

بقلم
عبدالجواد أبوكب
من يدمر وكالة أنباء الشرق الأوسط؟
12:00 ص - الجمعة 7 يونيو 2013
بقلم : عبدالجواد أبوكب
منذ فترة غير قصيرة بدأت ملاحظة كيف تنتشر وكالة أنباء الأناضول التركية في الواقع الاعلامي المصري ،وكيف يتم دفعها دفعا لتحسب البساط من تحت أقدام الإعلام المصري وعلي رأسه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" التي بدأ دورها الرسمي يغيب شيئا فشيئا حتي أصبحت وهي صاحبة التاريخ الطويل تبث أخبارا محلية عن مصر والحكومة المصرية نقلا عن وكالة"الأناضول".
ولأن الأمر كارثي ولا يتعلق بوكالة أنباء الشرق الأوسط وحدها ولكن بسمعة الاعلام المصري كله ناقشته مع قيادات رفيعة المستوي داخل الوكالة وفي الحكومة وحتي في الوسط السياسي بمن فيهم قيادات اخوانية وكانت النتيجة المذهلة التي توصلت اليها أنه لا يوجد أحد يفهم ماذا يحدث ولا كيفية وصول الاخبار السرية والاستباقية والتمهيدية للاحداث وعنها إلي الوكالة حديثة العهد بالتواجد الفعلي في مصر،وأصبح عاديا أن تنقل كل وسائل الاعلام المصرية أخبار الرئاسة واحيانا القوات المسلحة والمعلومات الابرز المتعلقة بالاقتصاد والبورصةوالآداء الحكومي من الوكالة "المعجزة".
وجاءت زيارة السيد صلاح عبدالمقصود الحالية الي تركيا لتضع النقاط علي الحروف وتزيل أي لبس حول حقيقة وضع"الاناضول"في مصر حيث التقى الوزير والوفد المرافق له بالسيد كمال اوزتورك رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الأناضول والمسئولين بالوكالة و شكر أوزتورك الوزير على دعم مكتب الوكالة بالقاهرة وقال إن هذه المساندة أسهمت في زيادة تقوية العلاقات بين البلدين.
وقال الوزير صلاح عبدالمقصود من جانبه إن وكالة أنباء الاناضول هي وكالة شقيقة ونعتبرها مع وكالة أنباء الشرق الأوسط القوة الناعمة التي تخدم بلدينا،وفيما يبدو اتفاقا مسبقا علي أمور لا نعرفها قال شكري أبو عميرة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إن الاتحاد على استعداد لتوقيع بروتوكول تعاون مع وكالة الأناضول للأنباء يتم من خلاله تبادل الأخبار .
ومن مربع الصدمة بأثر تصريحات الوزير الذي أكد أن " الأناضول" شقيقة لوكالة أنباء الشرق الأوسط وأنهما يمثلان القوة الناعمة لمصر،أقول لزميلنا السابق في نقابة الصحفيين أن الأمور لا ينبغي أن تكون هكذا وكيف تكون وكالة تمول من مخابرات دولة مهما كانت صديقة قوة ناعمة لدولة أخري،وماذا سيكون تصرفها اذا اختلفت الرؤي وعدلت الاتفاقات.
ويا أستاذ صلاح أقولها لك رغم أنك تعرف،إن ما يحدث من تمييز لوكالة أنباء الأناضول وتضييق علي وكالة أنباء الشرق الأوسط لا يخدم الاعلام ولا مصر ولا حتي النظام الحاكم،لأننا ببساطة شديدة هنا نتحدث عن وكالة وطنية هي الابرز في الشرق الأوسط وواحدة من الوكالات الكبري علي مستوي العالم،وتضم مئات الزملاء الأكفاء من خيرة الصحفيين في مصر بل والعالم أيضا ولها شبكة تغطية واسعة حول العالم ولعبت دورا وطنيا لخدمة الأمن القومي المصري حتي لو اختلفنا علي آدائها في بعض الفترات،لكنها تمثل أرضية خصبة صالحة للانطلاق والتحليق وقادرة علي المنافسة اذا ما منحت والعاملين بها فرصة حقيقية وأزيل عنها قيود الاعلام القومي التي تكبلها وتقتل الطاقات الابداعية لدي صحفييها الذين كاموا ومازالوا تسرق جهودهم وتنسب لأماكن أخري لأنها لا تنافس كما ينبغي.
ويا وزير الاعلام كان عليك أن تساند الوكالة الرسمية لمصر وتدعم الطاقات الكبيرة الموجودة بها خاصة أنها تملك رؤية تطوير وضعها فريق عمل مميز من الوكالة تعرفت علي ملامحها من الزميل شاكر عبدالفتاح رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير تتضمن تطوير الخدمات ومركز الدراسات والأخذ بوسائل التكنولوجيا المتطورة وتفعيل الاداء والاستفادة من كل الخبرات والكفاءات الموجودة بما يحقق لها التفوق والاعتماد علي نفسها ،بل وتحقيق أرباح أيضا،وأتمني ألا يكون النظام الاخواني الحاكم في مصر سيفا علي رقبة الوكالة ولكن داعما لها لتبقي قوية في سوق اعلامي لا يرحم كما تفعل كل دول العالم مع وكالاتها الوطنية..اللهم بلغت،اللهم فاشهد.
تابع بوابة روزا اليوسف علي