عاجل
الأربعاء 1 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
المفسدون فى الارض

المفسدون فى الارض

بقلم : محمد هيبة



 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم «وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» صدق الله العظيم.

هذه الآية الكريمة التى جاء بها الله تعالى فى أول سورة البقرة والقرآن هو الحق، إنما هى تنطبق من أول حرف على هذه الجماعة التى تتستر تحت عباءة الإسلام وتطلق على نفسها «جماعة الإخوان المسلمون» والإسلام منهم براء.. وما هم بمسلمين.. فالمسلم لا يفعل ما يفعلونه بوطنهم ولا أشقائهم وأبناء وطنهم المسلمين والأقباط معا.. المسلم يأمن حرمة الدم والأرواح فهو حرام عليه إلى يوم الدين كما علمنا القرآن المجيد وسنة محمد عليه الصلاة والسلام.

 

 

 

إن الإخوان وما يفعلونه وفعلوه من قبل ومن خلفهم الجماعات الأخرى التى تتستر تحت الإسلام وعباءة الإسلام يتخذون من الشريعة وسيلة ومن الدين مطية يحاولون بها الوصول إلى الحكم.. واعتلاء الكرسى لأغراض أخرى غير الشريعة ورفعة الإسلام، ومن منا ضد الشريعة وضد رفعة الإسلام.. ومن منا ضد الدولة الإسلامية لأن مصر شئنا أم أبينا دولة إسلامية.. ولكن ما يحدث من الإخوان والجماعات الإرهابية التى وراءهم ليس له صلة بالإسلام ولا سماحة الإسلام من قريب أو بعيد، لكنه صراع سياسى فقط على السلطة يتخذون فيه الدين والإسلام وسيلة لا غاية.

إن الذى يعود إلى الوراء قليلا ليحلل ويدرس ماذا حدث لمصر الدولة والمجتمع والمؤسسات فى عام ونصف العام سيطر فيه الإخوان على الحكم سيدرك على الفور مدى الانهيار والانقسام والتمزق الذى عاشه الناس وتفسخت فيه مؤسسات الدولة.. مزقوا الدولة وأركانها الأساسية.. وحاولوا كسر مقومات المجتمع الذى ظل متماسكا سبعة آلاف سنة بمسلميه ومسيحييه.. وقسموا الشارع والناس إلى قسمين: مسلمين وكفار.. الانقسام والطائفية أصبحا بين مسلمين ومسلمين.. وليس  بين مسلمين وأقباط.. حاولوا أخونة كل شىء فى الدولة التى لايعترفون بمقوماتها.. فهم لا يعترفون بالهوية المصرية ولا بالقومية المصرية والعربية.. ولكن يعترفون فقط بالتنظيم الدولى للإخوان الذى يعيث فى الأرض فسادا ويقسم الدول شيعا وأحزابا.. وانظروا ماذا يفعلون فى كل أنحاء الأرض! والغريب أنه برعاية أمريكية غربية للحفاظ على الكيان الصهيونى.. هذا هو مشروعهم يا سادة، ولذا كانت أمريكا وإسرائيل أول المدافعين عن مرسى والإخوان.

إن سلوك هذه الجماعة ومن وراءها ومن يدعمها ويسير فى ركابها من إجرام وإرهاب واعتداءات فى سيناء وفى الإسكندرية وعبدالمنعم رياض والمنيل، وأخيرا الهجوم الانتحارى على دار الحرس الجمهورى والضحايا الذين سقطوا والدماء التى أريقت بلا ذنب، يثبت - بما لا يدع مجالا للشك - أننا أمام جماعة إرهابية أسلوبها العنف ومنهجها هو سفك الدماء حتى لو سقط ملايين المصريين تحت لواء أهدافهم الدنيئة.

هذه الجماعة مارست العنف والإرهاب وسفك الدماء منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة يناير وإسقاط نظام مبارك وبسرعة ركبوا عليها.. وكانت البداية موقعة الجمل الشهيرة التى سقط فيها شهداء أكثر من الذين سقطوا أيام الثورة الأولى..  مرورا بعد ذلك بالعنف الذى مارسوه بعد إعلان وثيقة السلمى التى وضعت الدستور قبل الانتخابات والدم الذى سال فى التحرير ومحمد محمود ومجلس الوزراء، ثم مذبحة بورسعيد الشهيرة لهى خير شاهد على ذلك، وكانوا هم الطرف الثالث الذى اخترعوه فى كل الأحداث ليلطخوا سمعة وشرف الجيش المصرى وإحداث الوقيعة بينه وبين الثورة والشعب، ثم كانت انتخابات الرئاسة التى هددوا فيها بالعنف وإراقة الدماء، إما أن يفوز مرشحهم أو ستكون حربا دموية تأتى على الأخضر واليابس، وحتى بعد أن استولوا على الرئاسة والشورى.. مارسوا العنف أمام كل معارضيهم فى الاتحادية وغيرها.

