

د. طه جزاع
العالم بحاجة لرئيس مجنون !
بقلم : د. طه جزاع
في خطابه قبل يومين هاجم مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية الملياردير دونالد ترامب غريمته هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي وحملها مسؤولية صعود مايسمى بتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) ومسؤولية نشر الفوضى في العراق وليبيا وسوريا ومصر، قائلا : هذا هو ارث هيلاري كلنتون .. موت ودمار وضعف وارهاب ! ويتذكر المتابعون لسباق الرئاسة الأميركية النصيحة التي وجهتها كلنتون الى ترامب بداية الشهر الماضي بالخضوع لعلاج لدى أطباء النفس لان وصوله الى سدة الرئاسة الأميركية (سيكون خطأ تاريخيا) موضحة في خطابها بمدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا قبل أربعة أيام من اخر يوم (ثلاثاء كبير) في الانتخابات الاميركية والذي صادف يوم السابع من حزيران المنصرم ، ان ترامب غير مؤهل لتولي الرئاسة ، لانه يفتقد الاستقرار الذهني والنفسي لقيادة أميركا وتسلم الأرقام السرية الخاصة باستخدام السلاح النووي!
وهذا يعني – بحسب خطاب كلينتون - ان مريضا نفسيا في طريقه للبيت الأبيض بنجاح وتاييد وحماسة من قبل الناخبين الذين وجدوا ان برنامج مرشحهم الانتخابي هو الذي سيجلب لهم الرفاهية والنمو والاستقرار الاقتصادي حتى وان كان فوزه سيضر حلفاء اميركا ويطلق احتفالات في الكرملين كما ترى السيدة هيلاري كلينتون الحريصة جدا على انهاء الحرب (الأهلية) في سوريا ، وانهاء الانقسام (المذهبي) في العراق ، و(عدم التفاوض على أمن اسرائيل التي من مسؤوليتنا الأخلاقية الدفاع عنها)!
ولو تصفحنا بعض صفحات تاريخ الرؤساء الاميركيين ، لوجدنا انه ليس من المستغرب ان يكون الرئيس الاميركي مريض نفسيا أو عقليا أو حتى مدمنا ، فالرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الاميركية ابراهام لنكولن كان من أنجح رؤساء اميركا على مر التاريخ ، غير انه كان مصابا بحالة اكتئاب مرضي مزمن دفعته مرارا للتفكير بالانتحار، وكتب عنه أحد المؤرخين يصف حالته المرضية تلك ( انه كان يبكي فجأة دون سابق انذار وبدون أسباب ، ثم بعد ذلك يقوم باطلاق النكات الفكاهية حتى يضحك ويوازن ما شعر به من حزن ) ! كما كشفت تقارير طبية ان الرئيس توماس جيفرسون كان مصابا بمرض الفوبيا الاجتماعية ، وان الرئيس نيكسون كان مدمنا على الخمر، وكذلك الرئيس جورج دبليو بوش " بوش الصغير " كان مدمنا على الخمر لمدة 13عاما قبل وصوله للبيت الابيض وقد كان أقل ذكاء من كل الرؤساء الذين سبقوه لكرسي الرئاسة كما يؤكد الاطباء والمحللين النفسانيين، فضلا عن ان الرئيس روزفلت قد عرف بتقلب المزاج ، وكذلك الرئيس بيل كلينتون الذي قاده مزاجه المتقلب لخيانة هيلاري في فضيحة جنسية مع المتدربة مونيكا ليونسكي جرت وقائعها داخل اروقة وحمامات المكتب البيضوي!
هذه الوقائع التاريخية وغيرها مما لايتسع المجال لذكره ، تجعل من نصيحة هيلاري كلينتون باخضاع منافسها الجمهوري دونالد ترامب ، نصيحة واقعية بسبب العديد من التصريحات الهستيرية الانفعالية التي اطلقها خلال حملته الانتخابية والتي بدأها بأعلان رغبته بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الاميركية اذا ما فاز بالرئاسة ، وأنهاها – لحد الان – بمهاجمة الحلف الاطلسي " الناتو " وتعهده بوقف تجارة المخدرات ببناء جدار على الحدود المكسيكية يدفع المكسيكيون تكاليفه!
وعلى الرغم من تصريح الرئيس السابق جورج بوش الصغير مؤخرا عن احتمال كونه اّخر رئيس جمهوري في اشارة الى عدم تمكن ترامب من الوصول الى البيت الأبيض الأميركي ، فأن هذا العالم الذي نعيشه اليوم بحاجة الى رئيس اميركي خلال الأربع سنوات القادمة ، ليس مريضا نفسيا فحسب ، انما رئيس مصاب بالجنون ، لعله يجد حلا ( جنونيا ) لهذه الفوضى غير الخلاقة التي عمت الكرة الأرضية بسبب السياسة الأميركية المرتبكة والمترددة ، لاسيما وهو يمتلك بين يديه ألأرقام السرية لاعطاء الأوامر الفورية باستخدام الأسلحة النووية!