الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة الدعم الاستثنائي للأسر الأكثر احتياجا على بطاقات التموين إلى 300 جنيه بدلاً من مائة جنيه، قرار مهم للغاية تستفيد منه أكثر من 9 ملايين أسرة تضم حوالي 36 مليون مواطن يحتاجون لهذا الدعم، في ظل الظروف الحالية التي يعاني فيها الناس من غلاء في أسعار بعض السلع والخدمات.

كما يؤكد القرار حرص الدولة على مساندة الفقراء وإحساسها بنبض الناس وأحوالهم في مرحلة تعاني فيها مختلف دول العالم من تداعيات جائحة كورونا وحرب أوكرانيا المستمرة، والتي أدت لارتفاع أسعار البترول الذي يؤثر على أسعار السلع والمنتجات. بالاضافة لاستغلال بعض التجار الجشعين الذين ينتهزون الأزمات ويتاجرون بها.

في الحقيقة.. قرار الرئيس السيسي هو جزء من حزمة قرارات لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن والارتقاء بمستوى معيشته، وتوفير الحماية الاجتماعية ومساندة الأسر الأكثر احتياجا وفقراً.

المبادرات والبرامج التي تقدمها الدولة لمساندة الفقراء والمحتاجين وغير القادرين متعددة ومهمة مثل برنامج "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة" وغيرها من برامج الدعم النقدي، إلى جانب الدعم السلعي والغذائي، بالإضافة لمبادرات توفير السلع بأسعار مخفضة لحماية الفقراء من جشع بعض أصحاب المتاجر.

كل هذا يؤكد حرص الدولة على الوقوف بجانب المواطن ودعمه ومساندته، ولكن عندما يتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي قراره بالدعم الاستثنائي للأسر الأكثر احتياجا استجابة لمطالب القوى السياسية المشاركة فى الحوار الوطني، فإن ذلك يؤكد حرص الرئيس على الاستماع للآراء المختلفة والاستجابة للرأي الذي ينفع الناس، ويصب في صالح الشعب والوطن.

بصراحة هذه القرارات والبرامج التي تهدف للارتقاء بمستوى معيشة الناس ومساندتهم لمواجهة الأزمات والأعباء مهمة وضرورية، رغم أنها تكلف الدولة مئات المليارات من الجنيهات، وتمثل عبئا على الميزانية، خاصة أن الدولة تخصص من حين لآخر مبالغ إضافية لدعم الفقراء والأكثر احتياجا.

..ولكن رغم أهمية ذلك إلا أنني أرى أن إقامة مشروعات توفر فرص عمل وتفتح أبوابا للرزق بصورة دائمة للفقراء والمحتاجين، تمثل اتجاها أفضل ومجالاً ممتداً مستديماً يوفر عوائد مالية ثابتة، وكما يقول المثل الصيني "لا تعطني سمكة، ولكن علمني كيف أصطاد".

فرصة العمل المستمرة التي توفر للمواطن دخلاً مالياً لمواجهة أعباء الحياة أفضل ألف مرة من الدعم المتقطع الذي ينتظره الفقراء وطوابير العاطلين. 

نعم الدعم النقدي والسلعي في غاية الأهمية في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن يجب الاهتمام باقامة المشروعات التي توفر فرص عمل وتسهيل عمل الشركات والمصانع التي تخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأيضا للناس التي تنتظر الدعم الشهري بلا عمل.

اعتقد أن توفير فرصة العمل خير ألف مرة من انتظار الإعانة أو الدعم المؤقت، فرصة العمل تفيد الأسرة والدولة، بينما الإعانات تؤدي لإضعاف وإرهاق ميزانية الدولة، وتنقل للمواطن الإحساس بالضعف والإحباط، لكنها ترضي فقط الرافضين للعمل، وبذل أي جهد مقابل الأجر، ولنجعل الدعم فقط لمن يستحق ولغير القادرين على العمل.. ونفتح منافذ فرص العمل بلا قيود أو تعقيدات.

تم نسخ الرابط