عاجل
الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
نصر بورقيبة.. وعبدالناصر

نصر بورقيبة.. وعبدالناصر

بقلم : وفاء بوكيل

تتصرّف بعض النخب العربية اليوم بارتجال في معظم الأحيان، خاصة بعد الثورات التي ننتظر اكتمال نصابها بشوق حبيب منتظر، اين سترسو بنا الموانئ في ظلّ الاحداث العالمية الكثيرة، فهي تتصرف وكأنها تتجاهل تاريخ اوطانها بكل سذاجة وحقد مرات اخرى.



 

ان التاريخ هو الكلمة المفتاح الأولى، سليل فخر الذوات والشعوب، ونتاج أركيولوجية الأفكار، وهو عماد بناء طبقات حضارة كل بلد ننتمي اليه، في خضم الكلمات الآنية المزعجة الأخرى، مثل "الإرهاب" و"العولمة" و"الاجندات"، يتجرّد السيّد "عربي" منّا، ويتناسى لوهلة ان وراء حضرته رجال عظام كثر، أسسّوا له هذه الدولة القائمة بذاتها اليوم، وهي بمساوئها وميزاتها، وبكل هبوط قيمة عملة بلده، أو بغلاء سعر البيض أو البنزين مثلا، فإن مروره بحنايا "زغوان" الرومانية في تونس، أو هرم الجيزة في مصر، فان الدولة كيان عملاق لا يزال قائما، رغم المشاكل والأزمات، واقفا في وجه الأعاصير الخانقة، عليه ان يعتز بها، وأن يخاف فقدانها.

 

أتأمل مقطع فيديو، الليلة، وأعدت مشاهدته مرات عديدة، الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة يستقبل الزعيم جمال عبد الناصر، في عيد جلاء آخر جندي فرنسي عن الاراضي التونسية يوم 15 أكتوبر 1963، ان اقتران التاريخ بين بلدين متساويين في العطاء للأرض، والفناء في ولائها مثل تونس ومصر، أعتقد انه أمر فوق الصدفة، الرئيس الجزائري بن بلّه، وبورقيبة، وعبدالناصر، يحيّون أولى نواة للجيش التونسي آنذاك، أثار في نفسي حنينا غريبا، لست ممن يمسّحون على أعتاب الكراسي، فأنا مواطنة عربية عادية جدا، لا أطمح لسلطة أو منصب، اتمسّك بالماضي في الحب والاوطان، ربّما كي اطمئن نفسي بصور واصوات، تنسيني ألم اللحظة، أو كي اعطي فرصة لغد اجمل مما انا عليه.

 

لو تمسّك البعض بكتابة تاريخ اوطانهم بطريقة صحيحة، لكان الواقع الطف بكثير، لن اتكلّم عن الوحدة ومحاسن هؤلاء الزعماء، او عما فعلوه للتصدي وقتها، امام وجه المستعمر، المتناغم آنذاك في ضربه لكل الشعوب العربية، لأننا اليوم في معركة مع اعداء جدد، يتربّصون بنا من الداخل والخارج، لن ادخل في تعداد ما كان جيّدا وجميلا، لأنني عربية تعشق الامجاد وصوت ام كلثوم، ومدمنة على شرب القهوة العربية.

 

 أهوى لبس "البشت" الخليجي، أو "الجبّة" التونسية، لكنني عربية منهكة جدا، انتظر الخلاص بتدوينة صادقة على الفيس بوك، او تغريدة تويتريّة معبّرة احصد بها  آلاف اللايكات والمتابعين، اعيش واقعي المرير التعبان،    يجعل خلاصي في فتات من الحنين، لن انسى زعماء هذا التراب، من رسموا حدوده وجلبوا له الكرامة والفخر، كل اكتوبر وروح عبد الناصر تحوم حول بنزرت التونسية الواقفة كشجرة سنديان بألف عرفان وعزّة، كل اكتوبر وارواح الجنود التونسيين والمصريين والجزائريين على ارض وناسة، تونس بألف صمود وذاكرة، نصر بورقيبة وعبد الناصر عيد لن يمضي، كلّه ولاء وتجديد، رغم انوف الحاقدين وفاقدي الذاكرة  والعرفان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز