الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

فعلاً ما أحوجنا أن نشعر ببعضنا البعض، وأن نشعر بالفقير والغلبان، وننبذ الاستغلال والمتاجرة غير الشريفة، سيزيد ذلك من التكافل الاجتماعى الذي ما أحوجنا إليه فى ظل جشع بعض التجار، والزيادات غير المبررة فى الأسعار .

 

ما جعلنى أذكر ذلك، وشدنى وأبهرنى، مبادرة أحد تجار منطقة شبرا الخيمة، وتحديداً في سوق الكابلات، حيث يتواجد بائع دواجن يدعى" أبو أنس"، الذي لم يصدق أحد الأسعار التي يبيع بها، وهو ما خلق حالة من الجدل لدى الجميع، وأولهم أنا، هل هى فراخ غير سليمة ويرغب فى التخلص منها ؟ ولكن أكدت إحدى السيدات أنها زبونة قديمة لديه، وأنه يبيع الدجاجة بأقل الأسعار، ويتم ذبحها أمام الجميع، فها هو  يبيع الدجاجة بـ 10 جنيهات فقط، الأسعار لديه تبدأ من 10 جنيهات، و 20، و30 جنيهاً حسب حجم الفرخة، والأكثر من ذلك أنه يطرح البيضة بسعر جنيه واحد .

 

ورداً على تساؤل حول أسباب تلك الأسعار المنخفضة بالمقارنة بأسعار المحلات الأخرى، رد بكل تواضع، أن الهدف الأساسي هم البسطاء وهم أهل منطقته، خاصة أن الدجاج تمثل البروتين الأساسي للغلابة، فهو يقوم بشراء إنتاج مزرعة الطيور بالكامل، ولذا يستطيع البيع بتلك الأسعار، وهى كما يقول: "الحمد لله" الأرباح مجزية، و"ربنا مسبب الأسباب عشان الغلابة تاكل، ومش ببيع بميزان، بركة ربنا أفضل". 

 

ويؤكد أن سبب ارتفاع أسعار الدواجن هو جشع التجار، وكل منهم يضع 10 جنيهات وأكثر على كل كيلو.

 

وأشيد أيضاً بموقف أحد مصففى الشعر الرجالى، والذي قام بمحاولة مساعدة الغلابة، حيث قرر الشاب "إبراهيم" الذي يمتلك صالون حلاقة فى أشهر مناطق محافظة الإسماعيلية، ومن واقع الشعور والإحساس بالآخرين ودون أى توجيهات، تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع لتطبيق مبادرة إنسانية يجوب من خلالها شوارع المدينة للقيام بحلاقة وتصفيف شعر عمال المعمار واليومية بالمجان، وأيضاً غير القادرين على دفع أجرة الحلاقة.. وذلك مساهمة منه فى مساعدة أبناء بلده فى الظروف الحالية، وإيمانا بضرورة أن يتحمل الناس بعضهم بعضاً، ويتكاتفون أمام قسوة الظروف.

 

 ولم يكتف بذلك، بل خطط إلى توسيع نطاق المستهدفين، سواء من كبار السن أو ذوي الهمم، أو نزلاء دار الأيتام ودار المسنين، أو أي شخص يمر في الشارع فى ذلك اليوم، ويحتاج إلى حلاقة دون أي تكاليف مادية.

 

كما أبدى استعداده التام للذهاب إلى المرضى وغير القادرين على الحركة في بيوتهم، دون تفريق أو تمييز، خصوصا بعد أن وصلت تكاليف الحلاقة إلى مبالغ لا تتحملها بعض الفئات.

 

ويؤكد أنه لا يهدف من تحقيق ذلك شهرة أو غيرها، ولكن رضا الناس ودعواتهم له. 

 

فى المقابل وجدت من يتفننون فى استغلال الحديث حول زيادة سعر الفائدة وتخفيض الجنيه، وبدأوا فى تنفيذ قفزات أخرى فى الأسعار، والبعض حجب السلع، وقطع غيار السيارات، والأجهزة الكهربائية لحين وصول الزيادة الجديدة فى الأسعار.

 

وهنا كان لابد من التوقف كثيراً أمام تلك المبادرات الفردية الايجابية، والتساؤل لماذا لم يخفض من يستطيع من التجار الأسعار دون تدخل الدولة التي منحت مهلة الأسبوعين لتدوين الأسعار على العبوات لوقف التلاعب، والزيادة غير المبررة فى الأسعار بغير مقتضى، والتي اضطرت الحكومة إلى اتخاذها بعد حالة الجشع والفوضى التي انتابت الأسواق.

 

أولستم تتقون معى فى أنه آن الأوان إلى تكاتف الجميع للخروج من بوتقة تلك الأزمة، وأن نشعر جميعاً بالالتزام فى محاولة لتخفيف الآثار الناجمة عن تلك الزيادات، لحماية بعضنا البعض، ونبذ الجشع، وأن تكون الرقابة من داخلنا.  

تم نسخ الرابط