خرفان الاخوان ومعيز الانقاذ ..؟

بقلم : محمود الجمل

 

 

تقريبا، نحن الان نسير وسط حظيرة كبيرة موحلة، مليئة بالروث،حظيرة تدار إليكترونيا عن بعد،النخبة فيها منقسمة تحت فسطاطين - لله در صاحب المصطلح د. أيمن الظواهري - الاول يتدافع تحته خرفان الاخوان،عبيد السمع والطاعه والمتعلقون بالشفاعه،والثاني يتزاحم في اطرافه معيز الانقاذ  شذاذ الافاق  .

 

ليست هذه عباراتي،هي الاوصاف المعتبرة المنقاه المغربلة الموزعه  بكرم شديد علي الجميع ,  اما انك خروف كبير القرون او انك جدي - ذكر الماعز -  قصير الذيل  . اخواني , تبقي خروف . انقاذي، اذن .. "أنت جدي كبير".

سهله هي التصنيفات الحيوانية للخصوم، فقط علينا الجلوس في  غرفنا الدافئة  والتمترس خلف لوحات الكي بورد ثم " هاتك عليه "  هذا خروف وهذا جدي، وانصرفنا جميعا عن  حديث الذئاب . 
 انشغلنا بصنع قنابل فتاكة نفاذة الرائحة  قوامها روث الخرفان وبول الجديان , ثم اخذنا  في التراشق  غير ملتفتين الي خطورة المرحلة وحساسية المشهد , حتي صرنا اسري لحالة سيريالية اهم ما يميزها هي بدائية الصراع وتراجع ادوات المقاومة واللجوء الي الاسلحة المرذوله اجتماعيا والمحرمة دينيا، واصبح التنابز بالالقاب واستمراء اكل لحم الأخوة غيبا، واذا قيل لنا " أيحب أحدكم ان يأكل لحم اخيه غيبا " تكون اجابتنا نعم , لحمه وعظامه ولحم زوجته وابناءه , والذين انجبوه والذين يعرفونه  أو يمتون اليه بصله حتي  الدرجة الرابعه . 

 

واذا اكملوا لنا باقي الايه " فكرهتموه " قلنا بل  نتحلق حوله كل مساء , مؤيدين  ومستمتعين

, لاترهقنا سوي الفواصل الاعلانية الكثيرة والتي تؤجل ولو لدقائق متابعتنا لمشاهد مضنية  وتنابز محبط لوطن  يحترق .

 

انه التقسيم الجائر والرغبة المستعرة غير المفهومة في ان تشتعل النيران في الجميع , وكأن المحرقة اذا التهبت  واشتد وميضها وتعالت السنتها  , سوف تفرق بين  معيز وخرفان , الجميع سوف ينحرون  ويوضعون فوق تنانير الشواء , وسوف تصبح لحوم الجميع   المحترقة بفعل الشي الجائر نهبا لقطعان الذئاب المتربصين للانقضاض .

 

آخر الكلام : أكلت يوم أكل الثور الابيض