أخيرا تكشف كل ذلك بعد إقصاء رئيسهم المعزول الذى فرط فى كل شىء فى مصر من أجل عيون الجماعة.. كشفوا عن وجههم القبيح.. وأفكارهم المريضة.. وسلوكهم الدنىء بالعنف والقتل وإلقاء المصريين من فوق الأسطح وترويع الناس الآمنين فى الشوارع والمنازل دون رادع لحرمة الدم المصرى أو الدم المسلم، كل ذلك دفاعا عن مرسى وعن الكرسى وليس دفاعا عن الإسلام ورفعة الإسلام.

إن ما حدث يعطينا درسا بليغا لنعرف مع أى جماعة نتعامل ومع أى فكر نتحاور.. كلهم سواء إخوان.. جهاديين .. جماعة إسلامية.. كلها جماعات تؤمن بالعنف والدم ولا تعرف الحوار أو الديمقراطية.. ولذا لابد ومن المحتم أن يتم إقصاء هذه الجماعات كلها من المشهد السياسى.. لا حوار مع من سفك الدماء وأخذ العنف طريقا بديلا للحوار..   لا يمكن أن يعود هؤلاء ليكونوا ضمن النسيج الوطنى للحياة السياسية مرة أخرى لأنهم لم يكونوا كذلك، وإنما كانوا كالورم السرطانى داخل الجسد.. استأصله الجيش والقوات المسلحة ببراعة شديدة وأعادوا للشعب المصرى دولته وحريته وثورته السلمية التى نادينا بها جميعا.

إننى أكدت منذ عامين إن الجيش هو حامى مدنية الدولة.. وفعلا صدق الجيش وعده.. وأعاد مدنية الدولة وأنهى ما يسمى بالدولة الدينية التى هى أساسا الدولة الفاشية تحت ستار دينى.

لذا وفى هذا الصدد، فإنه يجب الإسراع فعلا من السلطة الحاكمة فى مصر بإلغاء دستور 2102 والعودة سريعا إلى دستور 17 بعد تعديلات 11 مارس 1102 لأنه يحقق مدنية الدولة ويحظر إطلاقا إنشاء أى أحزاب على أساس دينى أو أن تكون لها مرجعية دينية.. وهذا ما فتح له الباب دستور 2102 الفاشى الفاشل الذى لا يحقق رغبات الشعب وفرضوه علينا فرضا.. ولكنه سقط إلى مزبلة التاريخ.

إننا سنأخذ وقتا طويلا فى إعداد دستور جديد بدلا من دستور 2102 الذى لا يصلح معه أى تعديل أو ترقيع، لأن تعديل دستور 2102 يفتح الباب للتيار الدينى والسلفيين لفرض رأيهم فى مواد الشريعة التى يتمسكون بها.. وبالتالى قد ندور مرة أخرى فى فلك المواد التى تهدر الحريات والعودة الى دستور 17 هو الأقرب إلى المنطقة حتى لاتطول المرحلة الانتقالية.

رسالة أخيرة إلى السلطة الحاكمة ورئيس الجمهورية المؤقت: لابد من الإسراع بشدة فى تحقيق مطالب ثورة 03 يونيو بالإعلان الدستورى وأيضا سرعة تعيين الحكومة والمساعدين والنواب، وعدم ترك الفرصة للصفقات والمواءمات والحوارات التى قد تعطل وتضعف الفترة الانتقالية.. فأحد أسباب انتكاسة المرحلة الانتقالية بعد ثورة يناير هو التخبط واللا حسم فى هذه المرحلة وهى التى أدت إلى انقسام الشارع وحالة الاستقطاب الشديدة التى حدثت بعد ذلك، كونوا حاسمين وحازمين وصارمين ورادعين لأن الدولة أمانة فى أيديكم.. إما أن تبقى وإما أن ندخل فى دوامة صراعات وحرب أهلية لا نهاية لها.∎

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز