38 عامًا بالقوات المسلحة.. البطل عبدالمجيد الطحاوي يروي تفاصيل العبور
تحل اليوم الذكري التاسعة والأربعون، لنصر السادس من أكتوبر 1973، تلك الذكري التي كانت سببًا في قهر العدو الإسرائيلي واستعادت فيها مكانة وهيبة المصريين الذين ضحوا بدمائهم من أجل وطنهم بكل شجاعة وبسالة وسطروا ملحمة تاريخية وانتصارات عظيمة تظل خالدة في أذهان المصريين جيلاً بعد جيل، ومن بينهم بطلاً من طراز فريد عاشق لوطنه يفتخر بما حققه هو والقادة وزملاؤه في القرن الماضي إنه "البطل الرائد عبدالمجيد عبدالهادي سعد راغب الطحاوي 76 عامًا من قرية بحر البقر 3، التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، تطوع بالقوات المسلحة عام 1964م، التحق بمدرسة الكتبه العسكريين في العمل الإداري وظل بها 18 شهرًا، وخرج منها بدرجة عريف متطوع، ثم تم نقله إلي كتيبة مشاه ثم إلي كتيبة دفاع جوي، استمر لمدة 38 عامًا خدمة وخرج برتبة رائد.
التقت "بوابة روزاليوسف" البطل الرائد عبدالمجيد الطحاوي، للحديث عن المعارك التي خاضها خلال حرب السادس من أكتوبر والتعرف علي متحف الصور الذي زين بها جدران منزله متراصة متناسقة موضوعة بدقة بترتيب كل بطل فيها تنم علي وطنيته وافتخاره واعتزازه بما حققه غيره من الأبطال الذين دافعوا عن أرض الوطن بكل بسالة، صورًا للرؤساء مصر وقادتها من القوات المسلحة والشرطة ولافتة تحمل أسماء بعض شهداء العبور، وأخري لعباس حلمي الأول مع عدد من أفراد عائلة الطحاوية، وعددها 62 صورة.
جاءت فكرة إعداد هذا المتحف توثيقًا وتخليدًا لما سطره أبطال مصر العظماء من بطولات ضحوا فيها بأرواحهم فداءً لوطنهم، حتي يطالعها أبنائه وأحفاده وأهل قريته وكل مواطن ليترسخ في وجدانهم ما تحقق من نصر عظيم في القرن الماضي حتي لا تنسي الأجيال الجديدة التاريخ.
يضم المتحف مجموعة من الكتب وعددها 20 كتابًا أتم قرأتها أبرزها" حرب أكتوبر 1973، الساعة ٢,٠٥ بدأ الطوفان، والحرب طريق السلام للإعلامي حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق، مذكرات الجمسي، حرب الساعات الست، مذكرات مناحم بيجن، مذكرات موشيه دايان، مذكرات جولدا مائير، وثائق حرب أكتوبر، 6 أكتوبر في الاستراتيجية العالمية للكاتب جمال حمدان والذي يحمل بين دفتيه وبين سطوره كلمات أعجبت "الطحاوي" وأثرت في وجدانه فقام بتحديدها بالقلم الجاف تيسيرًا عليه حين يرغب في مطالعتها، وهي "ولدت الدبابة في الحرب العالمية الأولى، وماتت في حرب أكتوبر، عمدت في بريطانيا ودفنت في سيناء والجولان علي مايري البعض، خلقها الإنجليز وخنقها العرب".
ويضم المتحف صورًا لعدد من القادة منهم "الفريق عبدالمنعم رياض، العميد فؤاد عزيز غالي، العميد أحمد بدوي قائد الفرقة السابعة، وإبراهيم العرابيقائد الفرقة 21 مدرع، وعبدالعزيز قمين قائد الفرقة الرابعة مدرعه، اللواء عادل يسري سليمان قائد اللواء 112"، والشيخ حسن خلف شيخ المجاهدين في سيناء والتي قامت إسرائيل بالحكم عليه 140 عامًا".
وفي السياق ذاته قال البطل الرائد عبدالمجيد الطحاوي، أن المتحف يضم عددًا من الصور لأبطال محافظة الشرقية، من أبرزهم "باقي زكي يوسف صاحب فكرة تدمير خط بارليف باستخدام خراطيم ضغط المياه علي الضفة الشرقية لقناة السويس، ومحمد عبدالعاطي صائد الدبابات والذي استطاع تدمير 23 دبابة إسرائيلية وحصل علي نجمة سيناء من الطبقة الثانية، ومحمد العباسي أول من رفع علم مصر علي أول نقطة حصينه بخط بارليف".
قال أحد أبطال أكتوبر، أثناء وجوده في كتيبة الدفاع الجوي كان بعض من أفرادها في الاتحاد السوفيتي للحصول علي دورة تدريبية وبعد عودتهم بدأو بالتدريب علي الحرب وإطلاق النار حتي حرب الاستنزاف، وفي 8 مارس 1969 قام الفريق عبدالمنعم رياض بإطلاق النيران نحو الجبهة وتدمير خط بارليف بالمدفعية وفي اليوم الثاني ذهب لمطالعة نتيجة ضرب اليوم السابق، وشاهدوه اليهود فأطلقوا عليه الأعيرة النارية واستشهد، وأصيب اللواء حسن سعيد قائد الجيش الثاني الذي كان برفقته.
