الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الزير ..القلة ..والبلاص.. (ثلاثي أضواء الصعيد)

الزير ..القلة ..والبلاص..
الزير ..القلة ..والبلاص.. (ثلاثي أضواء الصعيد)
 
 
بقلم :عمرو محمد الغزالى

 

 
الحاجة.. أم الإختراع, لكن الحاجة فى الصعيد,أم العودة إلى الأصل,وأم "حمارتك العرجة" التى تغنيك عن سؤال اللئيم,وعن سؤال لا مؤاخذة الحكومة..
 
الحاجة عندنا أم العودة إلى الاصل,فنحن بعد أن جربنا فى بيوتنا,أشياء العصر الحديث منذ الهجرة الاولى إلى بلاد النفط,مثل الأشياء أم موتور كالمروحة والغسالة والمسجل أبو بابين ..فاعتمدنا بذلك كليا على الكهربا.. منذ ذلك الوقت ومع تغير قرانا إلى مدن مشوهة .. تركنا الاصل .. لكنه لانه الأصل عاد إلينا وفرض كلمته .. وإلا ماذا نفعل مع انقطاع التيار الكهربائي ... ؟؟ من أين  تاتى بالميه الساقعة من أم التلاجة .. اللى بقيت عامله زى ساقية مهجورة.. وكيف تطرى على قلبك ب"بخ ميه بارد" وقزايز الميه اللى فى أم  التلاجة الواقفه,,, اشبه بقنابل المولوتوف بتاعة إخوان الشر ..
 
الحل فى الاصل .. وأصل الميه البارده فى بلادنا القديمة .. يكمن فى 3 أبطاال .. القلة والزير والبلاص.. وهؤلاء الثلاثة هم ما يجعلنا نؤكد أن صناعة الفحار بدأت فى العودة مرة أخرى إلى الصعيد الذى  يبحث الآن عن "بخ ميه بارده" يبلع بيه كلام الحكومة ...
 
صناعة الفخار فى بلادنا – قبل تحولاتها-  من الصناعات القديمة وارجع علماء الاثار تاريخها إلي الألف الرابع ق.م..ويعد الطين المكون الرئيسي لهذه الصناعات ويختلف حسب المنطقة ..وهي عملية دقيقه يمر الطين بعدة عمليات خاصة لكي يتحول من مادة خام إلي عجين صالح للتشكيل ..ومن ثم صنع الأوانى
 
اشتهرت محافظة قنا بصناعة الفخار دون غيرها من المحافظات وهي الوحيدة التي مازالت تتسم بها اليوم ومن البلاد الشهيره بها الترامسة والمحروسة والدير ...
 
وايضا لاهمية الفخار هناك عائلات وقري تسمي بها مثل عائلة الفخرانية والبلاص والبلاليص .وقرية البلاص (( المحروسة ) حاليا)..
 
الزير والقلة والبلاص وهما ثلاثي اضواء الصعيد الثلاثة من عائلة واحدة الزير هو الأكبر وبعد اختفائه بدأ يعود إلى البيوت عودة الملك غلى عرشه ..والقلة هي البنت الصغيرة له ..أما البلاص فهو قلة علي حجم اكبر ولكن يتسم عنها بكرش ..
الثلاثة عبارة عن اناء بيضاوي الشكل (القلة متعددة الاشكال) ذو مقاسات مختلفة فالبلاص ارتفاعه 50سم وقطره يتراوح بين 15الي40سم والقلة ارتفاعها 35سم وقطرها مابين 18الي35سم والزير ارتفاعه مابين 50الي 100سم وقطره مابين 30الي80سم .
لايضاهي الثلاثة أي وعاء لحفظ الماء وتخزينه  وتبريده طبيعيا في فصل الصيف ..مع تنقية الماء من الشوائب,فالفخار يعمل كفلتر طبيعى ..
لذلك كان الثلاثة ..ثلاجة الفقير .. لكن مع انقطاع الكهرباء .. اصبحوا أمل الغنى والفقير.. فلأول ممرة فى التاريخ يوحد الزير فى استخدامه بين جميع طبقات المجتمع..
..
ارتبط الثلاثة بالكثير من الامثال الشعبية التي جعلها شبيهة بمواقف عديدة..مثل "نوايه..تسند الزير"  .."اكسر وراك قلة او بلاص"  .."طلب الغني شفقة ...كسر الفقير زيره "..و"ادي الزير وادي غطاه"...
..
وتم ترديد الكثير من الاغاني المرتبطة بهم ..ياحلوة ياشايلة البلاص ..وانا ماشية ادلع شايلة القلل ..
 
ولم تخلو العروض الاستعراضية للفرق علي المسرح من الثلاثة وخصوصا البلاص ..واسماء الافلام والمسلسلات ..
 
وكما قلنا بعد التقدم إياه الذى ملأ الصعيد بالاجهزة بدلا من الخير.. كاد الثلاثى أن يختفوا نهائيا من الصعيد .. ... لكنهم عادوا مرة أخرى بعد استمرار مأساة "الراجل اللى بينزل سكينة الكهربا"... حتى بعد قيام ثورة يونيو المجيدة" .
تم نسخ الرابط