديق الوحدة في هذا الزمن الضائع المضلل لمكتبة الإنسانية وميراثها منذ فجر ولادته في البشرية، لم يعد الناس يقرأون، وهي أكثر من مصيبة بشرية.
العلاج الحقيقي لآلامنا ومشاكلنا ومصائبنا والعنف الحالي في المجتمع هو العودة لحضن القراءة، كنزنا الوحيد لمكافحة أم الشر ومحو الجهل.
أليست القراءة سفرًا وأحلامًا وترحالًا في كل بقاع الدنيا؟
أليست اكتشافًا لسبل الحضارات، والاضطلاع على اللغات ومبادئ المجتمعات، مما يُضاعف امتحاننا في فهم قوة الحياة في داخلنا.
من هنا دور المكتبات، لشراء الكتب وقراءتها أو استعارتها، ودور المدرسة الرئيسي في إعادة مهارات القراءة إلى عهدها لواقع الحياة.
اقرأ، قارئي العزيز، في مصر "أم الدنيا" ولادة ومهد عظماء الكتاب وكنوز الشعراء، أرض القراء في كل زمان والباحثين والعلماء عن أسرار البقاء
قارئي العزيز، في أي مكان، اقرأ واترك كتابا في كل ركن تسكنه وتحبه، لأن عاجلًا أم آجلًا فإن البشر الذين يقرأون، يفكرون، يكتبون رأيهم، فيحكمون، والرأي كما نعلم يحكم العالم.
أليست القراءة محاربة العنف ودحض الظلام والطغيان وتدمير أفكار الإرهاب؟
ولا يمكنني تعداد ميزات القراءة لجسدنا، وحاجته اليومية الملحة حتى تهبط درجات التوتر في العضلات، ودقات القلب السريعة، أما عن تعداد ميزات القراءة للطفل وأن يكون دومًا كتابًا مفتوحًا ليس بعيدًا عنه، فإنني سأحتاج لمقالة أخرى أخصصها للأطفال وتربيتهم السليمة والسعيدة بالقراءة والاطلاع، حتى يستمتع الطفل في عالم خياله الخصب والمبتكر، فيتعلم وينجز ويفكر ويحلم، فخيال الطفل ينبوع اختراع مميز، يعيش بفعل "اقرأ" بعالم سحري من كنوز المعرفة الهائلة، طقوس من السعادة لطفلنا تسكن في ذاكرته ولا ينساها أبدًا، تصحبها فوائد صحية وعقلية ونفسية، وعاطفية أيضًا وتتجسد بأن نقرأ له كل ليلة قصة قبل النوم.
عزيزي القارئ، ماذا عن الدماغ والذاكرة، الدماغ وتحفيزه حتى لا يفقد طاقته على العمل، وصحته تكمن في جعله مستيقظًا، نشيطًا، كيف؟ عن طريق دوائه السيادي وشفائه، يبقى موعد الخلايا الدماغية العصبية مع القراءة.
تمارين يومية تبقيه في حالة عمل مستدامة من العمق الفعال بالغذاء الفكري، والاتصال مع باقي أعضاء الجسم لبناء الإنسان، فعل القراءة للدماغ يعتبر استمرار تقدم الدماغ والمحافظة دومًا على تدريبه بتمارين القراءة، فهي علاج يوصي الأطباء به لمرضاهم، فهي دواء متميز لا بديل عنه في الطب البديل على الأمد الطويل.
وأخيرًا، القراءة إنتاجها الفكر والعلم وطريقها الحكمة في كل الأديان السماوية. وأول تكليف قبل أي تكليف، أول آية نزلت على رسول الله عليه الصلاة والسلام "الرسول المُعلم": اقرأ باسم ربك الذي خلق".
اقرأ مفتاح رسالة الإسلام ودستورها في الحياة، وكل حياة بشرية ولكل أهل الأرض.
"اقرأ"، لبناء هدف ديني سماوي، هو العلم والتفكر، لمحو الأمية والخوف من الضلال.
إن سورة القلم، علم وهداية للبشر، لحثهم على القراءة والعلم حتى آخر الدنيا.



