الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

دائما خفافيش الظلام تنشط، يحاولون النيل من وحدتنا الوطنية وبث الفتنة، والعمل على تحريف الأمور لما يخدم خططهم الشيطانية، ولكن دائما الله يخلف ظنونهم ولا يفلحون في الوقيعة بين دماء الشعب الواحد التي لا تعرف التفرقة ما بين مسلم أو قبطي.

 

هكذا حاولوا تحريف الحقائق مع أولى لحظات نشوب حريق كنيسة الشهيد أبو سيفين، في منطقة مطار إمبابة، شمالي الجيزة. ومحاولة زعزعة الثقة في الوحدة التي ليست وليدة اليوم، ولكنها منذ قديم الأزل، وأن عموم المصريين، من مسلم وقبطي، يشعرون بأنهم أبناء وطن واحد، والجسد الواحد الذي يلفظ أي مؤامرة أو أي دعوات للفتنة.

 

وكان أبلغ رد على الفتنة التي حاولوا بثها وباءت بالفشل سريعاً، هو شهامة الشاب محمد يحيى، أحد أبطال الإنقاذ في كنيسة «أبو سيفين»، الذي هرع إلى الكنيسة فور رؤيته لاشتعال النيران بها، لإنقاذ إخوانه وجيرانه شركاء الإنسانية والوطن.

 

وكان من الضروري سرد ما قام به البطل محمد يحيى، الذي يمثل القدوة في الملحمة الوطنية الواحدة، حيث تضمنت تفاصيل الدقائق التي قضاها داخل مبنى الكنيسة، أن النيران كانت في كل مكان كما يقول، وتتصاعد بشكل كبير، وانتقل من الدور الثالث مكان الحريق إلى الدور الرابع، فقام بخلع الـ"تي شيرت" الذي كان يرتديه ووضعه على وجهه وواصل الصعود على السلم لإنقاذ المصابين، وكان شغله الشاغل إنقاذ جميع المتواجدين داخل المبنى، وفي الدور الثاني كان الدخان كثيفا، وفوجئ بأحد الأشخاص يمسك رجله وتمكن من إخراجه.

 

عقب ذلك صعد إلى الدور الثالث وأخرج 5 أطفال كانوا قد توفاهم الله، وفي الدور الرابع شاهد أحد المصابين وهو عم "جورج"، وحمله لإنقاذه، لكن بسبب وجود المياه على السلم انزلقت قدمه، ما أدى إلى إصابته بكسر في القدم. وعندما حاول مجموعة من الشباب إنقاذه رفض، وطلب إنقاذ عم جورج أولا، ثم أُغمي عليه وتم نقله للمستشفى مصاباً بكسر في قدمه وضيق في التنفس "شفاه الله".

 

بالله عليكم، من يرمي نفسه في النار وهو موقن تعرضه للأذى، ولكن لا يهمه سوى إنقاذ أرواح اخوانه، وبذلك يكون ضرب أبلغ الأمثلة والرد على الشهامة والوحدة المتأصلة لدى المصري، والتي ستظل محفورة في الأذهان ولن ينجح أحد من النيل منها، ومن وحدتنا المتأصلة من قديم الزمان، ولتثبت الأيام أن تكاتفنا ما زال بخير وقوة، وجميعنا مصريون دون تفرقة.

 

هذا بجانب ما سطره أهالي منطقة المنيرة بإمبابة بأكملها، من ملحمة بطولية، عندما اقتحموا مبنى الكنيسة لإنقاذ المصابين، وإخراج الضحايا، والتعامل مع النيران حتى وصول سيارات الإطفاء والإسعاف.

 

ولا بد أن نعلم جميعا ونعي الدروس جيدا، أن الإصرار على بث السموم بين نسيج الوطن الواحد لا يستهدف سوى العمل نحو تحقيق المخطط الكبير، وهو وقف مسيرة التنمية المتواصلة للبلاد، ومحاولة عرقلة صمود الدولة أمام كافة التحديات العالمية، من أوبئة أو حروب، مثل الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها على اقتصاديات وأمن وأمان دول العالم، ومنها مصر التي تواجه تلك التحديات بخطط تنمية ونماء لبلادنا والأجيال القادمة.

 

أولستم تتفقون معي، أن مصرنا الحبيبة وشعبها الأصيل، لن يكونوا أبدا ضحية لأي مؤامرة عليه من قوى الشر وأعداء الاستقرار والأمن والأمان لبلادنا، ومواصلة التنمية والتعمير بكل إصرار وعزيمة مهما كان كيد الحاقدين، وسنظل نثبت للجميع أننا نحافظ على التماسك ووحدة الصف كسبيل للتغلب على أي تحديات.

 

تم نسخ الرابط