الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

ملحمة وطنية اهتزت لها الأبدان، وأصبحت عظة تدرس لجميع الدول لمن يحاول أن يقترب من الخط الأحمر لمصر والتدخل في شؤونها الداخلية، أو يمس أي غريب مهما كانت قوته أحدًا من أبنائها.

 

فبمجرد حدوث واقعة المؤتمر الصحفي للمدعية سناء سيف، التي جاءت إلى شرم الشيخ لبث سمومها وحقدها على الدولة التي أنجبتها ويا ليتها لم تشهد ولادتها، في محاولة الدفاع عن أخيها الذي يحرض على قتل رجال الأمن، وطرد النائب عمرو درويش، والإساءة للدكتورة المحامية نهاد أبو القمصان، حتى ظهرت الوطنية لدى كل مصري حقيقي غيور على تراب بلده، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا على ما حدث، وأيضا لمجرد محاولة التدخل في الشأن الداخلي من جانب أي جهة أجنبية ولم يكن ذلك بين أبناء بلدها المقيمين على ترابها فقط، بل هب أبناؤها في الخارج ونظمت الجاليات المصرية في الدول الأوروبية بصورة خاصة بريطانيا، وألمانيا وفرنسا واليونان، ليتكاتفوا معلنين تضامنهم مع النائب عمرو درويش، ورفض ما حدث له.

 

كما رفض الشعب المصري بجميع طوائفه وتوجهاته وتياراته الفكرية تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، الذي أصدرته ضد مصر بشأن السجين علاء عبد الفتاح، والذي ينتهك مبادئ الحياد والموضوعية، وأكد الجميع أن الإساءة إلى سمعة مصر أمر مرفوض تمامًا، والتدخل في شؤونها الداخلية غير مقبول، لأن مصر ذات سيادة واستقلالية وشرعية، وقراراتها تصدر عن إرادتها الحرة، ولن يهزها مثل تلك التقارير التي تعتمد على مصادر مشبوهة، وأهدافها مغرضة.

 

كما تقدمت الدكتورة نهاد أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، بشكوى في الأمم المتحدة، ضد ما حدث لها في جلسة "حقوق الإنسان والعدالة المناخية" من مقاطعة وشوشرة عليها حتى لا تتكلم وتعلن الحقيقة، ولم تتدخل رئيسة الجلسة لحماية حقها.

 

كما تجلت الوطنية في حب مصر مع إقامة ليلة من الليالي التي يجب أن تدرس لكل عدو يحاول أن يقترب من بلادنا الغالية، وهي ليلة فشل ادعاءات المجموعة الإرهابية ودعوات الفوضى في 11/11، حيث شهدت جميع شوارع محافظات مصر زفاف عرس في حب مصر، وتأييد لقائدها الهمام عبد الفتاح السيسي، ومسيرات بالأعلام، بخلاف مواقع التواصل الاجتماعي والهاشتاج "ماحدش نزل"، وتعليقات السخرية ضد الإرهابية. 

 

والواقع.. لم لا يكون كل مصري غيورًا على بلاده ووراء قيادته السياسية، في ظل الأمن والأمان الذي يشعر به على أرضها الغالية؟

 

ففي الوقت الذي تعاني فيه الدول الكبرى المتقدمة اقتصاديا من أزمة طاحنة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار كافة السلع بصورة فائقة، تقف الدولة بكافة أجهزتها والقوات المسلحة ووزارة الداخلية لتخفيف الأعباء عن المواطن في ظل تلك الأزمة. ففي إطار الدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة، وانطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية في تخفيف العبء عن كاهل المواطنين خلال تداعيات الأزمة العالمية، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة، أوامرها إلى هيئة الإمداد والتموين بتجهيز وتعبئة وتوزيع أكثر من مليون ونصف المليون حصة غذائية بنصف الثمن، من خلال منافذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بجميع محافظات الجمهورية، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلي للقوات المسلحة، بتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين.

 

حيث تم الإعداد والتجهيز الجيد للأصناف داخل العبوات لتقديمها إلى المواطنين للمساهمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية من السلع الغذائية المختلفة، من خلال تسيير أسطول من شاحنات النقل المجهزة لكافة المحافظات.

 

كما تؤكد وزارة الداخلية على زيادة انتشار شوادر "كلنا واحد" على مستوى الجمهورية، والعمل على طرح كافة المستلزمات الغذائية بجودة عالية، وبأسعار مخفضة تصل إلى 60% عن مثيلاتها بالأسواق.

 

وها هي الدولة وتنفيذًا لقرارات مجلس المحافظين الأخير، برئاسة د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن السيطرة على الأسعار خلال الفترة المقبلة، وما يتطلب ذلك من توفير السلع الأساسية للمواطنين، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق الأكثر احتياجًا، تقوم وزارة التنمية المحلية بقيادة الوزير اللواء هشام آمنة، بالتنسيق بين الوزارة والمحافظات المختلفة، ووزارتي التموين والتجارة الداخلية، والزراعة، وجهاز مشروعات الخدمات الوطنية، وشركة أمان، ومشروعات الأمن الغذائي بالمحافظات، والجمعيات الأهلية، وغيرها من الجهات لتأكيد توافر السلع التموينية والمواد الغذائية بالمنافذ الثابتة والمتحركة التابعة لها، لزيادة حجم المعروض منها، وبأسعار مناسبة. 

 

مع قيام المحافظات بتفعيل دور الجمعيات الأهلية النشطة لعرض وترويج السلع والمنتجات بأسعار مناسبة، خاصة بالقرى والمناطق الأكثر احتياجًا.

 

وليس ذلك فقط، لكن الأهم هو قيام لجان التفتيش والمتابعة بالمرور الدوري على الأسواق والشوادر والمعارض والمنافذ الثابتة والمتحركة، للتأكد من توافر كافة الاحتياجات المطلوبة للمواطنين، والسيطرة على الأسعار، واتخاذ اللازم حيال أي جهة أو أفراد يقومون باحتكار أو تخزين للسلع والمواد الغذائية، بهدف رفع أسعارها، وعدم عرضها على المواطنين بأسعار غير مناسبة.

 

أولستم تتفقون معي، أن بلادنا تستحق أن نحبها ونخاف عليها من كل حاقد يريد النيل من قوتها وشموخها وصمودها أمام كافة العقبات، كما تحتاج للعمل على الوقوف بجانب قائدها من خلال الحفاظ على مسيرة النمو والتنمية، لتظل مصر أم الدنيا، كما اعترف بذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام قمة المناخ العالمية بأرض السلام، مدينة شرم الشيخ.   

تم نسخ الرابط