الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

أعلنت روسيا أنه تم إحراز تقدم كبير نحو نزع سلاح أوكرانيا، وهو ما يمثل أحد الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي بوتين، عندما أطلق العملية العسكرية أو الحرب على أوكرانيا، منذ أكثر من 10 شهور.. فالروس- على لسان الرئيس بوتين- يرون أن قدرات أوكرانيا الدفاعية قريبة من الصفر، وأن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يتجاهل حتى الآن حقائق الوضع الراهن، وإعلان روسيا ضم 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا، وهو ما ترفضه أوكرانيا وتعتبره أمريكا والدول الغربية غير قانوني، وتمد أوكرانيا بالتعزيزات العسكرية وأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.. ولكن هل يستمر الدعم الأمريكي والغربي لأوكرانيا؟

الرئيس الأمريكي بايدن أعلن تعهده بتزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي الصاروخي باتريوت.. ولكن رد عليه الرئيس الروسي بوتين بأن نظام باتريوت قديم للغاية.. وروسيا قادرة على مواجهته والتكيف معه. 

روسيا حققت مكاسب على الأرض، ولن تتنازل عنها، وأمريكا ودول أوروبا الغربية وقعت وما زالت توقع عقوبات اقتصادية على روسيا، وزيلينسكي، الرئيس الأوكرانى، وكما يقول ألكسندر دارتشيف، رئيس إدارة امريكا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، من المستبعد أن يكون مهتما بالتوصل لتسوية سلمية في الحقيقة.

زيلينسكي خسر أراضي، ولن يستطيع الإعلان عن قرار الدخول في مفاوضات سلام بمفرده، ولا بد من الرجوع إلى أمريكا والدول الداعمة له، والتي تزوده بالأسلحة.. وليس خافياً أن أمريكا تسعى لاستنزاف قوة روسيا، وإضعاف اقتصادها، وليس من مصلحتها أن تتوقف الحرب، وفي نفس الوقت لا يمكن أن يتخذ زيلينسكي خطوة أو قرارا يتعارض مع مصلحة أمريكا التي تدعمه وتعزز قوته الدفاعية.. وفي نفس الوقت تؤكد وزارة الخارجية الروسية أنه لن يكون هناك أي تفاوض حول الضمانات الأمنية بشأن أوكرانيا والمنطقة الأوروبية الأطلسية قبل وقف ضخ الأسلحة والمال لأوكرانيا، وسحب المرتزقة والمدربين الأجانب. 

ليس هناك ثقة بين طرفي النزاع.. وروسيا حققت هدفها بالاستيلاء على 4 مناطق أوكرانية، ومن الصعب أن تتنازل عنها، ومستمرة في شن ضرباتها ضد أوكرانيا.. بينما ترد أوكرانيا بشن هجمات جوية.. والمعارك مستمرة، ولن يستطيع أحد أن يحدد متى تنتهي تلك الحرب التي أثرت سلباً على أحوال سكان الكرة الأرضية، واقتصاديات الدول، وزيادة أعداد الجائعين في العالم، وارتفاع معدلات التضخم والغلاء في مختلف انحاء العالم.


  إنهاء هذه الحرب ونشر السلام هو الحل الأمثل لوقف نزيف الخسائر وإصلاح الأحوال الاقتصادية، والحد من انتشار الجوع حول العالم.. لكننا أمام قوتين.. روسيا وحلفاؤها من جانب والولايات المتحدة والغرب من جانب آخر.. وكل طرف يسعى لتحقيق مصالحه دون مراعاة لحياة البشر في الدول الأخرى، حتى لو أدى الأمر لأن يفتك الجوع بحياة الملايين من الفقراء حول العالم. 

الولايات المتحدة تريد أن تكون القطب الأوحد.. الأقوى في العالم.. وروسيا ترغب في التوسع بدعوى الحفاظ على أمنها القومي.. والصين تعمل في هدوء لتصبح القوة الاقتصادية الأولى، بينما دول أوروبا الغربية تمضي في جلباب أمريكا رغم معاناة شعوبها من نيران التضخم والغلاء ودفع فاتورة الحرب.  

تم نسخ الرابط