واستكمل "الطحاوي" استمرو بعد ذلك في تدريب متواصل حتي شهر سبتمبر 1973، ثم ذهبوا لمنطقة بالقرب من الجبهة وتم تحديد موقعهم، وفي 7 أكتوبر تحركت الكتيبة للبر الثاني من الجبهة وبدأ ضرب الطيران الإسرائيلي وحتي يوم 20 أكتوبر، صدرت أوامر وقاموا بمواجهة الاسرائليين، حتي إنسحاب كتائب الصواريخ "ساب6" من الضفة الشرقية، وغادر بعض من أفراد زملائه وترموا بصحبة 10 من الجنود، وفي اليوم الثاني تم ضرب الموقع واستشهد أحد الجنود، ثم توجهوا يوم 22 علي السويس في الكيلو 109.
وانضم أحد أبطال حرب أكتوبر، للمقاومة الشعبية، بعد دخول الاسرائيليين للسويس، وتم الإتفاق علي منع دخولهم بعد تجمع 12 دبابة، وأمر المستشار العسكري الجنود بعدم الهجوم الا بعد دخولهم للسويس، ثم بدأنا بتوجيه عدد من الضربات التي دمرت دبابات العدو واحدة تلو الأخري، واستشهد أحد زملائي وهو يردد قائلا"متسلمش الا لما تموت" وبعد ذلك تم تجميع الشهداء ودفنهم وتم عمل كردونًا منعًا لتسلل العدو لهم، واستمروا في الحصار لمدة 100يوم.
وتابع:"معاهدة السلام كانت عامل من عوامل تحرير الأرض، وما أخذ بالقوة استرد بالقوة، لم ننهزم في 67 ولكننا خسرنا معركة، ولم نخسر الحرب معللاً لأنها استمرت حتي أكتوبر73، مشيرًا إلي خط بارليف الذي تكلف 50 % من تكلفة السد العالي، وأحد الخبراء الروس قال أنه لا تم هدمه بقنبلة ذرية، وعندما جاء أحد الخبراء الروس ل اللواء سعد مأمون ماذا يفعلون في خط بارليف أخبره بأنه سيدمر بديناميت ولم يفصح له عن عن تدميره بالمياه، وأرسل العقيد القذافي عبدالسلام جلود للصين لشراء قنبلة وإرسالها لرئيس الراحل أنور السادات ولكن كان رد الصين أن القنبلة لاتباع قنبلة، معللاً ما بني في 6 سنوات هدم في 6 ساعات وأصبح حطامًا تحت أقدام المصريين".
ولفت إلي أن موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي وضع خطة تسمي بالحزام الأسود لاحتلال جنوب لبنان بالكامل واحتلال أجزاء من الضفة الغربية وقام بعمل حزام أسود لهما بغرض عمل سيناء مسرحًا للتجارب النووية وتحدد موعد تنفيذ الخطة في 28 أكتوبر.
. أرسل 5 رسائل عبر البريد المصري إلي 5 أشخاص وهما " المستشار الدكتور حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، اللواء أحمد العوضي رئيس لجنة الأمن القومي والدفاع بمجلس النواب، ضياء رشوان رئيس لجنة الحوار الوطني، الفريق جلال الهريدي رئيس حزب حماة الوطن".
وتضمنت الرسالة "تم إصدار عدد من العملات المعدنية بإسم قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وهيئة الطرق والكباري وغيرها ونسوا تمامًا أعظم ما حدث في القرن الماضي وأصبح 90% من المصريون لا يعرفون عن حرب السادس من أكتوبر غير يوم الإجازة، مطالبًا هذه الجهات بمطالبة الدولة بإصدار عملة ورقية لا تقل عن فئة العشرة جنيهات تحمل صورة وإسم الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض والأبطال الذين عبروا القناة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتحملوا أكثر ما يتحمله البشر وجهزو وعبرو وجندو ودربو مليون مقاتل وصدق فيهم قول المولي عزوجل وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة تخليدًا لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وروت دمائهم أرض الوطن واستشهدوا في سبيل الله حتي تعلم الأجيال الجديدة تاريخ هذا الوطن وما فعلوه الأجداد وينمي فيهم روح الولاء والإنتماء لمصر".
يفتخر أحفاد البطل "الطحاوي" بكونه أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة حرب النصر والعزة والكرامة، الذي دائما يغرس في وجدانهم حب الوطن ويروي لهم حكايات من التاريخ ويحثهم علي الإطلاع ومعرفة ما قدموه الأجداد من بطولات وتضحيات بكل قوة وشجاعة وبسالة فداءًا لحماية وطنهم، ويشجعهم علي الاجتهاد والتفوق للإلتحاف بالكلية الحربية، لمواصلة مسيرة أجدادهم في الحفاظ علي وطنهم وحمايته من أعدائه.
اختتم البطل الرائد عبدالمجيد الطحاوي، أحد أبطال أكتوبر المجيدة حديثه: "أنه يتمني دعوته من قبل جمعية المحاربين حضور ومشاركة الندوات الثقافية عن القوات المسلحة وما قامت به من ملحمة تاريخية في القرن الماضي".



