

عصام ستاتى
يا عريان نريد الذهب والفضة الذى سرقه اليهود منا
بقلم : عصام ستاتى
اعتبر أغلب المصريين تصريحات عصام العريان القيادى بحركة الأخوان وحزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للجماعة ومستشار الرئيس تصريحات كارثية فمن الناس من قال اليهود دهسوا عظام أسرانا بجنازير الدبابات والأخوان يدعونهم للعودة: أى خزى، وأي عار، بل أى خيانة! بل إن الشعب المصرى يريد حقه من اليهود الإسرائيليين الذين نهبوا خيرات سيناء طوال فترة الاحتلال وتعويضا عن الشهداء الذين استشهدوا في حروب 56 - 67- الاستنزاف – أكتوبر أربعة حروب ، اتجه البعض إلى نفى تهمة خروج اليهود من مصر على يد عبد الناصر ووضح أنهم خرجوا خوفاً بعد تورط بعضهم فى تنظيم كان يقوم بأعمال إرهابية منها حريق سينمات وخلافه وركز البعض الأخر على أن الأخوان وجرائمهم ضد اليهود هى السبب فعلى سبيل المثال تدمير حارة اليهود للمرة الأولى فى 20/ 6 / 1948 وحارة اليهود للمرة الثانية فى 23 / 9 / 1948 وأخذ الكل يخرج الأوراق ويستعرض التاريخ القريب ليثبت حجة أو برهان والمسألة ليست فى حاجة إلى إثبات فلم ينجح السادات بعد كامب ديفيد وثلاثون عاماً من حكم مبارك فى أن يكون هناك تطبيع مع الكيان الصهيونى على المستوى الشعبى والجماهيرى وأن كل النقابات المهنية والعمالية رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيونى والكنيسة المصرية الوطنية قرارها بوقف رحلة التقديس لفلسطين المحتله ، بل كل من حاول أن يفعل ذلك نال عقابا فقام اتحاد الكتاب على سبيل المثال بشطب عضوية على سالم بعد ذهابه لإسرائيل متحدياً قرار الجمعية العمومية بوقف التطبيع ، وإذا عودنا لتوصيات مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم على مدى السنوات الماضية سنجد توصية بوقف التطبيع ، فهل يستطيع العريان أن يكسر الحاجز النفسى الذى تكلم عنه السادات لا أعتقد وهو يعلم أن هذه التصريحات لزوم تقديم أواراق أخوانيه لطمأنة أمريكا وإسرائيل من ناحية وإلهاء الشارع المصرى عن تزوير الاستفتاء ومحاولة تمرير عدد من القوانين فى مجلس الشورى الغير شرعى ومحاولة طرمخه على سوء الوضع الاقتصادى المزرى ورفع الأسعار المعلن والخفى ، وربما لا يدرك العريان أن هذه التصريحات لا تقتلع مرسى من كرسى الرئاسة بل تطيح بهذه الجماعة نفسها .
ونقول للسيد العريان أن المصرى يعلم طوال تاريخه من عدوه ومن صديقه ولن أتكلم هنا فى علم المصريات الذى لا يفهمه العريان وجماعته وخاصة أن الوثائق والأركيولوجيات لا تذكر شيئا عن بنى إسرائيل ولكن أتحدث بما ذكرته الكتب السماوية ربما يكون لدى العريان فكرة عنها فتذكر هذه الكتب أن اليهود خرجوا يوم أحد أعياد المصريين بعد سرقة الذهب والفضة من المصريين وهو على الأرجح يوم شم النسيم الذى هو عيد زراعى وهو اسم أحد فصول السنه المصرية القديمة فصل شمو الحصاد وشم النسيم كلمتين مصريتين هما شمو نشيم بمعن نجم الحصاد لأن الفصل يبدأ مع ظهور النجم الشعرى اليمانى وهذا الاحتفال الذى نقلته عن المصريين كل الحضارات القديمة والديانات السماوية .
فقد نقل اليهود عن المصريين عيد شم النسيم عندما خرجوا من مصر فى عهد موسى عليه السلام . وقد اتفق يوم خروجهم مع احتفال المصريين بعيدهم ، وقد أشارت كثير من المراجع التاريخية إلى أن اليهود اختاروا ذلك اليوم بالذات للخروج حتى لا يلفتوا نظر المصريين بخروجهم لانشغال المصريين بالعيد وحملوا مع ما حملوه معهم ذهب المصريين وثرواتهم ، واحتفل اليهود بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح ، والفصح كلمة عبرية بمعنى الخروج والعبور كما اعتبروا ذلك اليوم وهو يوم بدء الخلقية عند المصريين ، رأساً لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم أو بدء حياتهم الجديدة ، وهكذا اتفق عيد الفصح العبرى وعيد شمو أو عيد الخلق المصرى
ويصف القرآن الكريم هذا اليوم ( قال موعدكم يوم الزينة ، وأن يحشر الناس ضحى ) سورة طه ، آية 59 . وقال المولى عز وجل ( قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكن حُملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامرى ) سورة طه آية 87
وهنا نقول للسيد العريان الذى يطالب بتعويضات مناسبة وبعودة اليهود وبكل وضوح نحن أصحاب الحق التاريخى فى التعويض عن سرقات اليهود المذكورة فى كتابهم المقدس وكتابنا المقدس فهل يا من طلبت لهم حقا أن تطلب حقنا منهم؟! فأسلاف صهيون الأقدمون ما طلبوا حرية ، ولا ابتغوا وجه الله ولا كرهوا عبادة العجل ، وقد عادوا إليها قبل أن يعبروا الحدود الى الوطن الموعود ، وأما شعب مصر فلم يكن جزاء الخارجين من بلاده إلا أنهم سرقوه وأخذوا فضته وذهبه وثيابه وآنيته وما استطاعوا أن يحملوه ويحملهم من مطية أو ركاب ، ولم يكن من عمله معهم إلا أنه أكرمهم وائتمنهم فسلبوه .
وعلى فكرة ، فبعد ثلاثين قرناً لم تسقط المدة القانونية ... لأنكم تقررون مستنداتكم فى أرض الميعاد من ذلك التاريخ ... كم يحمل ستمائة ألف خارج وخارجة من الذهب والفضة واللباس والآنية إذا أخذ كل منهم خاتماً أو ما يساوى قيمته بالدرهم والدينار ، وكم فوائد المبلغ بالحساب الذى لا يجهلونه مضاعفاً من تلك السنة . الوثيقة بخط اليد محفوظة .. والدعوى مرفوعة .. والحساب يجمع .. وشم النسيم سيعود ويعود ، فاحسبوها من الآن .. واحسبوه إعلاناً بالدين القديم ، لا ينساه الديان ولا يخظئ فيه بن جوريون ولا ديان.
وأخيراً كيف كنت يا عريان ضد كامب ديفيد والآن تريد ديفيد نفسه يعيش بيننا وعلى أرضنا ؟! لا تنسى أن تطلب منهم أموالنا من ذهب وفضة لأننا لن ننسى لكم و لهم.