عاجل
الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
انا الراعي

انا الراعي

بقلم : وفاء بوكيل
ابتعد عن الكتابة احيانا عندما تجفّ منابعي و تدور بي الاحداث و اجد نفسي منهكة ..لا اقدر على الكلام ..و لا على الغناء ايضا ..مسكين  هو من يعتنق الكتابة ليحيا ..ليهتدي مع الناس الى سبيل النور و الحقّ وسط جوقة الحرب الممنهجة على الاسلام و اعتناق تلك الفصيلة من اشباه البشر اللذين ارفض ذكر اسم'' دولتهم '' تحت راية الاسلام البراء من الدم و الشرّ و الذبح و التنكيل ..
 
خطاب الغرب اليوم التصاعدي بعد هجمات باريس وسط عويل الجاليات المسلمة المرتعبة من رد فعل الحكومة الفرنسية تجعل  رائحة الانتقام رائجة في كلّ انحاء اوروبا ..انا ككلّ العربيات المتفتّحات على حوض البحر المتوسط الذي لطّخ بالدم و الهمّ ..اعشق باريس و نكبت كتونسية عربية في ابناء وطني الكبير من تونسيين و مصريين و عرب  من كانوا ضحايا هجمات ارهابيّة استنزفتني معنويّا و نفسيّا و بتّ اتاسف على زمن اغبر عشت به ارداني اخاف من طلعة كلّ صباح على شرفتي مخافة عمليّة دموية جديدة في انحاء هذه الارض ..
تزامنت الهجمات مع تنكيل مجموعة ارهابية بمبروك السلطاني شاب الستة عشر سنة ..راعي الاغنام في جبال سيدي بوزيد معقل الثورة و الرجال في تونس  ..الذي ابى ان يسلّمهم شاة لياكلوها و لم يرضى مساعدتهم لانهم غيلان الجبل ..فذبحوه و ارسلوا براسه الى والدته ..تنوح تونس على وقع جوقة الحزن و الخطر المحدق بكل راس ..
 
ليس من شكّ ان كلّ قطر عربي مؤهل لاخطار ارهابية في هذه الظروف  لكننا في معركة مصيرية تتطلب اول الشروط ..الامل و رفض اشارات الخوف و الترهيب التي يبثّها العدو ..الذي يتمركز في كل الزوايا متربّصا بنا و بالحياة ..
 
انها محنة ضرورية متلازمة بنا هذه الفترة ..يجب على كلّ مواطن عربي سويّ..متوازن ..حكيم ..مهما كانت ديانته او لونه او جنسيته ان يكون واعيا بعبوره مرحلة القصر الى الرشد بحسّه  القيمي و الذهني و النفسيّ الثابت ..
 
انشروا الامل و الالوان ..فالمعضلة اليوم هي اعتبار الابداع '' اكسترا '' فاخر و غير ضروريّ في الشعوب ..ان الفنون و الرياضات ..و تلوينات الحياة المختلفة  دافعة للنجاة ..فنحن كلنا مشروع ربابنة  سفن  حديديّة ستتصدّى لهم  الى حين يقضى على السواد في كلّ مكان هبّت فيه رياح النار و الصبر ...معالجة الخطابات الدينية معالجة تربوية نفسية اجتماعية و اقتصادية ايضا ... و التضامن مطلوب لكن علينا الاجماع انّ الحرب الضروس ..فعليّا لم تبدا بعد ...
 
على هامش جروحي ..كلّ شهداء الاوطان في قلبي..كالوشم ..كالحبّ الاولّ..كروائح وطن زرع في صدري و راس مبروك السلطاني لم يقطعوه لانّه شامخ كراس رجاء مازال صالحا ..كحدبة جبل في وناسة او هضبة مصريّة صامدة



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز