"الأفاعي" عرض مصري يحظى بالإعجاب في فعاليات مهرجان الإسكندرية المسرحي
ذكرت إدارة مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي، مسرح بلا إنتاج في دورته الـ12، أن العرض المسرحي المصري (الأفاعي) حظي بإعجاب الجمهور، ووصفه النقاد بـ"العمل الذي تجمعت فيه كل عناصر التميز والإبهار".
وأوضحت الإدارة -في بيان اليوم /الثلاثاء/- أن هذا العرض مأخوذ عن القصة القصيرة (بيت من لحم) للكاتب الكبير يوسف إدريس ضمن مجموعته القصصية التي تحمل نفس الاسم الصادرة عام 1971، ويدور العرض حول أسرة مكونة من أم تزوجت ثلاثة رجال تباعًا أخرهم شيخٌ كفيف، ولديها أربع فتيات، ثلاثة من أب والرابعة من أب ثاني ذلك الذي كان يعيل البيت ويرعاه، وبموته يبدأ كل شيء في التغير.
واجتمعت بالعرض كل عناصر التميز والإبهار، فالتمثيل برع في إبراز كل شخصية بماضيها وخصالها، حيث إن لطبيعة الشخصية كبير الأثر في ضبط الحبكة والإيهام، والتي بدونها كان سيصبح للموضوع معنى آخر، وهذا لم يحدث.
واحتوى العرض على طاقات تمثيلية تشعر الجمهور أنه يشاهد واقعة حقيقية لا مسرحية من الخيال، وما زاد الأمر إمتاعًا هو الغناء، حيث اختيار الأغاني والمزج بين التراثي والصوفي كان كفيلا بالاستسلام للقصة والغوص في تفاصيلها. من جهته.. قال الناقد إيهاب ذو الفقار -في كتابة نقدية للمسرحية- إن التفاصيل في العرض هي شهادة إبداع المخرج، فلم يترك نقطة أو خيطًا إلا وقد أدركه وأوفى حقه من الديكور الواقعي المفصل بدقة دون هدر للمساحات، ثم الملابس والإضاءة.
وأضاف أن حالات الإضاءة والألوان كانت مباشرة في معظم الأحيان، حيث جاءت الخلفية باللون الأحمر ووجوه الممثلات زرقاء، ما صنع تباينًا عظيمًا وتأثيرًا نفسيًا بالتضاد جعل المشاهد يشعر بالرفض والانزعاج والكره، وهذا من الإيهام والاندماج.
ولفت إلى أن الاستعراضات كانت كفيلة لنقل هذه الحالة دون مباشرة في العرض أو إخفاء وطمس، فكان على المخرج أن يزرع القلق والريبة والذهول في نفوس الجمهور حتى يتفهم الجميع واقع الأمر وحقيقته.
وتابع: "أننا أمام مخرج يعي كل أدواته واجتهد في نسخ هذا الثوب الراقي المصنوع بفن وحب، جعلنا نضحك ونبكي ونرتبك ونخاف .. وفي النهاية نصدق كيف تصنع الكراهية جحيمًا".



