بالله عليكم، لا تفرحوا بانشغال أطفالكم بألعاب النت على المواقع الإلكترونية أو التواصل الاجتماعي، فقد تفقدونهم دون أن تدروا، بخلاف فقد هويتهم واخلاقياتهم نتيجة ما يتم بثه من معلومات مضللة وخاطئة.
وسبب تلك المخاوف ما تم اكتشافه مؤخرا من وجود لعبة "كتم الأنفاس" والخطورة أنها ليست اسما فقط لكن حقيقة.. حيث تشمل اللعبة قيام الطفل بكتم أنفاسه، وبشكل تدريجي يقل دخول الأكسجين للرئتين والمخ حتى يفقد الوعي ويتم تصويره وبعدها يقوم من يديرون اللعبة بإفاقته..فهل يعقل هذا!
والمصيبة أن اللعبة لم يتم اكتشافها إلا بعد أن تداولت بين الطلبة فى عدد من المدارس المختلفة وبدأوا يتناقشون فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوجود لعبة عبر أحد التطبيقات الإلكترونية تمثل خطرا عليهم.
وللأسف الأهل لم يعرفوا بتلك اللعبة وخطورتها على أطفالهم ولكن بعد تداول الحديث بين الطلبة.
ونحمد الله أن المجلس القومي للطفولة والأمومة رصد من خلال خط نجدة الطفل 16000، مخاوف الطلبة وشكاواهم من تلك اللعبة.. وبدأت التحذيرات من خطورتها.
نعم نحن في عصر الرقمنة والتكنولوجيا المتطورة، ولكن أين الرقابة، أين مسؤولية الأب والأم لمراقبة كل ما يتم على المواقع الإلكترونية خاصة بالنسبة للأطفال في سن الخطر الذي لا يعرف يميز ما بين الصح والخطأ، فمن الضروري متابعتهم وتعريفهم بمخاطر مثل تلك الألعاب على التطبيقات والمواقع الإلكترونية، ورفع وعيهم بعدم محاكاة أي فيديوهات أو مشاهد يتلقونها عبر الإنترنت.
فهل يعقل أن نفرح أن طفلنا لديه الموبايل الخاص به وعليه اتصال بالإنترنت، ويعيش حياته ويبني أفكاره من خلال ذلك المجهول الذي يبث السموم له دون أي حواجز.
فكيف بالله عليكم، نترك أطفالنا، خاصة مع زيادة نسبة الأطفال المستخدمين للإنترنت في مصر لتصل إلى حوالي 34% وهي من أعلى النسب عالمياً، أي تخطينا الحد العالمي.. معنى ذلك زيادة نسبة الآثار السلبية المتوقعة، ولا بد من التدخل بكافة السبل، مع أهمية الإرشاد الأسري بخطورة بعض الألعاب وعدم الانسياق وراءها حتى لا نفقد حياة أولادنا.. وفي هذه الحالة لا تلومن إلا أنفسكم.
واذا كان المنزل عليه المسؤولية الكبيرة لمتابعة الأولاد، فإن المدارس أيضا لا بد أن تساهم ويكون لها دور تكميلي في التوعية، وقد بدأت بالفعل إحدى المدارس وهي مجموعة العمران، وتستحق شكر إدارتها.. حيث بدأت عمليا في متابعة ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات وتريندات وغيرها من المواد التي تنقل إلى الأبناء أفكارا غريبة عن تقاليدنا وعاداتنا والألعاب غير الآمنة، واخذت زمام المبادرة بالتصدي لهذه المخاطر من خلال تخصيص قسم للتوعية بالمدارس، وهذا ما يتطلب تواجده في مختلف المدارس التعليمية.
أولستم تتفقون معي، أن هناك حاجة بالفعل إلى التواكب مع متطلبات العصر التكنولوجي، ولكن في نفس الوقت لا بد من الرقابة والإرشاد والتوعية لأطفالنا بالمخاطر الناجمة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال تلك التكنولوجيا الحديثة. لحمايتهم من المخاطر سواء الجسمانية أو العقلية حتى لا يتم تكوين اجيال تم تشكيلها بصور هدامة لأنفسهم وبلادهم.



