الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إعادة تدوير بقايا "القص" لمصانع الملابس الجاهزة لتحقيق الاستدامة

بوابة روز اليوسف

مخلفات الملابس القديمة يمكن أن توفر لأخرين حماية هم في حاجة إليها لا سيما مع الأزمات الاقتصادية العالمية المتتالية وما ينتج عنها من معاناة وبشكل خاص للسيدات للحصول على حفاضات نسائية آمنه وصحية، كما أن الموضة السريعة وما يترتب عليها من تغيير مستمر في الأزياء واستغناء عن الملابس يعتبر واحدًا من المصادر الملوثة للبيئة، ومن التجارب الملهمة في مؤتمر المناخ COP27 في المنطقة الخضراء غير الرسمية من المؤتمر تجربة "ألباين جروب" ونشاطهم البارز في محافظة الإسكندرية وفي القارة الإفريقية بوجه عام في دول: كينيا والعراق وإقليم الشرق الأوسط، وقريبًا في أوغندا، ويتم العمل في مصر بالتعاون مع وزارة البيئة وبنك الكساء المصري.

"بوابة روزاليوسف” التقت رايتشل ستاركي، من ألباين جروب، والتي تقع تحت مظلتها بارادايس للمنسوجات وأليكس للملابس، بالإضافة إلى مجموعة من الفروع الأخرى، وبدأت حديثها بشرح المنسوجات المستدامة، قائلة: "بارادايس للمنسوجات هي دائرة الدمج النظيفة بمعنى أن هذه المنسوجات مصنوعة من منسوجات أخرى؛ أي أننا نأخذ الملابس القديمة ونقوم بتقسيمها ثم إعادة تصنيعها، والمميز فيها أنها أقمشة جديدة ناعمة للغاية".

وأضافت أن نعومة الأقمشة المنتجة لهذا النسيج المعدل تعدد من استخداماته، ولا يوجد احتياج لاستخدام مادة "تريفثالات البولي إيثيلين" الخام لصناعة الملابس الرياضية، وقالت: "يمكننا استخدام تريفثالات البولي إيثيلين المعاد تدويره والحصول على قماش عالي الجودة، ونتجه إلى الحصول على الخامات المستدامة من مصادر متعددة نصنعها بأنفسنا. ونحن أكبر مصدرين في مصر، ونصنع ملايين من قطع الملابس كل عام لمشترين كبار مثل أندر أرمور وأمريكان إيجل؛ وهو ما يعني أن هناك هدرا بكميات كبيرة، وهو أمر لا يسعنا إيقافه، لأننا على سبيل المثال حينما نفصل قميصًا علينا قص مكان لخياطة الياقة؛ هذا أمر تجاري طبيعي، الجميع يعرف أن عمالقة صناع الأقمشة يتسببون في مخلفات هائلة، لكننا الآن مهتمون ولدينا استخدامات لهذه المخلفات".

وقالت رايتشل ستاركي وهي تستعرض قماش شديد النعومة: "ما ترينه هنا (هو أساور للقمصان)، كان من الممكن التخلص منها، لكننا نعيد تصنيعها كملابس داخلية وفوط صحية معقمة للنساء الأقل حظا في بلدان عدة، وما نصنعه هنا يناقش موضوعا مخجلًا لا يقربه أحد، وهو الفقر المتعلق بحيض النساء، حيث لا تتمكن النساء من الذهاب للعمل أو الدراسة لو لم تمتلك الملابس الداخلية والفوط الصحية المعقمة".

وعن إطار عملهم في مصر أوضحت أنه يتم التعاون مع عدة جمعيات خيرية في مصر، بالشراكة مع "بنك الكساء المصري"، وقالت: "لقد أمددناهم بما يقارب من عشرة آلاف "عدة كرامة"؛ الملابس تم قصها مسبقا، لهذا يمكنهم أن يضعوا اللمسات الأخيرة لها، ما يوفر المزيد من فرص العمل للنساء. يوفر بنك الكساء المصري العديد من برامج الكرامة لمناقشة مشكلة عدم مقدرة النساء الحصول على "عدة الكرامة" هذه".

وتحدثت رايتشل ستاركي عن إمكانية إعادة استخدام بعض الملابس القديمة، ومن خلال الشراكة على أرض الواقع مع جمعيات خيرية مهتمة بالحفاظ على صحة المرأة، تم تقديم التدريبات المطلوبة فيما يخص أنواع الأقمشة التي يمكن استخدامها، وإمدادهم بالقطع المجهزة مسبقا.

وأشارت إلى التمكن من مساعدة مائة ألف امرأة بشكل لائق، ويتم محو الأمية المالية للنساء العاملات، فيما يتعلق بالخامات تمت الاستعانة بالزجاجات البلاستيكية، وكمية كبيرة من الأقمشة تم إنقاذها من مكبات النفايات، وقالت:"أتمنى أن يحذو الجميع في صناعة الأقمشة حذونا، حيث تلقى مليارات الأطنان من الأقمشة في مكبات النفايات، ونحن في ألباين جروب، نود أن نُري الجميع أن هناك طرقا أفضل، هناك نظام محكم للتدوير يمكننا اتباعه بدءً من الطريقة الأولى لصناعة الأقمشة وحتى إدارة القطع الصغيرة المتبقاة التي نتخلص منها في المعتاد".

أضافت: "نعمل بالتعاون مع وزارة البيئة المصرية لشراء عشرة أطنان من الأقمشة الزائدة لدينا لصناعة حقائب التسوق ذات الاستخدام المتكرر، وما نتمناه هو أن نسهم في التقليل من استخدام البلاستيك في البيئة، هذه هي أول حقيبة تجريبية لإظهار كيف أن الحقائب ذوات الاستخدام المتكرر جميلة، وأنها ليست بالضرورة أن تكون ذات شكل قبيح غير مرغوب فيه، وتعمل وزارة البيئة مع مجموعات عمل أصغر لصناعة الحقائب، والتي إذا سهلنا شراءها، فسيتجه الناس لاستخدامها أكثر".

تم نسخ الرابط