عاجل
السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
فنون الحج فى مصر أيد واحده

فنون الحج فى مصر أيد واحده

بقلم : عصام ستاتى



- رسومات الحاج المسلم  ونقوش المقدس المسيحى على أجزاء من جسده علامات مميزة له تشبه الوشم كالصليب مثلاً كما يرسم المسلم على جدران المنزل رحلة السفن والطائرات ورسوم الكعبة والفداء وتقام حفلات العودة من هذه الرحلة المقدسة وهم ينشدون مع استقبال الأهل والأصدقاء ويرقصون على أنغام الطبول والمزمار ويعتقد كل منهم بأن آثامه ومعاصيه قد غفرت وأن دعاءه استُجيب له .وان كان الحج المسيحى متوقف بقرار من الكنيسة .
 
وهذه الصورة تعيد إلي أذهاننا الصورة القديمة عن الحج إلى "أبيدوس " فقد كانت " أبيدوس العرابة المدفونة بمحافظة سوهاج من أكبر عواصم الدين فى مصر فقد تخيل القدماء أن بها قبر الإله " أوزوريس " يحجون إليه ، ويطوفون من حوله التماساً للبركة ويحملون موتاهم إلى تلك الكعبة المقدسة التى ذهب إليها بعد مصرعه وكان الناس يتركون وراءهم أثراً في تلك البقعة الطاهرة ويبنون لهم قبوراً وهمية ويتركون حولها شواهد يضمنونها دعاءهم وضراعتهم .
ومن أجل ذلك كثرت آثار الأضحيات من طعام وشراب حول القبر المقدس يشفع لهم " أوزوريس " في الحياة الآخرة وعند عودتهم يقيمون الولائم والأفراح وينحتون ويرسمون في منازلهم الرحلة وكذلك علامة حتب على أجسادهم ويلقب العائد بـ " نتر" أى المقدس
- أغانى حنون الحجاج عند الذهاب والعودة سواء أغانى حج إسلامية أو مسيحية متشابهة جداً فمثلاً:
 
جنينه وجنه في طريج العدرا جنينه وجنه ( نص من رحلة التقديس )
 
جنينه وجنه كملتها الملوك للى صام وصلى
 
جنينه وجنه في طريج النبى جنينه وجنه ( نص من أغانى الحج الإسلامية )
 
جنينه وجنه كملتها الملوك للى صام وصلى
 
وهذان النصان يشبهان نصوصاً تصف الرحلة إلى أبيدوس والحدائق التى ترعاها الآلهة للمؤمنين بتعليم أوزوريس من بعث وحساب . 
 
حج مسيحى (تقديس)

على فين يا مقدسة بتوبك القطيفة
رايحه أزور المسيح وأعول الضعيفة
حج اسلامى

رايحة فين يا حاجة يام الشال قطيفة
رايحه أزور النبى محمد الكعبة الشريفة
حج مسيحى
أن نويت يا مقدس
خد أبيض وشيله
عند بحر الشريعة
يا محلى غسيله
حج اسلامى
لما نويت يا حاج
خد الأبيض وشيله
على جبل عرفات
يا محلى غسيله
حج مسيحى
أه يارب ما أموت ولا يدفنونى
لما أشوف نور المسيح وأوفى ديونى
أه يارب ما أموت ولا يبكوا علىّ
لما أشوف نور المسيح وأملس عينىّ
حج اسلامى
أه يارب ما أموت ولا أنزل ترابى
إلا أما أزور النبى وأبلغ مرادى
أه يارب ما أموت ولا أنزل لحوود
إلا أما أزور النبى وأبلغ المقصود
حج مسيحى
دا مالك بشيله
يا صاحب الجنيه
دا مالك بشيله
فى طريق المسيح ضيعه
دا يرزقك بغيره
حج اسلامى
يا شايل الجنيه
يا واد يا واد مالك بشيله
ما تنفقه ع النبى
ويعوض بغيره
حج مسيحى

يا بابور السفر يا أحمر يا دومى
شق نور المسيح يا ما قل نومى
يا بابور السفر يا أحمر يا عدسى
شق نور المسيح ياما قل نعسى
حج اسلامى
وابور السفر
يا أحمر يا دومى
شب نور محمد
وصحانى من نومى
يا وابور النبى
يا أحمر يا عدسى
من يوم ما هويت النبى
صحانى من نعسى
 
وحاج ليس كلمة عربية الأصل بل من اللفظ المصرى القديم حج : أبيض – ساطع – وضاء-  يبيض – يسطع و حج حر بمعنى مبتهج وحج تا بمعنى تصبح الأرض مضيئة وهذا الأبيض والنورانية كانت تطلق على ملابس الرحلة المقدسة إلى أبيدوس التى نرى فى لوحتها حجاج مصر القدماء وهم بملابسهم البيضاء فى القوارب النيلية رافعين أيديهم للسماء يدعون وكانوا يطوفون حول المعبد فى أبيدوس كما كانوا يبنون قبورا وهمية يكتبون عليها أسماءهم لكى يشفع لهم أوزوريس عند تجليه وقيامته من بين الأموات وإن تطابق لفظ حج فى المصرية القديمة والعربية قد يكون أمراً مثيراً للدهشة عند البعض وخاصة أن الكلمة مرتبطة بشعيرة واحدة ولكن تجلى وقيامة أزوريس من بين الأموات أليس هذا تشابه أخر بين الحج المصرى القديم ورحلة الحج عند المسيحيين المعروفة برحلة التقديس والكلمة فى القبطية agioc  اجيوس مقدس وتضيف عليها حرف هـ فى اللهجة الصعيدية ولفظ هـ فى الصعيدية الأعلى يتضخم ليصبح حرف ح وتنطق هاجيوس أو حاجيوس وعلامة الإعراب أوس oc المقطع فى نهاية الكلمة استغنى عنه وأصبحت حاج haj والمؤنث منها agia أجيا وفى اللهجة الصعيدية hajia حذف منها علامة الإعراب فصارت مع المؤنث حاجه وهنا تزال كل غرابة فالكلمة المصرية القديمة دخلت لليونانية والعربية ولغات كثيرة لتعبر عن شعيرة واحدة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز