الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

قال الله تعالى في كتابه الكريم "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، كما حثت الشرائع السماوية على أن يحسن الوالدان تربية ورعاية أبنائهم من خلال تنشئتهم تنشئة صالحة فهي تعد مهمة عظيمة وشاقة، كما اوصتهم بحفظ حقوق صغارهم ونهت عن ايذائهم، وطالبتهم بأن يحافظوا عليهم وأن يقوموا بغرس الأخلاق الكريمة وأنماط السلوك الجيد فيهم وأن يحسنون تعليمهم.

"الأبناء" نعمة من نعم الله عز وجل الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، ومن الواجب علينا أن نشكر الله على نعمة الأبناء. ووجود الأطفال في المنزل يلعب دورا هاما وحيويا فى الحياة، حيث يملؤونها بهجة وفرحة وسرورا، ويمنحون الجو المحيط بالأسرة سعادة غامرة، بكونهم المصابيح المضيئة التي تنير ظلمة الوحدة.

لم يتوقف دور وأهمية "الأبناء" داخل محيط الأسرة فقط، بل إنهم بذرة اليوم وثمرة الغد، هم الأجيال المستنيرة التي تعتمد عليها الدولة في رسم الخطوط العريضة للأيام القادمة، وهم من يرفعون بسواعدهم اعمدة المستقبل من أجل تحقيق نهضة الأوطان، وهذا لا يأتي إلا من خلال بناء شخصية قيادية ذات نظرة ثاقبة للمستقبل، وفكر متطور، وعلم ومعرفة حديثة.

أيام قليلة ويحتفل العالم بيوم الطفل العالمي الذي يواكب ٢٠ نوفمبر من كل عام، وقد تم اختيار هذا التاريخ لمواكبته الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل، برغم ان إعلان قرار اعتماد الجمعية عام ١٩٥٩ إلا أنه تم الاحتفال بالذكرى الأولى عام ١٩٩٠.

مما لا شك فيه أن الاحتفال بيوم الطفل العالمي يشارك فيه كافة الجهات المعنية والمنوطة بالطفل، حيث يقام الاحتفال السنوي بعدة طرق وأساليب مختلفة وتستمر على مدار العام ، على سبيل المثال لا الحصر منها الندوات واللقاءات والنقاشات التثقيفية حول كيفية بناء عالم أفضل للأطفال، بالإضافة إلى وجود ورش وبرامج تدريبية تشرح كيفية التعامل مع الأطفال وتقديم برامج غذائية متكاملة ورعاية صحية سليمة بهدف بناء أجيال للمستقبل قادرون على التفاعل والعطاء المثمر.

مما لا يدع مجالا للشك أن هناك جهات عديدة تساهم في بناء فكر وثقافة الأطفال وشخصيتهم، حيث تلعب الأسرة دورا هاما في تشكيل الوعي والثقافة لأبنائها، بالإضافة إلى زرع حب الوطن والانتماء إليه، وحرصهم على صلة الرحم وغيرها من الممارسات الاجتماعية الهامة، فضلا على ضرورة الإجابة عن الأسئلة الاستكشافية للأطفال بشكل مبسط وسهل وواقعي يرضي شغف الأطفال، والحرص على تنمية المهارات الإبداعية لديهم من خلال الألعاب والوسائل التعليمية المساعدة.

بعض الأسر تقع في أخطاء جسيمة ربما تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في شخصية أو تربية الأبناء، منها إقحامهم في المشاكل والصراعات الاسرية والعائلية، خاصة التي تدور بين الأم والأب ويكون الأبناء هم الضحية بينهم، لذلك يجب على رب الأسرة ان يتجنب الزج بالأطفال في أمور لا تتناسب مع اعمارهم وأن يكون المثال الجيد لكي يمتثلوا له، وبما ان "العقل السليم بالجسم السليم"، من الضروري أن يتم تشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية من الصغر لكي تحميهم من المخاطر بكافة أشكالها.

يأتي دور المدرسة والمعلم في دعم المبادئ والسلوكيات والأخلاق التي تناسب العادات والتقاليد والمعتقدات المتوارثة بالمجتمع، بالإضافة إلى دورهم الأساسي في اكتساب المهارات والمعرفة، ورفع القدرة المعرفية وتشكيل الحضارة الإنسانية بداخلهم، ورفع مستوى الوعي بالمشكلات الاجتماعية، فضلا عن التوجيه والإرشاد وربط الطلاب بالحياة الاجتماعية.

بينما دور العبادة لا تقل أهمية عن الأسرة والمدرسة في عملية التقرب إلى الله والتنشئة السليمة للأطفال، وتربيتهم على القيم واحترام الآخر وحسن المعاملة، ومساعدة المحتاج والبث في نفوسهم الانسانية والرحمة والقيم الشريفة والمثل العليا.

في النهاية قيام الدولة بتطبيق حقوق الطفل يضمن وصول الحقوق كاملة لكافة الأطفال دون تفرقة أو تمييز، العالم بأكمله تابع باهتمام دور مصر في توفير كل أساليب نمط الحياة التي تلائم كافة الأطفال خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا يؤكد أن ما نزرعه الآن سوف نجني من خلاله أجيالا واعية محبة لبلادها، تحمل مفاتيح وسر التقدم وأسس بناء النهضة، جيل متطلع للاحدث ولمستقبل أفضل.. انتهز هذه المناسبة، يوم الطفل العالمي، واتقدم إليكم بخالص التهاني، "السادة الأطفال.. كل عام وانتم بخير".

تم نسخ الرابط