الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

ظاهرة الدروس الخصوصية.. ومراكز أو سناتر الدروس.. ليست جديدة وقد فشلت جهود وزارة التربية والتعليم والأجهزة المعاونة لها فى القضاء على هذه الظاهرة.. واستمرت هذه المراكز أو السناتر في استنزاف أموال الأسر المصرية.. وبلغ حجم الأموال التي تحصدها السناتر من الدروس الخصوصية، كما يقول الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم حوالي 47 مليار جنيه.. لذلك يرى الوزير أنه من الضروري تقنين أوضاع مراكز الدروس الخصوصية حتى يمكن الرقابة عليها وتحصيل ضرائب تدخل خزينة الدولة. 

في الحقيقة إنها قضية مهمة للغاية.. وتثير العجب، فالدولة عندما رأت أن السناتر تؤثر سلبًا على العملية التعليمية وتثقل كاهل الأسرة المصرية احتج قطاع كبير من الطلاب وأسرهم، لأن الدروس الخصوصية مهمة ومفيدة في ظل ارتفاع أعداد التلاميذ في الفصول وضعف أداء المدرسين.. ولما أعلن وزير التعليم الحالي الاتجاه إلى تقنين أوضاع مراكز الدروس حتى تعمل تحت رقابتها ويتم تحصيل ضرائب.. وتحديد سقف لسعر الحصة لتخفيف العبء على أولياء الأمور.. عبر قطاع كبير أيضا من التلاميذ وأسرهم عن رفضهم لتقنين الأوضاع لأن ذلك سيدفع المدرسين بالسناتر لرفع أسعار الحصص.. حتى يسددوا الضرائب من جيوب أولياء أمور التلاميذ. 

القضية هي: نقفل الشباك أم نفتح الشباك؟

 

الحل- من وجهة نظر وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى- هو تقنين الأوضاع، عكس رأي الوزير السابق الدكتور طارق شوقي، الذي أعلن الحرب على السناتر حتى ينتظم الطلاب بالحضور بالمدارس، مع تنظيم مجموعات تقوية بالمدارس بأسعار رخيصة. 

 

قطاع كبير من الناس، أو أولياء الامور، اعترضوا على موقف الوزير السابق، لأن التلاميذ لا يستفيدون من حضور الحصص بالمدارس.. رغم أن المدرسين بالمدارس هم نفس المدرسين بالسناتر.. وربما يكون عدد التلاميذ بالسنتر أكثر من عددهم بالفصل، ورغم ذلك يفضل التلاميذ السناتر، لأنهم يستوعبون الدروس بها، بينما لا يستوعبون بالفصل.. إنه أمر غريب.. وهذا يعنى أن المدرس يؤدي في السنتر بأمانة ويشرح بطريقة تؤدي لفهم التلاميذ واستيعابهم للدروس، عكس الفصول المدرسية.

 

ما يحدث يكشف أن المدرس يؤدي بأمانة ويجتهد ويبدع في السنتر.. بينما لا يبالي ولا يؤدي واجبه في المدرسة.. والمشكلة ليست في عدد التلاميذ في الفصول.

 

أعتقد أن نوايا الوزير طيبة في تقنين أوضاع السناتر، حتى تكون هناك رقابة عليها، وتسدد ضرائب للدولة.. ما دامت كل الجهود قد فشلت على مدار سنوات في مقاومتها أو القضاء عليها، خاصة أن لها مؤيدين من الناس، ولكن المهم هو عودة الانضباط للمدارس والارتقاء بمستوى التعليم بها وتحسين أداء المدرسين، لأن هناك أسرًا فقيرة لا تستطيع دفع أجور الدروس الخصوصية بالسناتر.. أو مجموعات التقوية، بل إن بعضهم لا يستطيع تسديد الرسوم المدرسية ويطالب بالإعفاء منها.

 

تم نسخ الرابط