ما هو هدف 1.5 درجة الذي يسعى له العالم لمواجهة تغير المناخ؟ د. هشام العسكري يجيب عن السؤال
في تصريحاته لبوابة روزاليوسف، يقول د. هشام العسكري نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية : "بدأ التحرك الدولى الجاد لمواجهة أزمة المناخ مع بروتوكول كيوتو عام 1997 الخاص بتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بتغيير المناخ عام 1992، ونصت هذه الاتفاقية وقتها على الزام الدول الصناعية بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 5 بالمائة عن مستوياتها عام 1990 بحلول عام 2012".
وأضاف: "في عام 2005 انعقدت الدورة الأولى لمؤتمر أطراف كيوتو في مونتريال الكندية، حيث تقرر تشكيل فريق يتابع ما تم عليه الاتفاق، وفي عام 2015 وتحديدا في 12 ديسمبر 2015 تبنت 197 دولة اتفاق باريس في مؤتمر الأطراف والمعروف باسم اتفاق باريس للمناخ.
دخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد أقل من عام، ويهدف إلى الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة".
وحول اتفاق باريس يقول العسكري إنه يتضمن التزامات من جميع الدول لخفض انبعاثاتها والعمل معاً للتكيف مع آثار تغير المناخ، وتدعو الدول إلى تعزيز التزاماتها بمرور الوقت.
يوفر الاتفاق طريقاً للدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية في جهود التخفيف من حدة المناخ والتكيف معها مع إنشاء إطارٍ للرصد والإبلاغ الشفافَين عن الأهداف المناخية للدول دخل اتفاق باريس حيز التنفيذ رسمياً في 4 نوفمبر 2016. وواصلت دول أخرى الانضمام إلى الاتفاق أثناء استكمال إجراءات الموافقة الوطنية الخاصة بها. وحتى هذا التاريخ، وقع 195 طرفاً وصدق 189 طرفاً على الاتفاق.
ويقول العسكري: "طبعا معدل زيادة 1.5 درجة حتي عام 2100 كما في اتفاق باريس هذا هو المتوسط بمعنى أن الزيادة قد تكون في أمريكا وأوروبا 3 او 4 او 5 او 6 لكن في بقية الكوكب تكون نص درجة لأن المطلوب يكون المتوسط 1.5 درجة وليس مطلوبا من كل دولة على حدة تحقيق هذا المعدل، وقالوا وقتها أننا إذا لم نحقق هذا المعدل فأننا سنقع في حفرة الكتلة الحرارية".
وأضاف: "لكن للأسف على أرض الواقع وجد العلماء ان السيناريو الذي نسير فيه فعليا يقول إن درجة الحرارة لن تتوقف عند 1.5 كما كان مطلوبا بل نحن نتحرك في 3 احتمالات فهناك من يرى أنه على نهاية هذا القرن سترتفع درجة الحرارة ضعف ما كان متوقعا، ما يعني زيادة في محيط الـ 3 درجات وهناك احتمال آخر يقول إننا سنصل لـ 4 درجات وهناك احتمال كارثي يقول إن الزيادة ستصل لـ 6 درجات وهذا يعني واقعيا فناء الحياة البشرية والعودة الى الحياة البدائية عندما كانت تعيش على الأرض البكتيريا والفيروسات والفطريات، أما احتمال الـ3 درجات فيعني اختفاء وغرق مدن بأكملها واختفاء الكساء الخضري ونهاية زراعات".
وتابع: "من هنا صدر التقرير عن الامم المتحدة فى 2018 والذي أسميناه تقرير الدرجة ونص.. وأكد على ضرورة عدم زيادة درجة الحرارة عن 1.5 درجة حتى عام 2030 وألا نتمكن بعدها من الوصول الى 2 درجة ووقتها قالت صحف الجارديان والواشنطن بوست ونيويورك تايمز: الأمم المتحدة تحذر من نهاية العالم، فاذا تجاوزت درجة حرارة الأرض 1.5 ستتفاقم الأمور وتتوالى الكوارث الطبيعية على كوكب الأرض ما بين تصحر وجفاف ونقص غذاء وارتفاع شديد في درجات الحرارة وصقيع شديد جدا.
وختم العسكري تصريحاته قائلا: "أصبحت الأرض محمومة-مصابة بالحمى- وليس لديها قدرة على التأقلم".



