الخبراء يحددون خارطة طريق تعظيم الإنتاج الزراعي والاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية
أظهرت أزمة فيروس كورونا المستجد وزيادة الصادرات الزراعية المصرية مدى نجاح الدولـة المصريـة فـي زيـادة الإنتاج الزراعـي وما اتخذته من إجراءات استباقية للحـد مـن مخاطـر الأزمات التـي تواجـه ملـف الأمن الغذائـي.
من أجل السعي للاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية ناقش اليوم الاثنين، "المؤتمر الاقتصادي ـ مصر 2022"، وضع معالم لخارطة طريق نحو تعظيم الإنتاج الزراعي وتعزيز مستويات الاكتفاء الذاتي.
"بوابة روزاليوسف" استطلعت آراء خبراء الزراعة عن كيفية النهوض بقطاع الزراعة والاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية.
يقول الدكتور شاكر أبوالمعاطي الأستاذ بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي، إن مصر تسير في إتجاه التنمية المستدامة من استصلاح أراضي زراعية جديدة وتطوير أساليب الري الحديثة مع إنتاج أصناف وهجن عالية الجودة، وذلك في سبيل توفير حاجات المواطنين في مجال الأمن الغذائي، لافتًا إلى أنه في حالة استكمال مشروع "استصلاح مليون ونصف فدان" سيشعر المواطن بأمان من ناحية الغذاء لما سينتجه هذا المشروع من فواكه وخضراوات.
ويرى شاكر أن هناك صعوبة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجة نظرًا لحاجة تلك المحاصيل لكميات كبيرة جدا من المياه وهذا لا يتناسب مع حصة مصر من المياه، وللخروج من تلك الأزمة أن هناك اقتراحا أن يتم استبدال تلك المحاصيل بأخري ذات قيمة تصديرية عالية مثل "الفراولة والعنب" ومن ثم نستطيع ان نستورد القمح.
وأضاف "شاكر" أن هناك عددا من المشكلات التي تواجهنا من التغيرات المناخية وتأثيرها علي القطاع الزراعي، وعلي الرغم من ذلك فإن الدولة تقوم باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي والتي ينتج عنها توفير فرص عمل وإعادة للتوازن البيئي مرة أخري بعد التعدي الكبير علي الأراضي الزراعية في السنوات السابقة.
وأكد "شاكر" أنه عند التكلم عن الأمن الغذائي لا بد الأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجهنا، من ندرة المياه، التغيرات المناخية، والتي يحب ان يتم التعامل معها باحترافية. وتابع "شاكر" أنه أول خطوات الإكتفاء الذاتي هو البحث العلمي وتطوير من الأصناف بالإضافة إلي تغيير من مواعيد الزراعة.
واختتم "شاكر" أن الدولة لديها استراتيجية لتحقيق التوازن بين المحاصيل التي تستهلك كميات من المياه قليلة ويتم تصديرها والمحاصيل الاستراتيجية التي نجد صعوب في زراعتها ومن الممكن ان يتم استرادها وذلك لنوفر من كميات المياه المستهلكة.
"القرش”: على الرغم من كافة الظروف المحيطة استطعنا أن نكتفي ذاتيا في عدد من الخضراوات والفاكهة والمحاصيل الاستراتيجية
ومن جانبه قال الدكتور "محمد القرش" المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، إن الدولة اتجهت إلى عدد كبير من المشروعات في التوسع من المساحات المنتجة، منهم 19 ألف فدان للاستثمار في المجال الداجني، 21 منطقة بحرية للإنتاج السمكي، بجانب المشروع الكبر وهو استصلاح مليون وفدان، مشروع الدلتا الجديدة بإجمالي 2.2 مليون فدان، مشروع الريف المصري 1.5 مليون فدان، مشروع توشكا بإجمالي 1.1 مليون فدان، مشروع تنمية سيناء بإجمالي 500 ألف فدان.
وأضاف "القرش" أن كل هذه المشروعات ضمن خطة الدولة 2030، وذلك لتعظيم وحدة الإنتاجية للأرض والمياه، وأيضا قمنا بالاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية.
وأكد "القرش" أنه على الرغم من كل الظروف المحيطة من تغيرات المناخ وندر المياه، استطعنا أن نكتفي ذاتيا في عدد من الخضراوات والفاكهة والمحاصيل الاستراتيجية.
وفي نفس الإطار قال "حسين أبوصدام" نقيب الفلاحين: لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية يجب أن نركز علي ثلاث محاور، الأول هو محور التوسع الأفقي نقوم فيه باستصلاح أراضي جديدة لدينا عجز في إنتاجيتها وهذا ما يتم حالياً في عدد من المشروعات مثل "توشكا" و"مليون ونصف فدان" و"شرق العوينات"، المحور الثاني هو التوسع رأسيا بزراعة أنواع من المحاصيل ذات الإنتاجية العالية مثل "القمح" كان ينتج 18 إردبا للفدان حاليا أصبح 30 إردبا، وهذا يساعد علي الاكتفاء الذات يومن الممكن أن يكون هناك فائض، المحور الثالث وهو ترشيد الاستهلاك من السلع التي لدينا عجز في إنتاجها.
وأضاف "حسين" انه ليس من الصعب أن نحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية ولكن هناك أولويات بسبب صغر الرقع الزراعية وندرة في المياه، وبالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.



